فؤاد الهاشم

من «مرضعة الفرعون» إلى.. «غريس»!!

جاءتني إحدى الزميلات -ذات يوم وكنا نسميها في الوسط الصحافي «الزميل» لأن بها من هرمونات الذكورة ما يكفي لثلاثة رجال زائد أنها من مواليد نفس العام الذي خرج فيه سيدنا موسى وقومه من مصر هاربين من بطش الفرعون «توت عنخ آمون» !! كانت تشتكي من ما تسميه اضطهاد تجده في عملها قائلة :«وزارة الإعلام تضطهدنا ..احنا يا البنات»!! أخذت ألتفت يمنة ويسرة بحثا عن البنات «اللواتي تقصدهن» وأنا أرد عليها بالقول ساخرا : «البنات؟! وين البنات؟ أنا ما أشوف بنات»!! بالطبع زعلت و«طنقرت» و«لوت بوزها» واستدارت و..ذهبت!! المسكينة كانت تعيش في وهم أنها «بنات» ومن صنف الإناث!!.

متابعة قراءة من «مرضعة الفرعون» إلى.. «غريس»!!

عادل عبدالله المطيري

الحراك بين السعدون والبراك

كان الجميع يراهن على تماسك المعارضة وتشتت خصومها لكثرة أقطابهم وتضارب مصالحهم، ولكن تبين أن ما يحدث هو العكس تماما.

مع مرور أكثر من عامين على حل مجلس الأغلبية ٢٠١٢ حاولت المعارضة أن تبدو متماسكة ومتفقة على الهدف والوسيلة أو على الأقل هذا ما حاولت إظهاره بالعلن، ولكن في الآونة الأخيرة اتضح أنها مفككة ومنقسمة على نفسها.

ربما اختلف بعض السلفيين ومنذ البداية مع ائتلاف المعارضة على أشياء معينة «كالأحزاب»، وكذلك فعل د.عبيد الوسمي عندما طرح فكرة الحوار داخل مكونات المجتمع ومن ثم مع السلطة.

ولكن كل هذه الاختلافات لم تؤثر كثيرا على الوضع العام للمعارضة، حتى ظهرت بعض الانقسامات الحادة الأخيرة للعلن، ومنها على سبيل المثال «تغريدات النائب السابق أحمد السعدون» وهو من زعماء المعارضة حول «المندسين وحماة سراق المال»، حيث فهمه الكثيرون على أنه تشكيك وتخوين لبعض مكونات المعارضة مما يؤدي حتما إلى إضعافها، وخصوصا أن السعدون لم يوضح من هم المقصودون بذلك ولماذا استحقوا هذا اللقب؟

ويتساءل الكثير لماذا يصر السعدون على اتهامه؟ ولماذا لا يصرح بأسمائهم إذا كان يخشى على الحراك منهم؟

ويبرر البعض ذلك بأن السعدون يخشى على الحراك من الانقسام والتفكك ولذلك يحذر من المخربين ولا يسميهم، فهو دائما ما يعارض ومن الداخل الكثير من سياسات الائتلاف وبعض خطبهم ومسيراتهم، ولكنه يبقى الأمر دائما داخل المجموعة حفاظا على وحدة المعارضة.

بات من المؤكد أن هناك تيارين سياسيين يسيطران على قوى ائتلاف المعارضة وهما: تيار السعدون وتيار البراك، الأول يتسم بالمعارضة الكلاسيكية الهادئة نسبيا وذات النفس الطويل، وهو بشكل عام تيار محافظ جدا ولا يحاول الخروج عن المألوف سياسيا واجتماعيا، وبطبيعة الحال دائما ما يحاول التوصل لحلول وسطية.

أما تيار البراك فهو تيار سياسي راديكالي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ينتهج خطابا سياسيا عالي السقف وحاد اللغة، ويطرح من خلاله أفكاره الطموحة بكل وضوح وشفافية وبلغة غالبا ما تكون قاسية.

ما يجمع بين «مدرسة السعدون» و«مدرسة البراك» أهداف مشتركة كثيرة وكبيرة وكفاح مشترك طويل، ولكن ما بين الرجلين رجال كثر، يتنازعون الأدوار الثانوية في المدرستين ويحاولون القفز على الأحداث، وآخرهم «جبل وارة» ومقاله الذي كاد أن يدمر الحراك السياسي.

ختاما: التجمع المعارض الناجح هو الذي يستطيع أن يدمج بين النهج المحافظ والراديكالي معا، ليصنع سياسة لا تكون هادئة جدا فتقتل الحراك ولا ثائرة جدا فتفسده.

في السابق نجح خصوم المعارضة في عزل بعض القوى السياسية طائفيا عن المعارضة بعد أحداث «التأبين»، ونجحوا كذلك في إبعاد الليبراليين عن الحراك الذي يزعمون أن الإسلاميين يقودونه، وأخشى أن يكون الهدف القادم هو تقسيم المعارضة بين فئتين «البدو» و«الحضر» أو المناطق الداخلية والخارجية.

حسن العيسى

درب المرض

إذا لم تكن مريضاً فستمرض، حتماً، في الطريق إذا كنت ذاهباً لزيارة مريض في منطقة الصباح الطبية، وهذا ما حدث لي يوم الخميس الماضي حين زرت مع ابن عمي قريباً مصاباً في حادث سيارة في مستشفى الرازي للعظام، تهنا في الطريق، أعتقد أنه كان شارع جمال عبدالناصر، لم يكن شارعاً تحت التصليح، وإنما كان تعرجات بشكل مسار حلزوني تتخلله مطبات وحفر أسفلتية، ومن دون لوحات إرشادية تسبب دوخاناً وشعوراً بالاستفراغ من الطريق ومن الفكر الذي يدير بلد هذا الطريق المجهول. قضينا أكثر من ساعة نحاول البحث عن المستشفى، وثقنا بـ«الهقوة» للاستدلال على المكان، و»الهقوة» تعني التخمين بلهجتنا العامية، كأن تقول مثلاً «تهقه» ماذا سيكون مصير الدولة إذا استمرت حالة انخفاض برميل النفط… والإجابة المعروفة أن نترك الأمور على بركة المصادفة، وهو النهج الذي تسير عليه العقلية الحاكمة منذ عقود، بأن تترك الأحداث تقودها، مقتدية بحكمة تواكلية مفادها «اللي مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين»… فماذا تشوف العين الكويتية للغد غير الكسافة؟
ظل رفيق درب الأفعى الحلزوني عادل السلطان «يتحلطم» (يشكو) من ناحية، ويقارن حالنا بدبي من ناحية أخرى، فهو يقول إنه لو كان مثل هذا المشروع لبناء جسور خط سريع في دبي لوجدت هناك خلية نحل تعمل ليلاً ونهاراً لإنجازه في زمن قياسي، لكن انظر لعدد العمال الذين نراهم يعملون الآن هنا… كم عددهم،، عشرة أو خمسة عشر عاملاً… على ذلك بعد كم قرناً سينتهي هذا المشروع وغيره من المشاريع المنسية؟ وأين جواب وزير الأشغال عن موضوع طرح في جريدة «الوطن» قبل فترة، حول أسباب تعطل المشاريع الحكومية؟ كما كشفت عنها هيئة القوى العاملة «… أن أعداد العمالة المسجلة على تلك الشركات كبيرة، إلا أن الموجودين منهم قلة. فكيف يمكن لشركة أن تنجز المشروع المكلفة به، والذي يتطلب 523 عاملاً بحسب تقديرات الشركة، وتم منحها فعلاً تصريحات عمل لهذا العدد من العمالة، بينما من يعمل في المشروع 24 عاملاً فقط؟»…، ويقفز عادل متسائلاً بسخرية: ماذا تعرف عن استاد جابر؟ أين هي المشكلة؟ أين الخطأ؟ ماذا قالت الحكومة عنه؟ هل نسيته أم نحن نسينا؟ ماذا و«ماذات» كثيرة دون حصر لكل هذا الكم من الرثاثة واللامبالاة في الدولة، من مرور إلى تعليم، إلى خدمة طبية… ويضيف عادل أنه عندما كان سعر البرميل مئة وعشرين دولاراً مثلاً، كانت الحالة العامة مزرية، فماذا يكون وضعنا اليوم مع سعر الستين دولاراً للبرميل… «اقبض مشاريع وإدارة من دبش»…!
فكرت أنه في الماضي كانت السلطة تعلق جرس التأخير والعطالة على رقبة النواب المعارضين، وكانت تقول لنا ضمناً إنه لا توجد برلمانات مزعجة عند أشقائنا الخلجيين…! والآن تغير الوضع… المجلس في جيب الحكومة تقريباً… فما هو عذر السلطة؟!
وصلنا إلى مستشفى الرازي في النهاية، كان المستشفى الرث عبارة عن ورشة ضوضاء مزعجة لتصليحات لا تنتهي، هي تعمل لراحة المرضى المكسرة أطرافهم في حرب الشوارع… وحرب الشوارع اسم فيلم في الثمانينيات للمخرج المبدع عبدالمحسن حيات… لا أعلم لماذا توقفت إبداعاته…؟ ربما وجد التقدير الأكثر من مناسب من بخصاء الإدارة الكويتية… وليس هذا جديداً علينا في زمن «أم أحمد العجافة»، وهو زمن الذين يتم تقديرهم وتبجيلهم، ويصلون إلى المراكز العليا في ديرة «حاضر طال عمرك».
شاهدت ابن أخي نايف المصاب متمدداً على السرير، والضمادات تلف كل مكان من جسده العليل، بحثت عن سرير بقربه ألقي نفسي عليه بعد إعياء درب المرض الكويتي… متى نشفى منه…؟ ومتى تشفى هذه الدولة من أمراض الفساد وسوء الإدارة… الديرة «دمرت» يا سادة.

احمد الصراف

الصهيونية العربية

يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي لدفع الكنيست القادم للموافقة على قانون مثير للجدل يهدف لجعل إسرائيل دولة قومية يهودية. وهذا، بنظر الكثير من المراقبين الغربيين، سيؤثر في وضعها كدولة ديموقراطية، ويضعها في مصاف الدول «الخرطي» التي تضطهد الأقليات. فالقانون الجديد مثلا سيفقد اللغة العربية، التي يتحدث بها %20 من الإسرائيليين، مكانتها التاريخية كلغة رسمية. كما سيضع قيودا صعبة على تنقل المنتمين للأقليات، وتحديد أماكن سكنهم. كما سيكون للقانون الشرعي اليهودي أفضلية على غيره من القوانين الشرعية. وقد دانت الكثير من وسائل الإعلام الغربية والمعلقين مشروع القرار، واعتبروه يصب في اتجاه المزيد من عزلة إسرائيل عن المجتمع الدولي. كما انضم بعض المعلقين العرب لهؤلاء غير مدركين ربما، ان العديد من الدول العربية والإسلامية تطبق ما يماثل القانون منذ سنوات. فالأقلية الأمازيغية، بكل تراثها وتقاليدها ولغتها تعامل بطريقة سيئة في جميع دول شمال افريقيا تقريبا. كما يعاني العلويون والأكراد في تركيا مضايقات كثيرة، ويمنع القانون التركي تدريس الكردية. كما عانى الأرمن، الذين ستمر الذكرى المئوية للمذبحة الرهيبة التي تعرضوا لها على يد الأتراك، بعد بضعة اشهر، يعانون الشيء ذاته. ونال أكراد العراق الكثير من الأذى على يد كل دكتاتور حكم العراق، قبل أن ينالوا الحكم الذاتي. والشيء ذاته يسري على إيران التي تتعرض تقريبا جميع أقلياتها للتمييز والمضايقة، سواء كانوا عربا من شيعة الجنوب أو من سنة مناطقها الأخرى. ويكفي ان الدستور الإيراني يحرم على أي مواطن غير شيعي أن يصبح رئيسا للجمهورية في دولة غالبية شعبها شيعة!
كما يتعرض الشيعة والأقليات الأخرى للمضايقة والمعاملة غير العادلة في مصر ومختلف دول الخليج وغيرها، والقائمة طويلة. وبالتالي قبل ان نتهم إسرائيل بممارسة التمييز والاضطهاد ضد أقلياتها، وهي الدولة التي لم نترك سيئة دون إلصاقها بها، فإن علينا النظر للأحوال السيئة للأقليات في دولنا.

أحمد الصراف