فؤاد الهاشم

«عبدالحسين عبدالرضا».. لقيمات رمضان!

أعلن الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا – قبل أيام – انه ولأسباب علاجية فلن يقدم مسلسلاً في رمضان هذا العام!! شهر الصوم الكريم بدون «عبدالحسين» مثل العيد بدون «عيدية» ومثل الصيام من غير «لقيمات» عند الفطور، وأيضا كالسفر إلى «مونتي كارلو» بدون بطاقة «أميركان – اكسبريس» من نوع .. بلاتينيوم!!

كلنا في الكويت ودول الخليج ننتظر منذ سنوات ظهور «عبدالحسين عبدالرضا» جديد من شباب المعهد العالي للفنون المسرحية الذي يقوم بتخريج المئات من طلبته كل أربع سنوات دون أن نرى على أرض الواقع «سعد الفرج» آخر، أو«عبدالحسين» جديد، أو«سعاد عبد الله» أخرى..وهكذا!. لماذا يصبح «المعهد العالي للفنون المسرحية» جعجعة بلا طحين؟ لماذا نسمع عن دفعات جديدة أنهت الدراسة دون أن نلمح إبداعات..إلا فيما ندر؟!. في الكويت، الناس تحب المسرح، لكن تكره..المسرح كيف؟! نرى الناس تتزاحم على شبابيك تذاكر المسرحيات حتى لو كانت العروض الموجودة من نوع «عطني فلوسك..وافتر» أو «كاني – ماني وأنت شدراك يا حصاني» وهلمجرا!، ومع ذلك، فإن الحكومة لاترغب ببناء مسارح، وترفض الترخيص للقطاع الخاص لكي يبني مسارح! الحكومة تعتبر المسرح «قاعدة عسكرية» والفنان المسرحي «جندي قوات خاصة» والنص المسرحي..ماهو إلا «قنابل يدوية وألغام أرضية»!!.

زرت الصين بدعوة من الحزب الشيوعي عام 1984 حين كانت الشوارع تغص في الصباح الباكر بملايين الدراجات الهوائية لمواطنين صينيين يذهبون إلى دواماتهم «أيام الفقر» وكان الجيش هو الذي يبني فنادق «شيراتون وهيلتون وحياة ريجينسي» وغيرها ويديرها بجنود وضباط بعد أن يلبسهم بدلات مدنية لرجاله وتنانير قصيرة لمجنداته من أجل جذب السواح الأجانب والعملة الصعبة!! أخذوني في رحلة إلى الريف في منطقة تبعد حوالي ستة ساعات بالسيارة من العاصمة بكين، وهناك، وسط حقول الأرز والقمح والذرة شاهدت أمراً عجباً.. عدد من الفلاحين يجلسون على الأرض وأمامهم مجموعة من الممثلين، جاؤوا بمنصة خشبية طولها ثلاثة أمتار وعرضها أربعة، ثم وضعوا ستارة بينهم وبين هؤلاء الفلاحين!! بعد دقائق، يفتحون الستارة ويبدأون عرضاً مسرحياً كوميدياً – أو درامياً – لمدة لاتزيد عن نصف ساعة ، وبعدها «يفككون أغراضهم» ويركبون «وانيت متهالك» عمره من عمر الثورة الصينية لينتقلوا إلى قرية أخرى من قرى الصين ويقدموا مسرحياتهم! قالوا لي إنه..«المسرح الجوال» إذ بسبب نقص الأموال وضرورة وجود المسارح في ذلك البلد الكبير جاؤوا بتلك الفكرة والتي ظهرت أصلا في أوروبا خلال القرن التاسع عشر!!

مرة أخرى ، شهر رمضان بلا «عبدالحسين» مثل الافطار بلا «هريس ولا تشريب ولا إعلانات الصيداوي والبنك الوطني وشركة زين».. الجميلة!!

***

من طرائف الإخوانجية إنهم دائما يكررون مقولة: «أردوغان أنشأ 52 مطاراً ، بنى 60 جسراً، زرع مليار شجرة، اخترع 38 سجادة صلاة ، ابتكر 167 نوعاً من «الزبيبة للجبهة»! ونسوا إضافة «زرع مائة مليار شعرة في رؤوس إخوانجية الخليج» واشتكى على ملكة جمال.. أنقرة!! «مالت عليكم وعلى إنجازات خليفتكم»!!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *