وليد جاسم الجاسم

طراق معنوي

«طراق معنوي معتبر» أكاد أسمع صوته (طربااااخ) وجّهه وزير النفط الدكتور علي العمير الى تصريحات نواب في مجلس الأمة طالبوا سابقاً برفع الدعم عن الديزل (بما يؤدي الى رفع أسعاره) ثم باتوا اليوم يشاركون المواطن آهاته.. ويطلقون صرخات مع صرخاته من أنين رفع الأسعار الذي ضرب كل الكويت مثلما ضربت الرياح الباردة كل أرجاء بلادنا.

الوزير العمير رجل مهذب وبالتأكيد لم يكن يعني بتصريحه توجيه لطمة الى أحد، لكنه بالتأكيد أيضاً بلغ حالة من الضجر استدعت منه أن يوجه تلك اللطمة المعنوية وأن يكشف ان من «فعلها» ليس الحكومة وحدها التي سبق أن صرح وزير دولتها قبل شهور مضت بنية الحكومة رفع الأسعار وسط صمت مطبق للنواب يقترب من نومة أهل الكهف(!!) وتواصل صمتهم حتى صدر القرار(!!) ثم فوجئ الجميع بما جرى في البلاد رغم كل دراساتهم المزعومة، فغرقوا وأغرقونا معهم في أزمة رفع الأسعار التي طالت كل شيء تقريباً لسبب بديهي لا يحتاج الى عبقري للتنبؤ به.. وهو أن الديزل وسيلة نقل كل شيء تقريباً.. بما فيه نقل (الكيروسين) الذي يصل الى المخابز الإيرانية في الجمعيات وقد ارتفع بذلك سعره مرتين.. مرة بسبب القرار الحكومي الصادر بتواطؤ من البرلمان كما كشف الوزير العمير فازداد سعره بمقدار ثلاثة أضعاف، والسبب الثاني ان نقل (الكيروسين) أصلاً يتم عبر صهاريج تحملها شاحنات تعمل على الديزل الذي أصابت أسعاره أيضاً مضاعفات ثلاثية حاله حال (الكيروسين)!!
ولكن أبشركم يا جماعة الخير، أمس شعرت بالاطمئنان والسكينة والهدوء بعدما أراحنا الأخ العزيز (أبوعاصم) وقال إن قرار زيادة أسعار البنزين سيكون مدروساً (حاله حال قرار رفع الديزل والكيروسين يعني)، وفي نفس الوقت قد يؤجل القرار النافذ فعلاً برفع الدعم عن (الديزل) و(الكيروسين) الى شهر ابريل.. ولكن في الوقت نفسه لن تتراجع عنه الحكومة.. وانتوا فسروها عاد!!
أنا لست خبيراً في النفط ولا في الاقتصاد ولا في الدعوم، ولكني رأيت مثلما رأى غيري الكثير من المواطنين بسهولة ويسر ما عجزت الحكومة عن رؤيته منذ شهور عندما قررت رفع الدعم، ورأينا أيضاً ما لم يره مجلس الأمة الذي شجع -كما كشف الوزير العمير وهو رجل صادق لا مجال للطعن في صحة كلامه إن شاء الله- على إلغاء الدعم وبالتالي زيادة الأسعار.
.. واليوم بما أن الحكومة ستدرس كل شيء وبما أن مجلس الأمة سيكون على اطلاع بكل شيء.. وسيوافق (كما هي الهقوة) على كل شيء(!!)فإنني أقول لكم.. ديروا بالكم وتوقعوا (إعصاراً) يلعب بالأسعار لعباً.. وابدأوا تخزين ما يمكن تخزينه من السلع من اليوم.. والله المستعان!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *