سامي النصف

للتاريخ .. دعاوى الفساد سبب الثورات!

أتى حكم البراءة الذي صدر أمس الأول بحق الرئيس الأسبق مبارك ووزير داخليته ورجال أمنه ليضيف صفحة جديدة لكتاب تاريخ المنطقة المتلاعب به ومتزامنا مع تخذيل الشعب المصري لدعوات التظاهر في 28/11 الصادرة ممن قيل إنهم من يقفون خلف ثورة 25 يناير وضمن حقائق حية تظهر اجتياح القوى المرتبطة بالرئيس العلماني زين العابدين للانتخابات البرلمانية والرئاسية في تونس على حساب القوى المنتفضة عليه وصعود نجم القوى المرتبطة بالأنظمة السابقة في ليبيا واليمن والعراق.

***

وما قيل وصدقه الناس، والحقيقة كالعادة أبعد ما تكون عنه، أن الربيع العربي قام على معطى غياب «الديموقراطية والخبز»، والواقع يظهر أن اغلب الدول التي قام فيها الربيع هي الأفضل اقتصاديا، كحال تونس ومصر وليبيا والى حد ما سورية، وما حدث بعد الثورة ـ لا قبلها ـ هو ما أساء لقضية الحصول على الخبز ولقمة العيش حيث تفشت البطالة والدمار الاقتصادي وتحولت الشعوب إلى مشاريع مهجرين لا تملك حتى ماء تشربه.

***

وما يكذب ما قيل عن أن الثورات قامت بسبب غياب الديموقراطية هو الإحجام والعزوف الكبير لشعوب الربيع العربي عن المشاركة في الانتخابات الحرة اللاحقة، أن السبب الحقيقي للثورات العربية وقبلها الانقلابات العربية في الخمسينيات والستينيات هو عمليات ودعاوى الفساد التي تثير حنق العامة التي تنشرها وسائل الإعلام، فلا يخفى ما قيل عن تجاوزات حرم الرئيس التونسي وأشقائها وأبناء القذافي في ليبيا وأبناء مبارك في مصر، والحال كذلك في اليمن وسورية، ولا يهم صحة الدعاوى بل تصديق الشعوب لها ولم نسمع في المقابل عن ثورات في سنغافورة وبعض دول الخليج التي لا تحفل بالضرورة بالديموقراطية بل عرف عنها محاربتها الحقيقية للفساد الذي يعكسه تقدمها بمؤشرات الشفافية الدولية.

***

آخر محطة: 1- قام انقلاب 1952 في مصر على معطى نشر الإعلام لقضية الأسلحة الفاسدة وانقلاب 1958 في العراق عقب تناول الإعلام المتكرر لفساد صفقات مجلس الاعمار، وانقلاب 1969 في ليبيا على صفقات شركات أبناء الشلحي البوصيري وعلى رأسها مشروع طريق طرابلس ـ بنغازي.

2- خسارة الفريق أحمد شفيق الانتخابات الرئاسية أمام د.محمد مرسي الذي اصطفت معه جميع القوى السياسية من إخوان وسلف وناصريين ويساريين وليبراليين وعلمانيين وشباب بعد عام من ثورة يناير وبنسبة 1% فقط، تظهر أن مظاهرات 25 يناير مبالغ بشكل كبير في اعدادها وأن الشعب المصري لم ينتفض بأغلبه ضد الرئيس مبارك.

3- يخبرني قاض جليل بما سمعه من أهم شخصية سياسية إبان عهد مبارك وهو المرحوم كمال الشاذلي أن الرئيس مبارك في سنواته الأخيرة كان يملك فقط 10% من السلطة في مصر وهو أمر تعكسه إقامته الدائمة في شرم الشيخ بعيدا عن مركز القرار في القاهرة.

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *