باسل الجاسر

وطني الكويت بخير

تلقى تجمع المسار المستقل دعوة كريمة من رئيسة التجمع الإنساني التطوعي السيدة صبيحة خزعل، للمشاركة في زيارة دار المسنين، فكلفت من تجمع المسار والأخ ياسر النقي والأخ علي الشمري بالحضور.. وشاهدت الإنسانية الكويتية تتجلى في أبهى صورها، من السيدة الفاضلة صبيحة خزعل (أم علي) ابتدأ من الفكرة وتنفيذها وبعدها.. فقد كانت الفكرة إنسانية رائعة بأن يتجمع عدد من بنات وأبناء الكويت وفي الإجازة الأسبوعية (الجمعة) لزيارة دار المسنين وساكنيها، الذين أكثرهم سكنها بسبب عقوق الأبناء وانعدام الرحمة في قلوبهم بوضعهم في هذه الدار، ليقدموا لهم الهدايا الرمزية التي طلبوها مثل عطر وورد و«درابيل» ويقول هؤلاء البنات والأبناء لكبار السن يمه ويبه ويقومون بتقبيل رؤوسهم.. فيرسمون البسمة على وجوهم ويشعرونهم بأن هناك من يهتم بهم ويزورهم ويتكلم معهم، بعد ان نسيهم فلذات قلوبهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

هذا ما كان عن الفكرة وتنفيذها، أما بعدها فكان بعد انتهاء الزيارة عندما قامت السيدة أم علي بشكر الحضور وإحاطتهم بأن هناك فعاليات إنسانية قادمة، وأضافت ان هناك فائضا من الهدايا وطلبت متطوعين لتوزيعها على الفقراء من عمال النظافة والمحتاجين، فأبهرتني هذه السيدة الفاضلة بإنسانيتها التي لو بحثنا عنها فسنجدها متجذرة في معظم القلوب الكويتية.. فهذه القلوب وعطاءاتها قامت عليها الكثير من الجمعيات الخيرية والتي لم تخل ممن استغل هذه العطاءات في السياسة وأحيانا في تمويل الإرهاب، المهم أن هذه القلوب الرحيمة استسهلت الجود بالمال لأداء الواجب تجاه المولى جلت قدرته وأمام الذات (وانا منهم) ولكن العمل الميداني له بالفعل طعم آخر ونكهة مميزة.. والحقيقة أنني أثناء هذه الزيارة التي سعدت بها كثيرا شعرت بأن وطني الكويت بخير مادامت فيه مثل هذه التجمعات الإنسانية التطوعية، وفيه مثل هذه القلوب الرحيمة كحال رئيسته ومنتسبيه الذين شاهدتهم.. وشعرت بان وطني الكويت بخير ايضا بما يقدمه من رعاية لهذه الفئة التي جار عليها الزمن فتبنتهم الدولة وغيرهم من بعض فئات اخرى محتاجة، وما تقدمه لهم من رعاية راقية ابتداء من المنزل وتوظيف فريق متكامل من أبنائنا وبناتنا ليشرفوا على إطعامهم وكسائهم والاهتمام بهم.. فبرعاية هذه الفئات من المجتمع سيحفظ العزيز الرحيم هذا الوطن.. بالرغم من كل الفساد الذي تفشى في أركان الدولة، وبالرغم من كل المخاوف والأخطار الداخلية والخارجية شعرت أثناء وبعد هذه الزيارة المباركة بأن وطني بخير ولله الحمد والفضل والمنة.

وفي الختام أتقدم للأخت الفاضلة صبيحة خزعل وكل منتسبي التجمع الإنساني التطوعي على هذه الدعوة المباركة التي استفدت منها واستمتعت بها، فالاستفادة من كوني أعلم بمشكلة دار المسنين الذين جاءوا لها بسبب عقوق أبنائهم ولكن المعاينة شيء آخر، كما ان مثل هذه الزيارات تسلط الضوء على هذه المشكلة الاجتماعية، ومن الممكن ان تسهم في حلها عندما تستيقظ الرحمة في قلوب أبناء ملأها العقوق فنسيت ان الجنة تحت أقدام الأمهات وبرهم والآباء من موجبات رضا العزيز الرحمن، فهل من مدكر؟

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *