سامي النصف

بديهيات في حكم البراءة!

هناك بديهيات عديدة فاتت على كثيرين ممن اعترضوا على حكم البراءة المستحق للرئيس مبارك، منها:

  1. حقيقة أن الرئيس مبارك في سنواته العشر الأخيرة، وكما يذكر الراحل كمال الشاذلي، لم يكن يملك اكثر من 10% من القرار في مصر بسبب كبر سنه وبعده الجغرافي، حيث كان يعيش بصفة دائمة في شرم الشيخ، وكان كل وزير يعتبر ـ حسب قول الشاذلي ـ رئيس جمهورية في وزارته.
  2. يفترض بداهة ان أوامر بقتل المتظاهرين يعلم بها مئات الضباط لتنفيذها، وأن تكون مكتوبة، ويفترض بداهة أيضا – وقد سقط وسجن مبارك واستبدل نظامه بنظام معادٍ له- أن يتقدم العشرات من الضباط للشهادة ضده، وهو ما لم يحدث، ما يؤكد حقيقة عدم صدور ذلك الأمر غير المنطقي.
  3. ـ في كل جريمة يقال كي تعرف الفاعل عليك بمعرفة المستفيد، فما فائدة قيام الرئيس مبارك ـ وهو من يعتزم التنحي والبقاء في مصر بعكس من قرر القتال للنهاية كحال الرئيس القذافي ـ من إطلاق الرصاص وقتل المتظاهرين؟
  4.  البديهية وعلوم الجريمة يؤكدان النظرية الأخرى وهي أن قناصة أتوا من خارج الحدود وقاموا بالقتل لإثارة الجماهير بقصد إسقاط النظام لصالح من أحضرهم ثم عادوا من حيث أتوا عن طريق الأنفاق المفتوحة على مصراعيها آنذاك.
  5.  يفترض بداهة بالتنظيم الدولي ان يهلل ويقبل ببراءة مبارك تمهيدا لبراءة د.مرسي، إلا ان الاعتراضات والاحتجاجات التي دفعوا بها، والتي تضعف من فرصة براءة مرسي، تعني حرصهم الشديد على إدانة مبارك لإنهاء موضوع القناصة الذين أتوا من خارج الحدود.
  6. هيئة المحكمة (وليس قاض فرد) التي أصدرت حكم البراءة، لا مكسب لها إطلاقا من ذلك الحكم المعروف سلفا بأنه سيثير ضجة، وأسهل منه بداهة إصدار حكم إدانة لولا خطأ ذلك وعدم القدرة على تبريره بناء على الأوراق المقدمة وشهادة الشهود التي لم يرد بها ما يثبت ان مبارك أصدر أوامر بقتل المتظاهرين.
  7. كل الذين اعترضوا على الحكم لم يقرأ احد منهم كلمة او حرفا من أوراق القضية التي تجاوزت الـ 170 ألف ورقة، وبعضهم ليس صاحب اختصاص، وبعض المختصين أبدوا آراءهم المعترضة بعد دقائق من صدور الحكم، وهو ما يطعن في قيمة اعتراضهم.
  8. عدد الشهداء ـ رحمهم الله ـ يقارب الـ 200 شهيد، لا يعلم حتى هذه اللحظة من قام بقتلهم، ولا يجوز بداهة «التبلي» دون أدلة على أي طرف فقط لإرضاء أهاليهم ممن لن يرضوا قطعا بحرق مصر وتدمير 90 مليون مواطن بريء من دمهم من اجلهم، علما بأن مصر فقدت خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام 4 آلاف قتيل في حوادث المرور.

***

آخر محطة: (1) ما زالت الأخطاء الكوارثية الكبرى للتنظيم الدولي للإخوان لا تتوقف، وآخرها كشفهم لمصدر خطير يسجل ويسرب أشرطة مكالمات كبار المسؤولين لهم من اجل قضية شكلية مبررة، وهي ان احتجاز الرئيس مرسي لم يكن في احد السجون العامة التي يمكن مهاجمتها. وللعلم الرئيس محمد نجيب حجز في فيلا السيدة زينب الوكيل.

(2) مادام هذا هو اخطر الأشرطة، فبداهة يعني ذلك أن الأمور تسير بخير في مصر.

 

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *