سامي النصف

عندما يختلف الخليجيون

أسفرت مبادرة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الخيرة عن توافق خليجي – خليجي ادى الى عودة السفراء وانعقاد القمة الـ 35 لقادة مجلس التعاون الذي انشئ في الثمانينيات والذى فاق عدد قممه قمم الجامعة العربية التي أنشئت في الأربعينيات والتى توقفت قممها لاكثر من مرة بسبب التباينات السياسية التي تسبب القطيعة وإغلاق الحدود، بينما اختلف الخليجيون فلم نر حدودا تغلق او تفجيرات أو اغتيالات بل سفراء سُحبوا وأرجعوا دون ان يشعر المواطن الخليجي بشيء، وإن تمنى سحب جميع السفراء الخليجيين من جميع الدول الخليجية تمهيدا لإعلان الاتحاد الخليجي مطلب الشعوب.

***

ومعروف أن الدول المؤثرة في العالم وفي الإقليم تحارب دون هوادة التجمعات والمجالس الاتحادية كحال مجلس التعاون الخليجي، لقدرة تلك الدول على التأثير على مواقف الدول الصغيرة، كل على حدة، في المقابل يصعب تأثيرها على نفس الدول اذا ما ضمها مجلس ما، كذا تم العمل على تفجير مجلس التعاون العربى وإنهاء اعماله عن طريق شخصية مثل صدام حسين، والامر كذلك مع الاتحاد المغاربي الذي فجره وأنهى اعماله معمر القذافي، ولا يخفى ان صدام والقذافي ليسا فوق مستوى الشبهات ويدور لغط كبير حول أعمالهما.

***

ودعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للاسراع بالاتحاد الخليجي مبررة بالكامل بسبب التحديات غير المسبوقة التي باتت تهدد دول الخليج بعد ان توحدت القوى الدولية والاقليمية في مطامعها، وبات السؤال الحقيقي هو ان نكون او لا نكون، والخيار بين ان نعيش في استقرار ورفاه متوحدين او ان يتم الاستفراد بنا الدولة بعد الاخرى كى ينتهي الحال بنا كباقي شعوب الاقليم، مقتولين ومهجرين ودول ذاهبة للفناء.

آخر محطة: في هذه الاوقات الصعبة، وكما اثبتت قمة الدوحة الناجحة، لا غنى لدول الخليج عن مصر ولا غنى لمصر عن دول الخليج ولا يمكن للحكمة الخليجية ان تسمح بالتضحية بحليف استراتيجي بحجم مصر لأجل تنظيم دولي انحسرت عنه الاضواء وبات آيلا للسقوط.

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *