حسن العيسى

قبض أم زجر وترويع؟!

طريقة القبض وإحضار المتهمين في قضايا الرأي لا يراد بها إعمال نصوص قانون الإجراءات الجزائية، كما تروّج وزارة الداخلية، بل يُقصَد منها ترويع المتهمين وإرهابهم، وإيصال رسالة إلى غيرهم (بأدبيات عبارة: «كل من تسول له نفسه» السلطوية) أن هذا مصير كل من يفكر في حرية وينتقد الأوضاع  في الدولة.
طالعت بيان وزارة الداخلية بشأن القبض على الناشط السياسي طارق المطيري الأمين العام لحركة «حدم»، حيث ذكر أنها كلفت طارق بالحضور للتحقيق، ولكنه رفض… يصعب هضم تصريح «الداخلية»، وكان يمكن ابتلاعه لو لم يكن هناك «سوابق» للوزارة تقول غير ذلك، فمحمد العجمي (أبو عسم) لم يُبلَّغ ويكلف بالحضور إلى جهات التحقيق، ثم امتنع، حتى يقبض بطريقة المداهمة الاستعراضية، ويرمى به في سيارة الأمن مقيد اليدين من الخلف، وكأنه  قاطع طريق خطير، وليس شاباً بسيطاً يعبر بعفوية عن خواطر نفسه بتغريدات عامة، وليس «أبو عسم» أول ولا آخر «قطاع الطرق» الذين مورست معه أعمال القبض والسجن الترويعية، فهناك عدة سوابق، حدثت لكُتّاب وأصحاب رأي تحديداً… وأضحت اليوم بعد أن ابتلعت السلطة التنفيذية بقية سلطات الدولة، ممارسة عادية  للجهات الأمنية. متابعة قراءة قبض أم زجر وترويع؟!

إبراهيم المليفي

«العميقة» تبتلع «الظاهرية»

شعارات الإصلاح والتنمية ومكافحة الفساد ونهاية عهد مجالس الصوت العالي، تهاوت في لحظة عندما صدق من صدق أن الدولة الظاهرية قادرة على مجابهة الدولة العميقة المتخفية تحت قشرة المؤسسات الوهمية والتماثيل الخشبية لشجعان التمثيل الشعبي.
وزير وقبله مسؤول كبير معروف بمناصرة السياسات الحكومية اقترفا جريمة تحويل الشعارات إلى قرارات نافذة على الأرض، فكانت النتيجة غرق “المحمل” ونجاة جميع الركاب ما عدا “النوخذة” الذي أخذ يغوص نحو الأسفل ببطء شديد متبصرا بأم عينه عالم الأسفل الحقيقي، عالم الدولة العميقة الذي بلع “المحمل” بما حمل، ثم لفظه فوق السطح ليأتيه بالخيرات في الرحلة القادمة. متابعة قراءة «العميقة» تبتلع «الظاهرية»

محمد الوشيحي

الوزارة الهوليوودية

وزارة الداخلية تزعم أنها استدعت المجرم الخطير، الأمين العام لحركة “حدم”، لكنه لم يحضر، فاضطرت، وهي تبكي يا عيني عليها (هذه الجملة من عندي)، إلى القبض عليه بطريقة الهوليوودي “ڤاندام” على mbc2. الشيء الوحيد الذي كان ينقص “لقطة” القبض على طارق المطيري هو طائرات عمودية وزوارق حربية ووكالة ناسا.
عن نفسي، وآخرين، لا يمكن أن نصدق وزارة الداخلية ولو “حلفت بالطلاق” وهي تطوف حول الكعبة المشرفة… تحديداً منذ أحداث ديوانية الحربش، والمؤتمر الصحافي (بتشديد الحاء والضحك على اللحى) الذي أنكرت فيه كل المقاطع المصورة، وتحوّلت – وزارة الداخلية – فيه من ظالمة باطشة إلى أرملة فقيرة، يضربها الناس فتتمتم وهي تمسح دموع العجز: “الله يسامحكم”. متابعة قراءة الوزارة الهوليوودية

باسل الجاسر

العبادي وحّد العراقيين وكشف أميركا

رئيس وزراء العراق حيدر العبادي بدأ عهده بعمليات تصالح واسعة بين فئات الشعب العراقي رغم فقدان الثقة التي خلفتها فترة حكم رئيس الوزراء السابق السيد المالكي، فبدأ بإزالة أسباب الاحتقانات الكبرى، منها على سبيل المثل لا الحصر قيامه بدفع رواتب مناطق الحكم الذاتي للأكراد، وذهب للعراقيين السنة وطمأنهم ومسح على قلوبهم التي راعها ما شهدته من تصرفات المالكي الغريبة أصلا على الشعب العراقي.. فالعراق من الصعب على الغريب أن يميز سنته من شيعته، وهم طوال القرون الفائتة ورغم تعاقب أنظمة الحكم واختلافها كانوا يتعايشون بكل السلمية بل بكل المحبة والتواد. متابعة قراءة العبادي وحّد العراقيين وكشف أميركا

سعد المعطش

قياسات الجمال

يعتقد البعض منكم أن القياسات في العالم متشابهة ولكنها بالحقيقة مختلفة من مكان إلى آخر، فالقياس للأطوال مختلف، فهناك من يعتمد القياس بالقدم وهناك من يقيس بالمتر وهناك قياسات المسافات الطويلة التي تختلف فمنها الميل والميل البحري والعقدة.

أما الأوزان فهي مختلفة أيضا، فهناك من يقيس بالكيلو والجرام ومنهم من يقيس بالرطل والأوقية، أما الأوزان الثقيلة جدا فهي تعتمد على الأطنان، حتى ان الأرقام تختلف وخصوصا في النقود، فالكل متفق على أن أي رقم يحمل معه 6 أصفار هو مليون ولكن الرقم الذي يحمل 9 أصفار قليل منكم لا يعرف أنه يحمل مسميين «مليار ومليار» ومن فضل الله انني اعرف كلا المسميين من خلال ثروة والدتي، أطال الله عمرها. متابعة قراءة قياسات الجمال

عبدالله النيباري

استقالة الإبراهيم خسارة للبلد وانتصار للفساد في البرلمان

استقالة وزير الكهرباء وزير الأشغال، م.عبدالعزيز الإبراهيم، هي انتصار لقوى الفساد في البرلمان الكويتي، وخسارة للكويت، ومأساة لقوى الإصلاح ومكافحة الفساد، وخاصة أنها تأتي بعد تأكيدات صدرت من سمو أمير البلاد، ومن رئيس مجلس الوزراء، بالعزم على التشدد في استئصال الفساد، في ظروف طغت فيها أخبار اختلاسات التأمينات وإلغاء الكفالات المصرفية من قِبل بلدية الكويت.
الأمر المستغرب، هو انتفاضة السادة أعضاء البرلمان الكويتي، وإطلاق صيحات التوعد باستجوابه وطرح الثقة به، لأنه اتهم نواباً بتقاضيهم مبالغ نقدية، يعني “رشوة” للتصويت على طرح الثقة به.
وكان أحد الصحافيين قد طرح على الوزير الإبراهيم الأمر أثناء افتتاح محطة تحويل الزور، وفق ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي، عن دفع مبلغ 350 ألف دينار، مقابل كل صوت لطرح الثقة به، كما جاء في تغريدة د. صلاح الفضلي، التي كانت متداولة لأيام، وكان رده بأن ذلك قد يكون “ضريبة مكافحة الفساد”.
وجاءت انتفاضة أعضاء البرلمان في نفس اليوم (الأحد)، وبعد ساعات من كلام الوزير، تتوعده بالاستجواب وطرح الثقة، لأن ما قاله فُسّر على أنه طعن في نزاهة النواب!
ثورة النواب على المساس بنزاهتهم جاءت بعد ساعات من المؤتمر الصحافي، أطلقها نواب مازالوا في سفر خارج الكويت، وكما لاحظت جريدة السياسة، أن عدداً من النواب أصحاب الهجوم كانوا يقرأون من أوراق معدَّة سلفاً، كما لوحظ التزامهم بالنص المكتوب.

الفساد في البرلمان

الحديث عن الفساد في مجلس الأمة ليس أمراً مستغرباً، بل هو أمر متواتر، فلم يقصّر أعضاء المجلس في تبادل اتهام بعضهم بعضاً، بأنهم “حرامية وقابضون ومأجورون”، كما حدث في جلسة الأربعاء 11/ 3 /2015، التي أطلقت فيها عبارات يعف اللسان عن ذكرها، ولم يتحرك بقية الأعضاء لمحاسبة زملائهم مطلقي تلك الاتهامات والعبارات.
وقبل أشهر أُثيرت أيضاً في المجلس أحاديث عن تقاضي أحد الأعضاء مبالغ من رئيس الوزراء، ولم ينكر السيد العضو ذلك، بل أقرَّ بأنه قبض، وأنه لم يكن الوحيد، بل هناك “آخرون” قبضوا!
ولم يفزع السادة الأعضاء لمثل هذه الاعترافات، ولم يطالبوا بمحاسبة العضو أو رئيس الوزراء، ولا حتى من باب السؤال والاستفسار!
كذلك، لماذا يستنكر أعضاء البرلمان الكويتي أمر تفشي الرشوة في أوساط مجلس الأمة؟ أليس مطروحاً أمام إحدى لجان المجلس التحقيق في قضية تقاضي الأعضاء رشوة عرفت بإيداعات نقدية لمبالغ مليونية في حسابات النواب المصرفية؟ وأن النيابة العامة قد حفظت القضية، لعدم كفاية القوانين الحالية للمحاسبة، وأن مَن قبضوا اعترفوا.. إما بأنها مدخرات السيدة الوالدة وجدت في دولابها، وإما كما قال أحدهم إنه يقبض من الشيوخ، ليوزعها على الناخبين بمنطقته الانتخابية.

رأس الوزير

الفساد شائع في البلد، لدرجة التخمة، وروائحه باتت تزكم الأنوف على مدى 24 ساعة.
رد الوزير لم يكن مباشراً، فهو لم يتهم أحداً، والتغريدة كانت متداولة لأيام، فماذا وراء هذه الانتفاضة والفزعة؟
الجواب، هو أن الوزير الإبراهيم مطلوب رأسه… لماذا؟ لأنه نزيه ومخلص… وهي مواصفات أصبحت نادرة في بلدنا، ولأنه لا يستقبل النواب وقبول مصالحهم، ولأن حرصه الشديد وتمسكه بالقانون والنظام يضايقان أصحاب المصالح.
ونعود لما ذكرته جريدة السياسة، بأن المسألة مطبوخة، وأن تنحية وزير الكهرباء والأشغال خلفها رؤوس كبيرة ومصالح معتبرة.

المضحك المبكي

وقد أشارت السياسة في 12/ 3 /2015 إلى أن تحرك النواب كان مدرجاً على جدول أعمال مجلس الأمة، وتم الاتفاق عليه في لقاء عقد بمزرعة أحد النواب، وأقسم الأعضاء الحضور، وعددهم 11 عضواً، بأن هذا الاجتماع تم قبل 10 أيام من حادثة كلام الوزير، الذي لم يكن إلا جواباً عن ملاحظة، والمضحك المبكي أن محاور الاستجواب التي ذكرها نواب الهجوم على الوزير، هي قضية إلغاء مناقصة المطار وانقطاع الكهرباء.
انقطاع الكهرباء، ذكر الإبراهيم أن سببه تقصير يستوجب المساءلة والمحاسبة… أما قضية إلغاء مناقصة المطار، فقد تمَّت بناءً على قرار لجنة شاركت فيها 6 جهات، هي: “الأشغال” وإدارة الطيران المدني ومجلس التخطيط ووزارة المالية وجامعة الكويت ومعهد الأبحاث، وتقريرها يعرض على لجنة المناقصات.
والأسباب التي استندت إليها اللجنة لإلغاء المناقصة، هي ارتفاع سعر أقل العطاءات عن الكلفة التقديرية، وفق تقدير المكتب الاستشاري الهندسي بنحو 40 في المئة، وسعر العطاء الثاني يفوق التقدير بـ 60 في المئة، والسبب الثاني والمهم، هو أن العطاء صاحب الأسعار الأقل فيه مخالفات لشروط المناقصة.
والغريب في الأمر، أنه من بين 32 شركة تسلمت كتاب المناقصة، لم تتقدم بعطاءاتها إلا 4 شركات فقط.

أمنية!

كنت أتمنى على الوزير الإبراهيم عدم الاستعجال في تقديم استقالته، والتصدي للاستجواب والرد عليه، وأعتقد أنه قادر على تفنيد محاوره، كما في الاستجواب السابق، وأهمية ذلك تكمن في كشف المستور أمام الشعب الكويتي، بما فيه ضعف الحكومة، التي لم تفزع للدفاع عن وزيرها، ولو فعل الإبراهيم ذلك، لزاد ارتفاع مقامه في أعين الكويتيين، وهو الأهم.
في الختام، نعزي الكويت وأهلها، بفقدان عنصر نادر في نزاهته وشجاعته في مكافحة الفساد، ولم يبقَ لنا إلا البكاء والنحيب على أموال بلدنا الحبيب.

علي محمود خاجه

كوت

كثيرة هي الأخطاء المقترفة في الكويت طوال سنوات الثروة التي تتجاوز الستين عاما، وأعتقد أنه حتى إن خضنا في كل مجال وكم الأخطاء المرتكبة فيه طوال تلك السنوات فلن يكفي مقال أو مقالان لتغطية مجال واحد. فلم تتطور الدولة لا سياسيا ولا عمرانيا ولا صحيا ولا تعليميا ولا ثقافيا ولا رياضيا ولا صناعيا ولا إعلاميا ولا سياحيا، لم تتطور سوى أساليب الفساد في كل مجال، فإن كان هناك تقدم ملحوظ في الكويت فسيكون الفساد بلا شك هو المجال الذي يشار إليه بالبنان. فكل شيء في هذا البلد مؤقت، بل حتى إن كان هنالك بعض الأشياء التي صاحبها بُعد نظر حين تأسيسها أو إنشائها فإن الدولة ساهمت إما في تشويهها أو محوها على الإطلاق، ولنا في منطقة الصباح الصحية مثال جيد، فتأسيس تلك المنطقة كان عبارة عن نواة جيدة وواعدة لمدينة صحية متكاملة، فما كان من الدولة إلا أن تكدّس مختلف الأنشطة في تلك المنطقة ما بين مؤسسات تعليمية وشركات تجارية ومؤسسات عسكرية وكراجات سيارات؛ لتغدو تلك النواة الواعدة مكاناً لا يسر الناظرين أبداً، وكذلك هي الحال مع المدينة الترفيهية التي كانت أرضا خصبة لمدينة ملاهٍ عالمية من حيث المساحة وقربها من الساحل، والبعد الجغرافي عن المناطق المعمورة لتتحول اليوم إلى مدينة يستطيع طفل الثمانينيات من القرن الماضي أن يسترجع فيها ذكرياته دون أن يختلف عليه شيء. عموماً لا أريد البكاء على اللبن المسكوب بقدر ما أود أن أرتشف مما تبقى من الكوب، فطالما أن الثروة ما زالت موجودة فبالإمكان البحث عن سبل العلاج أو الإنقاذ وهو ما أطرحه من خلال هذا المقال. ماذا لو اجتمع المختصون من كل مجال سواء من داخل الكويت أو خارجها ليحددوا جميع الأخطاء التي ارتكبناها طوال العقود الماضية، بحيث يتم التعرف بالمقام الأول على سلبياتنا في كل مجال بشكل علمي واضح وبعيد عن الأهواء والمزاجية والشخصانية، على أن تحدد مدة زمنية لتلك الفرق المختصة لتقديم تقريرها دون تحديد مسؤول بعينه، بل الخطأ فحسب؟ بعد أن ننتهي من تلك التقارير المشخصة للأخطاء والمشكلات تبدأ أهم مرحلة، ولا أتحدث هنا عن علاج تلك المشكلات فيما هو قائم. نحن نشغل ١٠٪ من مساحة الدولة فقط، بمعنى أنه بالإمكان بناء تسع دول إضافية بالمساحة المتبقية، وليس هذا ما أنشده طبعا، بل كل الطموح بأن يتم تخصيص ٥٪ من صحراء الكويت، ولنسمها "الكوت" مثلا لتكون بمثابة كويت حديثة قائمة بذاتها بنظامها العملي المختلف طبعاً عن النظام القائم، ونتجاوز فيها كل الأخطاء السابقة، على أن تشيّد بعيداً عن هفواتنا السابقة ورعونة التصرف المعتادة، وبذلك نكون قد استثمرنا أخطاءنا بأفضل شكل ممكن، واستفدنا منها بالطريقة القصوى. بذلك نكون هيأنا الفرصة للنهوض مجدداً طالما العناصر جميعها متوافرة، وعلى رأسها العنصر المادي، بدل بعثرته في منح للخارج وزيادات في الداخل، في تلك الحالة من الممكن أن يتجدد الأمل وألا تكون الكويت قصة تاريخية عن بلد غني لم يستفد من دنانيره. علما أن الـ٥٪ تلك ستعني القدرة على احتضان ما يقارب العدد الحالي من مواطنين ومقيمين، وهذا يعني حلحلة لكثير من المشاكل كالإسكان والتوظيف وعدم تحمل البنى التحتية… هي مجرد فكرة أعتقد أنها قابلة للتطبيق.