فؤاد الهاشم

جنرالات المقاهي والبورصات!!

ابتدع الكاتب المصري الشهير ـ والراحل ـ «إحسان عبدالقدوس» مصطلح.. «جنرالات المقاهي» وذلك عقب نكسة 1967 وهزيمة مصر خلال ستة أيام، فكان المقصود منها هم هؤلاء الناس الذين يجلسون على المقاهي ويحللون ـ عسكرياً ـ أسباب الهزيمة ويقولون لبعضهم بعضًا.. «لو أن الهجوم للجيش المصري جاء من هذه النقطة، ولو أن الدبابات تحركت من هذا الاتجاه، ولو أن المشاة عبروا من هذا الممر، ولو..، ولو..، ولو.. لما حدثت الهزيمة»!! «جنرالات المقاهي» الذين قصدهم «عبدالقدوس» في تعبيره، هذا كانوا يتشكلون من .. ! «موظف متقاعد في أرشيف إحدى الوزارات، سائق أتوبيس، صاحب فرن بلدي، جزار وتاجر مواشي، عمدة قرية وصل إلى القاهرة من أجل بيع محصول القطن، عسكري مرور متقاعد بإعفاء طبي، خريج دبلوم صنايع لدرجة مقبول»..

وهلمَّ جرا!! حين وقعت أزمة المال العالمية وامتدت كالنار المستمرة إلى كل أنحاء العالم ـ ومنها الكويت ـ وتلا ذلك الهبوط الحاد في أسعار البورصة، وسبق ذلك القانون رقم (8) لعام 2008 الذي منع شركات العقار من الاتجار بمنازل السكن الخاص وما تبع ذلك من ركود ممل في هذا القطاع، أصبحنا نشاهد ـ ونسمع ونقرأ ـ لـ «جنرالات المال والعقار»، وهم ـ يدلون بدلوهم في هذا المضمار في كل جريدة وفضائية وإذاعة ومجلة ومنتدى وندوة، هذا يقول إن «حل الأزمة المالية لا بد أن يكون كذا وكذا»، والثاني يقول.. «إن الطريق إلى الحل هو ليس كذا وكذا، بل .. هيك وهيك»، ويأتي الثالث ـ متشائماً ـ ويقول إن أسعار العقار الاستثماري ستهبط بنسبة (50%) ، ليعارضه الرابع ويقول إن.. «العقار سيكون هو الآمن في هذه المرحلة»، أما الخامس، فيعلمه أن قرار الحل لا بد أن يكون سياسياً حتى ولو كان.. اقتصادياً .. وهكذا!! خبراء المال والاقتصاد والسياسة هؤلاء أولهم وكيل مساعد للشؤون الإدارية «سابقاً»، والثاني موظف سابق في وزارة الصحة ـ قسم التطعيم ضد الدرن ـ والثالث.. عسكري جيش ترك الخدمة وعمل في تجارة السيارات المستعملة، والرابع لديه أربع قسائم «جواخير» في «كبد»، والخامس والسادس والسابع.. إلى ما لا نهاية!! تحليلاتهم المالية والاقتصادية تشبه «مرقة الهوا» وتذكرني بتحليلات الخبراء العسكريين اللبنانيين أثناء حرب تحرير العراق في عام 2003، والتي لو صدقت لكان صدام حسين هو الذي أعدم «جورج بوش» و «برزان التكريتي» هو الذي قطع رقبة «ديك ـ تشيني» وجنود الحرس الجمهوري العراقي هم الذين يتجولون بأسلحتهم الرشاشة في شوارع .. كاليفورنيا وبوسطن وتكساس!!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *