وليد جاسم الجاسم

طفولة

بعيداً عن أزمة الديزل وأزمة انخفاض أسعار النفط وكيفية تبرير انخفاض أسعار المحروقات في العالم كله بسبب تراجع أسعار النفط لترتفع أسعار المحروقات فقط في الكويت وبهذا الشكل الثلاثي الأضعاف!! وبعيداً عن آثار ما يحدث من توجه حكومي لفرض الضرائب على كل الشركات ورفع رسوم الخدمات وفرض (فوائد ربوية) على المبالغ المستحقة للحكومة التي تأخر المواطنون في دفعها، وبعيداً عن نية الحكومة خفض البعثات الدراسية وترشيد العلاج في الخارج وتخفيف المهام الرسمية، وبعيداً عن حقيقة نية الحكومة في القضاء على التضخم الوظيفي في شركات النفط الذي رفع كلفة إنتاج البرميل على الكويت الى أسعار غير حقيقية حسب التقرير الحكومي!!

بعيداً عن هذا كله الذي ملأ الصفحات الأولى من الصحف المحلية أمس،.. لفت نظري وجود ثلاثة أخبار في الصحف كلها بعيدة عن الأمور المالية ومتصلة بالطفولة.

الخبر الأول: أب يلقي بابنته ذات السنوات الخمس وهي حية من فوق جسر ارتفاعه 19 متراً عند خليج تمبا في الولايات المتحدة لتموت فيه.. لماذا؟! لأنها كانت تبكي في السيارة!!

الخبر الثاني: استخدام طفلة عمرها عشر سنوات في نيجيريا وتحميلها عبوة ناسفة في سوق مكتظ ثم تفجيرها لتقتل 19 شخصاً وسط ترجيح ان المسؤول عن الجريمة جماعة «بوكو حرام» المتطرفة.

الخبر الثالث: باكستاني عمره 40 سنة يقتل خمسة من أبنائه الستة خنقاً واحداً تلو الآخر وأعمارهم ما بين ثلاث سنوات الى 13 سنة.. لماذا؟!.. لأنه يريد أن يتعلم السحر الأسود وخضع الى دورة (روحانية) مدتها 40 يوماً بتوصية من (مشعوذ)!
يعاني الكثير من الأطفال من ظروف حياتية بالغة الصعوبة وأحياناً تكون أقرب الى الجحيم لأنهم ولدوا لآباء معقدين أو مرضى نفسيين أو مجانين.

والمقبل على الزواج ربما تفرض عليه فحوصات جسدية قبل الزواج للتأكد من خصوبته ومن أمراضه الوراثية التي قد ينقلها الى أبنائه… وهذا أمر جيد لإنتاج (المواشي) ولتوفير الأمن الغذائي.. أما في العالم الإنساني، فالمفترض بالفحص أن يشمل بالإضافة الى ما سبق التأكد من السلامة النفسية والسلوكية والعاطفية للمقبل على الزواج ليكون قادراً على أن يربي لنا أجيالاً سوية نفسياً وسلوكياً وصحياً.

من يكره طفلاً صغيراً فهو إنسان غير سوي بكل تأكيد ويحتاج الى علاج. أما من يقتل طفلاً.. فأظن أنه لا يحتاج الى العلاج.. بل يحتاج الى القتل.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *