مبارك الدويلة

كفاية كذب.. خلاص!

حتى طائر سليمان – عليه السلام – عندما أراد أن ينقل إليه الخبر قال «وَج.ئْتُكَ م.نْ سَبَإٍ ب.نَبَإٍ يَق.ينٍ»، ولم يقل قرأت أو سمعت أو يقولون! وماذا كان رد سليمان مع أنه يعلم أن الهدهد لا يجرؤ على الكذب عليه «قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ م.نَ الْكَاذ.ب.ينَ»، فالتثبت من الأخبار منهج الراقين المنصفين.

تذكرت هذا المشهد وأنا أقرأ جملة من الافتراءات وردت في مقال زميلنا بالأمس، حيث دأب ضعيفو الحجة وقليلو الحيلة من خصوم التيار الإسلامي على هذا الأسلوب في مواجهة الآخرين، وكان لصاحب هذه الزاوية النصيب الأوفر من هذه الافتراءات والأباطيل، ولعلكم تذكرون «مليون حمد في جيب مبارك»، والتي قال كاتبها في المحكمة إنها وصلته مطبوعة من مصدر مجهول! ولعل منها ما ذكرته المربية الفاضلة من ادعاء بأنني أخذت مناقصة من «الدفاع» بقيمة مئة وعشرين مليون دينار كويتي، ثم تبين بعد ذلك أنها ثلاثون ألف دينار لتصميم شبرات مخازن في قاعدة علي السالم! وتغريدات المتخفي خلف الكواليس من شراء «الدفاع» لعربات بقيمة 400 مليون يورو (!!) من شركتي، ولما نشر ترخيص الشركة ولم يجد اسمي فيه، قال «رفع اسمه حتى لا يكتشف»! فقط لأن الترخيص باسم شخص آخر لي معه شراكة في شركة أخرى نفطية!
أما صاحبنا وزميلنا في الصفحة الأخيرة في القبس، فمن غزارة ثقافته صار يسرد أخباراً ومعلومات أي كلام! حيث بنى مقالته على معلومة أن كوثر البشراوي من الإخوان (!!) وطبعاًَ بعد القول إن حسين أوباما من التنظيم السري للإخوان، وإن المطربة أحلام من الإخوان، فما الذي يمنع أن تكون البشراوي منهم؟! يقول «وأنهت المقابلة باكية على سنوات عمرها التي أضاعتها في خدمتهم، ولم تحصل على شيء»! البشراوي والخرباوي صارا مصدراً لهذا النوع من الكتّاب في إلهامهم! ومنهما يعرفون حقيقة الإخوان المسلمين! يقول صاحبنا المثقف إن الإنكليز سهّلوا لحسن البنا أن يكون المرشد العام للإخوان المسلمين عام 1928! شرايكم؟! ويؤكد علاقة التنظيم بالإنكليز واليهود والقصر! وكلنا نعلم أن الإخوان لم يقاتلوا إلا الإنكليز واليهود والقصر. ولذلك، تم اغتيال الإمام الشهيد بعد حرب 1948. ويقول «ومعروف أيضاً دور جعفر النميري الإخواني (!) في تسهيل ترحيل الفلاشا لإسرائيل»! طيب، ما دام النميري من الإخوان، إذن من الذي انقلب عليه؟! ثم يوحي للقارئ بأن الصهيونية والإمبريالية صنعتا الربيع العربي (!) طيب، والذي أسقط ربيع مصر، ماذا قالت عنه الصهيونية العالمية والصهيونية العربية؟! وماذا قدّم إلى إسرائيل في أول أيام حكمه؟! يكفي أنه اعتبر التواصل مع «حماس» تهمة أمن دولة! ثم تكون آخر أباطيله أن ابنة إسماعيل هنية تعالج في إسرائيل! صحيح اللي اختشوا ماتوا! يا أخي عالأقل خلك مثل الهدهد!
***
بربسة تنموية:
قرار وقف ترسية مشروع المطار الجديد قرار سليم وطبيعي إذا كانت أقل الأسعار تفوق بكثير الميزانية المقدرة للمشروع، وتقوم بعض الشركات المتنافسة – أحياناً – بالتنسيق في ما بينها لرفع السعر بشكل كبير، على أن يوزع الفائز الكيكة على بقية الخاسرين! لذلك، تصرف الوزارة سليم إجرائياً، ولكن الطامة الكبرى أن يقوم مجلس الأمة بالتوصية لنقل تبعية المشروع إلى الديوان الأميري(!).
عاش مجلس بوصوت وعاشت التنمية في ظله!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *