مبارك الدويلة

التجمع الوطني والحريات العامة

استغربت كثيراً من بيان التحالف الوطني الديموقراطي بقيادته الجديدة، حول إلغاء حفل غنائي ضمن حملة أطلقوا عليها «أنا احترم حياتي»! واستغربت أكثر من جريدة القبس بتخصيص صفحة كاملة لتغطية هذا البيان والتعليق عليه، ونشر صور يدعي المنظمون للحفلة أنها لموافقات رسمية للحفل الملغى، بينما قراءة سريعة لمحتوى الكتب تكشف أنها موافقات لمبادرة شبابية تهدف الى توعية الشباب بأهمية القيادة الآمنة، وليس فيها ذكر لأي حفل غنائي مزمع اقامته!

أنا ممكن أتفهم إقامة حفل يكون ريعه لمساعدة الفقراء أو المرضى أو لإنشاء مستشفى للاطفال المعاقين أو أي نشاط يحتاج إلى تمويل ورعاية، لكن ما علاقة إقامة حفل غنائي بمشاركة 11 مطرباً ومطربة معظمهم من الدرجة الثالثة لتنبيه الناس الى خطورة استعمال الهاتف أثناء القيادة (كما ورد في تحقيق القبس)؟! هل تم توجيه كل المطربين الى تقديم أغان بهذا الخصوص؟ أم سيكتفون بتوزيع ستيكر «لا تتصل حتى تصل» على الجمهور؟!

كنت أتمنى أن يبدأ التحالف الوطني الديموقراطي عهده الجديد ببيان قوي عن الوضع المتردي للحريات السياسية في الكويت، أو عن التطبيق الجائر – أحيانا – لقانون الجنسية، أو يمتعنا بمشاهدة رموزه تشارك في اجتماعات القوى السياسية الكويتية التي تحمل هم إصلاح المجتمع! والغريب ان البيان، سيئ الذكر، أشار الى ان القوى الدينية هي التي تسببت في إلغاء الحفل! طيب يا أخي، ها هو هلا فبراير لم يمض على انتهاء حفلاته إلا أسبوع فلماذا لم يتم الغاؤه؟! وأين كان تأثير «قوى الظلام»، كما يحلو لكم ان تسموها؟ والأغرب في البيان أن ينعت هذه القوى بأنها تسعى الى تراجع الحريات في الكويت (!!) بينما كل أهل الكويت يدركون جيداً من الذي يضع يده بيد الحكومة اليوم، ومن الذي بسبب دعمه وتأييده للاجراءات الحكومية وصلنا بالبلد الى ما وصلنا اليه من ترد في جميع المجالات، بينما البعض منشغلون في شفط خيرات الديرة ومناقصاتها، واذا سألهم أحد عمّا آلت اليه الامور في البلد قالوا «نار تاكل حطب»!

وللقارئ الكريم نؤكد أن الحفل لم تكن له علاقة بالحملة وهدفها الرائع، بل جاء، غالبا، لإرضاء بعض الاهواء والميول التي ترغب في مشاهدة رموز الفساد تعتلي المسارح في الكويت، والا ما الحكمة من استدعاء مطرب أميركي أخذ شهرته في بلاد الغرب ،كما تردد، بسبب عدائه للاسلام كدين وتميزه بالاستهزاء بالقرآن؟! أين العلاقة بين دعوته وشعار الحملة عن القياده الآمنة للسيارة؟!

ختاماً، شكراً لوزير الداخلية على مراعاته لمشاعر أهل الكويت ومعتقداتهم، وهذا ليس بغريب لوزير عاداته وتقاليده وتراثه كويتية!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *