سعد المعطش

سياسة «النطح»

القواعد في الحياة كثيرة، فهناك القواعد اللغوية التي أعترف بأنني لا أحبها، ومن المؤكد أنها باقية ولم تهتم بي إن أحببتها أو كرهتها، وسبب كرهي لها أني لا أعرف كيف أتعامل معها، فمازلت أتورط في التاء ذات النقطتين متى أضعهما، ولولا نظام التصحيح في الكمبيوتر لفضحني حرفا «الضاد والظاء».
ولكن القواعد الأهم هي قواعد حياتنا اليومية وكيفية التعامل مع الآخرين والتي حين تكتبها لن يخرج عليك خط أحمر تحتها إن كانت غير صحيحة، ولكن إن تعاملت مع قواعد الحياة بشكل غير صحيح فسيخرج تحت عينيك خط أسود وتسود حياتك بسبب الهم.

أهم قاعدة يجب على الإنسان أن يتعلمها هي قاعدة «النطح» لأنها أفضل قاعدة منجية لكثير من الأمور اليومية، وكما كان يقول الأولون «انطح الصياح بصياح تسلم»، فحين تجد أن أحدهم قد اتهمك بشيء ما فما عليك إلا أن تتهمه بشيء أكبر من اتهامه لك.

هذه القاعدة تستخدم كل يوم وفي كل مجال، فقد جرت العادة على أن بعضهم يتهم الناس بأشياء ليست فيهم، وتجد أنه هو من يمارس هذه الأفعال بإتقان تام، ولكنه يتهم غيره ليبعد الأنظار عن نفسه، فحين تتهم أحدا بأي شيء ليس فيه خصوصا إن كان شخصية عامة، فإنك حتما ستجد من سيصدقك، وحينها ستجبر من اتهمته على الدفاع عن نفسه، ولن يجد الفرصة للبحث عن أخطائك.

أدام الله من لم يتهم الناس بما ليس فيهم، ولا دام من يتهمهم لأجل تغطية ما يقوم به من أمور سيئة.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *