فؤاد الهاشم

ذهب فاروق وجاء فواريق!

انتهيت، في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، من قراءة كتاب أحضره لي أحد الأصدقاء من مكتبة «مدبولي» في القاهرة. روى مؤلف الكتاب حكاية بنت سمراء اسمها «تحية كاريوكا»! لماذا أقرأ كتابا عن راقصة شرقية؟!
لأني من النوع الذي يقرأ كل شيء مثلما «أستطعم» مذاق أي أكل يقدم لي فـي أي مكان فـي العالم. حتى لو كان هذا الأكل.. ذيل تمـساح!

متابعة قراءة ذهب فاروق وجاء فواريق!

عبداللطيف الدعيج

لا نريدها أمراً في نفس «يعقوب»

قرارات السيد وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية، المتعلقة باعادة هيكلة الهرم الاداري في الوزارة، تبدو لنا في محلها، وربما اتت متأخرة في الواقع. لكن نتمنى مخلصين الا تكون بهدف استقصاد البعض، وملاحقة نوعية معينة من القياديين، خصوصا ذوي الانتماءات السياسية منهم. ان ضبط وربط القيادي «المسيس» او المسيَّس بفتح الياء ضرورة وحق للوزير والحكومة. ولكن في المقابل، فان احلال التسييس الحكومي ان جاوزت التسمية مجلس التسييس الشعبي تعسف بحق الناس، واستفراد غير شرعي بالسلطة. متابعة قراءة لا نريدها أمراً في نفس «يعقوب»

سعد المعطش

الشعر والشعير

من الطبيعي حين نفقد شيئا ما في حياتنا أننا سنتحسر ونتألم لفقدنا له، حتى لو أن ما فقدناه كان بأمر الله مثل فقد حياة شخص عزيز علينا، ولكن ذلك الألم والتحسر لن يستمر طوال حياتنا فالنسيان من طبيعة الإنسان وسيزول الألم مع مرور الزمن.

ولكن هناك أمورا نفقدها أو لنقل إن هناك من يسرقها، وهو أمر لا يمكن نسيانه نهائيا لأنك ستشاهد وتسمع من ينسبه لغيرك ويحسب نجاحه لمن ليس لهم ناقة ولا جمل فيه نهائيا، وأجزم أن كل من يقرأ هذا المقال لديه قصة عن سرقة نجاح له أو لشخص يعرفه. متابعة قراءة الشعر والشعير

مبارك الدويلة

ودّي أتفاءل.. ولكن؟!

كم كنت أتمنى أن أجد للتفاؤل مكاناً في نفسي وانا أستمع الى خبر اجتماعات دول مجلس التعاون، خاصة بعد اتفاق الرياض الاخير الذي أزال أسباب الخلاف وأرجع السفراء الى الدوحة، وكم كنت أتمنى ان نسمي هذه القمة بقمة الشعوب الخليجية بسبب القرارات التي تصب كلها في مصلحة هذه الشعوب ومكتسباتها وتطلعاتها! لكن أنّى لي التفاؤل وأنا أشاهد وأستمع الى مجريات الامور في هذه الدول والتي لا تبشر بخير؟! اذا كانت الكويت، وهي التي تعتبر أكثر الدول الأعضاء انفتاحا على شعبها، بدأت تنحرف عن خط سيرها الذي عودتنا عليه، وبدأ هامش الحرية فيها يضيق على الناس، وربما بدأت تخضع لضغوط في المنطقة تحارب تطلعات الشعوب نحو الحرية والكرامة، ولعل أخطر ما تبنته بعض الاجهزة الرسمية هو التضييق على كل من ينتمي الى بعض التيارات الاسلامية، كما شاهدنا في منصب أحد الوكلاء وغيره، ولعل ما جرى ويجري في وزارة الاوقاف أكبر مثال على حجم التجاوز في الخصومة مع تيار اسلامي كان يوصف دائما بالاعتدال!

متابعة قراءة ودّي أتفاءل.. ولكن؟!

حسن العيسى

مر ظبي سباني

أين تبدأ في تحديد العطب في هذه الدولة! تتوه، ولا تعرف، فمثلاً مع مانشيتات جرائدنا أمس الاثنين أصبح حالنا مثل حال السيد «خراش»، الذي تكاثرت عليه الظباء، فضيّع بوصلة صيده، ولم يصطد ظبياً واحداً، وتكاثرت «مانشيتات» الأخبار الصحافية، التي نقلت حالة  الضياع، فأصبحت خراشاً كويتياً ضائعاً مع ضياع الإدارة للخروج من نفق كارثة أسعار النفط، فمثلاً «الوطن» تنقل عن مصدر حكومي مسؤول (بينما، حقيقة، لا يوجد عندنا مسؤول يتحمل عبء المسؤولية، ولو وجد لما كان مسؤولاً أصلاً في جهاز الدولة) أن الحكومة ستراجع «مخصصات القياديين»، مع ان واقع أزمتنا ليس مخصصاتهم… أزمتنا هي القياديون أنفسهم، فموقع «دروازة» ينقل لنا أن عدداً من القياديين تجاوزت خدمتهم 30 عاماً وأحياناً 43، من بينهم عشرون في الديوان الأميري، وثلاثة عشر في مجلس الوزراء… ومع ذلك مازال «الشباب» القياديون «مجلبين» (متمسكين) بمراكزهم، يعني هم مسمار بلوح، وجبال لا تهزها الرياح.  وبالمناسبة، من منا يذكر وكيل وزارة خدمات تمس طرق الدولة ودوربها المتعرجة، مر عليه وزراء كثيرون، وتشكيلات وزارية عديدة، وقضايا فساد ليس لها أول ولا آخر، ومع ذلك ظل صامداً جبلاً لا تهزه الريح، على ذلك، لماذا يقولون إنه لا توجد جبال في الكويت، إذا لم يكن هؤلاء جبالاً فماذا يكونون إذن؟!
أما مانشيت «الجريدة» فيتحدث عن فشل اجتماع السلطتين، وكان اجتماعهم غير مثمر…! غريب، أنا كنت أتصور أنها سلطة واحدة بوجهين، حكومي ومجلسي، فكيف تفشل السلطة مع نفسها، ما لم يكن الفشل في تشخيص العلة هي أنفسهم؟، وأكرر من جديد هي القياديون بذواتهم العالية، وهم ليسوا قاصرين على جهاز الإدارة المذكور، بل نجد نماذجهم تتكرر في أعلى المراكز الإدارية والسياسية، وتغير أسماء الوزراء أو الوكلاء لا يعني تغير الفكر المهيمن في إدارة الدولة، فما جدوى منصب «قيادي» إذا كان هو في النهاية موظفاً كبيراً عند موظف أكبر، والأخير بدوره موظف عند آخر أكبر منه… ثم تنعكس صور المرايا للأسفل، ولبقية كل الجهاز الإداري في وظائف الدولة، عطالة وفقدان روح المسؤولية وتواكلية، ومن يلوم الصغار، إذا كان قدوتهم مثل هؤلاء الكبار؟!
   أما «القبس» فنقلت، تقييم البنك الدولي عن ميزانية الدولة وغياب الرؤية الاستراتيجية عنها، وقد أسمع البنك الدولي لو نادى حياً ولكن لا حياة لمن تنادي.
 جريدة الراي، كذلك نقلت عن مصدر «مسؤول» في دولة المسؤولين  تصريحاً يطمئن المواطنين، بأنه لا ضرائب ولا رسوم، وأن سد العجز لن يكون من السحب من الاحتياطي، إنما بالاقتراض الدولي، «خوش حجي»، اقترضوا من الخارج والضمان المالي (الرهن) قد يكون من الاحتياطي.
  قبل «مانشيتات خراش» كنت أقرأ في كتاب رصين عن تجربة دول شرق آسيا، ومثالها الفذ، اليابان، وكوريا، والصين، وسنغافورة، وفيتنام، هي دول قفزت للحداثة والتنمية المستدامة عبر سلم أجهزتها الإدارية، ومن بوابة عنصر «الجدارة» والكفاءة في الوظيفة القيادية، وليس من ثقوب «هذا ولدنا»، ففي اليابان، الأفضل تعليماً، وبعد اختبارات صعبة يتم اختيار الشخص للقيادة في الجهاز الإداري، وقبل التعليم هناك عنصر الإخلاص للوطن والولاء للإمبراطور الذي يسود ولا يحكم، لكن أين نحن من اليابان… هي بلد مصانع تويوتا، ونحن من بلدان مزايين الإبل؟ خراش الياباني لا يتوه، ويصيد كل الظباء دفعة واحدة بمصانع سوني، بينما «خراشنا» مازال يترنم بصوت «مر ظبي سباني» في بلد لم يعد فيه ظباء، فقط تتمدد فيه مرتاحة القطط السمان!

احمد الصراف

قطار الحياة

التقيت به في مطار، فوجدت الحزن بادياً عليه. جلسنا بانتظار رحلتينا. لم أتطفل عليه وتركته لحاله، فالحديث سيجرنا إلى سبب حزنه. بعد نكتة وأخرى انفرجت أساريره، وقال إنه يشكرني لأنني أنسيته، ولو للحظات، أنه مريض بمرض مميت، وأنه اكتشف، في لحظة صدق مع النفس، أنه لم يستمتع بحياته كما يجب بالرغم من ثرائه وصغر سنه النسبي. فقلت له إننا جميعاً نصبح في لحظة من حياتنا حكماء في الحياة، غالباً بعد فوات الأوان، وعندما نكون أقرب إلى الموت منا للحياة! ولكنه أسعد من غيره، فلديه المال الذي سيسهل له العلاج، وأن السرطان علاجه أصبح سهلاً، وأنها مرحلة وستمر بالرغم من صعوبتها، كما مر الملايين من أمثاله بها. وقلت له إن الحياة رحلة في قطار دائم الحركة والتوقف، يترجل شخص ويصعد غيره، ويتغير مساره أحياناً وينعطف ويذهب بعيداً. وكأي وسيلة نقل يتعرض الإنسان والحياة والقطار إلى حادث أو عارض ما. فنحن نركبه يوم نولد ويدفع الوالدان ثمن تذكرتنا، ويترجل منه من تعبوا في تربيتنا بعد بلوغ محطتهم النهائية ليركب غيرهم من مواليد جدد، وهكذا. وبالتالي، فإن القطار يتوقف ولكن للحظة فقط، ولكنه دائماً يعود إلى السير، وما علينا نحن ركابه غير الاستمتاع برفقة من هم معنا فيه من أبناء وأحفاد وأهل وأحبة وأصدقاء، فلا أحد سيترك القطار قبل غيره، وليست هناك رحلة أخرى مماثلة، ومن الضروري أن نخلق علاقة طيبة مع من معنا، وننسى أحقادنا ونسامح من أساء إلينا، فلا أحد يعرف متى ستنتهي تلك العلاقة، وكل علاقة.
وفي السياق نفسه، سأل أحدهم حكيماً عما يعنيه الحب، وما تعنيه الحياة، فقال له: اذهب إلى حديقة زهور عباد الشمس واقطف أطول زهرة فيها وعد بها، شريطة ألا تطرق الطريق نفسه مرة أخرى. ذهب الرجل وعاد بعد فترة خالي اليدينَ! فسأله الحكيم عما جرى فقال إنه رأى زهرة طويلة، ولكنه تركها لزهرة أطول وأطول، واستمر في سيره يبحث عن الأطول حتى انتهى الحال إلى منطقة ليس بها غير زهور قصيرة، وبما أنه ليس بإمكانه العودة، وقطف زهرة طويلة، فبالتالي خرج من الحديقة وليس بيده شيء. فقال له الحكيم هذا هو الحب! عد الآن إلى الحديقة ثانية واقطف أجمل زهرة فيها، ومتى ما فعلت ذلك لا تستطيع قطف غيرها. عاد الرجل بعد لحظات وهو يحمل زهرة، فسأله الحكيم هل هي الأجمل؟ فرد هذا: لا، ولكني تعلمت الدرس وقطفت أول زهرة جميلة رأيتها، ولم أعبأ بالبحث عن أجمل منها. فقال الحكيم: هذا هو الزواج.
ملاحظة:
ما الذي يعنيه قيام المرور بتحرير 30 الف مخالفة في يوم واحد، وهذا يحصل فقط في الأنظمة الأكثر تسيبا؟ انه يعني أن الصغير يقلد مخالفات الكبير، ولا عقاب!

أحمد الصراف