فؤاد الهاشم

من «مرضعة الفرعون» إلى.. «غريس»!!

جاءتني إحدى الزميلات -ذات يوم وكنا نسميها في الوسط الصحافي «الزميل» لأن بها من هرمونات الذكورة ما يكفي لثلاثة رجال زائد أنها من مواليد نفس العام الذي خرج فيه سيدنا موسى وقومه من مصر هاربين من بطش الفرعون «توت عنخ آمون» !! كانت تشتكي من ما تسميه اضطهاد تجده في عملها قائلة :«وزارة الإعلام تضطهدنا ..احنا يا البنات»!! أخذت ألتفت يمنة ويسرة بحثا عن البنات «اللواتي تقصدهن» وأنا أرد عليها بالقول ساخرا : «البنات؟! وين البنات؟ أنا ما أشوف بنات»!! بالطبع زعلت و«طنقرت» و«لوت بوزها» واستدارت و..ذهبت!! المسكينة كانت تعيش في وهم أنها «بنات» ومن صنف الإناث!!.

في أحد مشاهد أفلامه الكوميدية قال الفنان الرائع «محمد هنيدي» معلقا على عمليات نفخ الخدود والشفاه والأفخاذ والأرداف إن ..«الست الوحيدة اللي لما يبقى شكلها وهي صاحية من النوم زي شكلها وهي رايحة تنام .. والدتي»!! كلامه صحيح ومنطقي تماما لأن أمهاتنا العزيزات لا يعرفن «السيليكون» وأتباعه و.. أشباهه!!.
«غريس كيلي» ممثلة أميركية جمالها «لا ينحكي ولا ينقال» من مواليد 1929 وماتت في حادث سيارة مأساوي عام 1982 ومع انها كانت في حوالي الخمسين من عمرها عندما ودعت دنيانا إلا من يشاهدها يعتقد أنها «تلميذة في الثانوية» تستعد لأداء امتحانات أخر العام!! هذه الأنثى الجميلة أطارت لب وعقل الأمير «رينيه الثالث» أمير «موناكو» وهي إمارة صغيرة مساحتها 2 كيلو متر مربع لا غير ! أي أن «الرميثية» أكبر منها وعدد سكانها 35 ألف ليس فيها جائع ولا فقير ولا محتاج ولا منتظر لسكن حكومي مداخيلها تأتي من المصارف وكازينوهات القمار والسياحة و..النساء الجميلات «البنات الحقيقيات» وليس مثل ..«الزميلة.. الزميل»!! أيضا يلجأ إليها أُثرياء أوروبا تهربا من ضرائب بلدانهم المرتفعة وقد «زعل» منها الزعيم الفرنسي الراحل «شارل ديجول» وفرض حصارا على الإمارة نتيجة لهذا الأمر والغريب أن الأميرة الجميلة «غريس كيلي» هي من كسرت هذا الحصار بنعومتها وعذوبتها ورقتها فقد كانت توزع طعام الوجبات الثلاث على الجنود الفرنسيين الذين كانوا يحاصرون إمارتها بل وذهبت إلى باريس ووجهت دعوة للجنرال «ديجول» ليزورها بصفتها رئيسة لجنة الصليب الأحمر الدولي فوافق وحضر حفلتها ودعمها الرئيس الأميركي الراحل «كنيدي» بأن أرسل وزير دفاع الولايات المتحدة الأميركية في ذلك الوقت «روبرت مكنمارا» لحضور الحفل ذاته وكأنه يقول للفرنسيين :«غريس ابنتنا وأميركا تساندها»!!.
نسيت أن أقول إن الأمير «رينيه الثالث» والذي هو سليل أسرة حاكمة تحكم موناكو منذ سبعمائة سنة قد تزوجها عام 1956 وأنجبت له البنين والبنات منها «كارولين» التي كانت في مراهقتها «تسقط الطير من السماء وتنبت الحنطة والشعير بلا ماء» من فرط جمالها بعد أن مزج الباري عز وجل بين «جمال الأم ووسامة الأب …يالله من فضلك» وليس ..«كالزميل -الزميلة»!!.
إمارة «موناكو» تقع بين جبال وعرة وقد انحرفت السيارة التي تقلها ذات مساء حزين من عام 1982 وسقطت في الوادي وحزن العالم لموتها إلا أن مبادرة طريفة من المرحوم بإذنه تعالى الزميل الكبير «محمد مساعد الصالح» غلفها بابتسامة كعادته دوما في مواجهة الكآبة إذ طلب منا أن نكتب نعيا وننشره جاء كالتالي: «ينعي شباب ضاحية عبدالله السالم الراحلة الجميلة «غريس كيلي» ويتقدم بأحر التعازي لابنتها الأجمل منها «كارولين»!!
يقول عنها زوجها الأمير: «لم أكن أعرف ان كانت غريس تضع المكياج خلال النهار أو عندما تزيله قبل النوم» كانت جميلة سواء بالمكياج أو بغيره وحين قررت هوليود أن تنتج فيلما عن حياتها جاؤوا بـ«نيكول كيدمان» والتي هي ..«غضة بضة .. ان طاح البق على خدها قضّه» إذ لا تقل عنها رقة وفتنة وسحرا وبياضا و..و.. يكفي هذا فقد ابتدأ ..«قلبي يعورني» من تذكر جمال الاثنتين وفي نفس الوقت تذكر ..«احنا يا البنات .. مضطهدات» .. والعياذ بالله.
****************************************
أخر كلمة
وزير العدل والأوقاف السيد «يعقوب الصانع» قال إن لديه 47 إماما وخطيبا كويتيا في الوزارة ويدعو كل خريجي كلية الشريعة للانضمام للأوقاف! أتمنى على معالي الوزير أن يحيلهم للتعيين في محطات تحلية المياه التابعة لوزارة الكهرباء من أجل الاستفادة منهم في .. «القراءة على ..الماي»!!.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *