احمد الصراف

رأي وحائط

يقول عالم الفيزياء ستيفن وينبرغ، الحائز على جائزة نوبل: الناس الطيبون والخيرون يقومون بالأفعال الطيبة، ويقوم الأشرار بالأعمال الشريرة. ولا يحتاج الأمر الى أن يقوم الطيبون بأعمال شريرة غير مبررة دينيا!

***

كتب بن دوهرتي مقالا في الغارديان في ديسمبر الماضي تعلق بالإرهاب الديني وتأثيره في القائمين عليه وفي المجتمعات المستهدفة، حيث ذكر أنه في 2013 لقي 12 فردا فقط حتفهم في الدول الغربية في هجمات إرهابية ارتكبت باسم الإسلام، بينما راح ضحية عمليات إرهابية مماثلة وقعت في المشرق الإسلامي حوالي 22 ألف شخص. فكيف يستطيع المسلمون الهرب من آفة التطرف الإسلامي؟ فأولئك الذين يعانون أكثر من التطّرف ليسوا الذين يعيشون في الدول الغربية الغنية، بل هم المسلمون الفقراء. وهذه هي الحقيقة الأساسية التي تطمس عباءة كاذبة ارتداها بكل تفاخر الجهاديون الإسلاميون، بتغنيهم بطروحات مفادها أن هناك أعداداً كبيرة من غير المسلمين تُقتل من أجل المسلمين في الغرب. نكتب ذلك تعليقا على التصريح السخيف الذي صدر عن ناطق ينتمي للقاعدة بأن عملية «شارلي ايبدو» الإرهابية الأخيرة أعطت فرنسا درسا لن تنساه، ففي يوم التصريح نفسه، صدر من مجلة شارلي ايبدو خمسة ملايين نسخة، بنفسها الساخر القديم، وبيعت جميعها.

لا شك ان وتيرة العمليات الإرهابية آخذة في الارتفاع، فهجوم طالبان على مدرسة في باكستان في وقت سابق، والذي أسفر عن مقتل 141 شخصا على الأقل، 132 منهم أطفال صغار، وجرائم «بوكو حرام» الإرهابية في نيجيريا ومذابح «داعش»، التي ترتكب يوميا، هي تذكير صارخ يوضح مدى دناءة الأعمال التي يقوم بها المتطرّفون، وبالتالي لم يكن موقف العالم السلبي من مثل هذه الأفعال البشعة التي تقع في دولنا، مقارنة بكل ذلك التعاطف الدولي الذي لقيته جريمة «شارلي ايبدو»، والسبب أننا «أتعبنا» العالم من استمرارنا في ذبح الآخر، وذبح بعضنا بعضا. ومن السخف هنا مقارنة العمليات الوحشية التي تقع في دولنا بتلك المماثلة لها في الوحشية التي ترتكب في الغرب، وبخاصة في أميركا، فالأخيرة لا ترتكب باسم الدين، ولا تبدأ وتنتهي بـ«الله أكبر»!

إن وضعنا الأمني والأخلاقي والإنساني بائس حقا، ويتطلب تفكيرا عميقا، وتحركا سريعا، وياليت منظمة التعاون الإسلامي تجتمع لتضع حلا لهذه المأساة! أقول ذلك وأنا على يقين بأنني أتحدث مع حائط هنا، وأن لا حياة لمن أنادي، ووضع مؤتمرات وجمعيات ونوادي التقارب الإسلامي المسيحي ليس بأفضل طبعا!

• ملاحظة:

بالرغم من أن منجزات مجلس الأمة الحالي متواضعة، فان إقراره لقانون السماح للمقترض من الدولة ببيع بيته والاقتراض ثانية وثالثة هو كارثة إدارية ومالية واجتماعية.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

احمد الصراف

إدارة الإعمال – جامعة الدول العربية – بيروت 1974 / الدراسات المصرفية والتدريب في بنك باركليز – لندن 1968 / البنك الوطني في فيلادلفيا – فيلادلفيا 1978 / الإدارة المصرفية – كلية وارتون – فيلادلفيا 1978
email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *