سامي النصف

هل انهيار الأسواق الخليجية مبرر؟!

انهارت خلال الأيام القليلة الماضية الأسواق المالية الخليجية، والسؤال هل هذه الانهيارات مبررة؟! والحقيقة ان هناك مبررا نفسيا واقتصاديا لانخفاض بسيط بالأسعار مصاحب لانخفاض اسعار النفط، الا انه يجب الا يصل لمرحلة الانهيار كما حدث، فالاسهم ليست محارم ورقية لا قيمة لها بل تعني تملك حصص في مصانع وبنوك واستثمارات مدرة للعوائد بأفضل كثيرا من عوائد الودائع والاموال السائلة.

***

ونظرة بسيطة للبديهيات والثوابت الاقتصادية تظهر لنا ان النفط سيبقى في اهميته لما هو اقرب للدماء في شريان حياة العالم حيث لا توجد في الافق القريب او حتى البعيد بدائل له في وسائل النقل المهمة كالطائرات والسيارات وسط تزايد سكاني رهيب وانخفاض طبيعي في الامداد النفطي نظرا لنضوب الآبار تباعا كما حدث مع اندونيسيا التي انسحبت من منظمة الأوپيك بعد ان تحولت من بلد مصدر للنفط الى بلد مستورد وستتبعها العديد من الدول النفطية في السنوات القادمة.

واذا ما عرفنا ان اسعار النفط، وكما يخبرنا التاريخ وثوابت الاقتصاد، تنخفض ثم ترتفع وهكذا دواليك، وعلمنا ان الدول الخليجية سيمكنها وبسهولة معادلة ميزان مدفوعاتها مع انخفاض اسعار النفط متى ما توقف البذخ والبهرجة في الصرف، وعلمنا كذلك ان عجوزات الميزانيات والديون هي القاعدة لدول العالم، وان دولنا الست هي الاستثناء بدلالة ان الولايات المتحدة التي تمتلك احد انشط اسواق الاسهم في العالم واكثرها ارتفاعا خلال السنوات الماضية لديها عجوزات تريليونية في ميزانيتها لا تستطيع دفع حتى فوائدها، وهو أمر لا يتوقع حتى اكثر الاقتصاديين تشاؤما وصول ميزانيات الدول الخليجية اليه.

***

آخر محطة: 1- يمكن افلاس اكبر البنوك واكثرها متانة لو دب الهلع بين زبائنه وقرروا جميعا سحب اموالهم منه، وبالمثل لو هلع حملة اسهم في اي سوق مهما كانت متانة شركاته وقرروا جميعا بيع اسهمهم لانهارت الأسواق ولأفلست البلدان، لذا فلم الهلع؟ ولماذا يدمر بعض الخليجيين اقتصادات بلدانهم بدلا من المحافظة عليها؟! ألا يعلمون انهم يضرون بأنفسهم قبل غيرهم؟!

2- نرجو ان يكون اول مشروع خليجي يتم إلغاؤه توفيرا للنفقات كونه اقرب «للفيل الأبيض» عديم النفع، هو مشروع السكة الحديد الخليجية حيث لا حاجة على الاطلاق لذلك المشروع شديد الكلفة مع وجود شبكة الطرق السريعة بالخليج ورحلات الطيران الوافرة بين مدننا اضافة الى قلة السكان وندرة البضائع، والكلفة الباهظة لإنشاء خطوط السكك الحديدية ومعها كلفة صيانتها فأغلب مشاريع السكك الحديدية خاسرة في العالم!

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *