فؤاد الهاشم

«كلنا في الهم.. شرق»!

زرت عاصمة «جمهورية اليمن الديمقراطي» عدن في عام 1985 عقب دعوة تلقيتها من الحزب الحاكم لحضور احتفالات «ثورة أكتوبر» التي أوصلت الماركسيين -سابقا- إلى الحكم! طائرة «خطوط اليمدا» – هكذا كان اسمها في ذلك الوقت – التي هبطت في الكويت قادمة من دمشق لم تنقل إلا راكب واحد هو.. أنا!!

دخلت الطائرة فإذا بالركاب هم: نائب وزير الدفاع التشيكوسلوفاكي، مساعد وزير الدفاع الروماني، نائب رئيس أركان الجيش البلغاري، معاون القوة الجوية في سلاح الجو البولندي، زائد: «محسن إبراهيم» زعيم منظمة العمل الشيوعي!! «جورج حبش» زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين!! «نايف حواتمه» زعيم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين! جورج حاوي زعيم الحزب الشيوعي اللبناني و.. صحافي كويتي ليبرالي تقدمي «ثورجي» هو.. أنا!! متابعة قراءة «كلنا في الهم.. شرق»!

سامي النصف

العرب بين البسيط والمُركّب!

ساد على الساحة العربية لحقب من الزمن نقاش قضايا فكرية مثل كتاب «الثابت والمتحول» لأدونيس و«نقد العقل العربي» لمحمد عابد الجابري، والاثنان متقلبان بامتياز، فالاول اسقطه موقفه من الرئيس بشار الاسد في الاحداث القائمة، والثاني موقفه من الرئيس صدام حسين عام 1990، كما ان ما طرحاه هو اقرب لنهج الفكر للفكر، كحال نظرية الفن للفن، فلم يستفد القطاع الاعم مما طرحاه لفهم اسباب كوارثنا او التسلح بما يؤهلنا لمنعها. متابعة قراءة العرب بين البسيط والمُركّب!

احمد الصراف

تلاعب بعض رجال الدين

ليس هناك من طريقة للارتقاء بالنفس وتحسين الفكر والاقتراب أكثر من بقية البشر وفهمهم، من القراءة المتنوعة، وفي مختلف الثقافات، من دون قيود او شروط على ما يجوز وما لا يجوز الاطلاع عليه. وطالما حذر بعض رجال الدين، ومن مختلف الطوائف، اتباعهم من مطالعة كتب الغير والتعرف على ثقافاتهم، وهناك قول شهير للشيخ محمد متولي شعراوي، وهو أكبر داعية إسلامي عرفه القرن العشرين، والذي كان السبب المباشر وراء تحجب عشرات الفنانات واعتزالهن الفن، بأنه لم يقرأ شيئا غير القرآن على مدى ثلاثين عاما! خطورة القراءة في كتب الغير تكمن في قدرتها على حثنا على طرح الأسئلة، والسؤال هو بداية الطريق للمعرفة، والسؤال كان دائما الأمر الأخطر في التاريخ البشري، وهو أهم من الجواب بكثير. فبإمكان الجميع تقريبا إعطاء ما يشاؤون من إجابات عن اي سؤال، ولكن ليس بإمكان إلا القلة طرح السؤال المناسب، والسؤال ربما كان في وقت بداية الفكر الفلسفي. من هنا حثت الكتب الدينية على عدم طرح السؤال، لما قد يسببه من إرباك للسائل والمجيب، من جهة، ولما قد يخلقه أو يثيره من بلبلة وشك! ولك أن تتخيل ما كان سيكون عليه مستوى الحضارة على الكرة الأرضية لو لم يكن هناك ذلك التساؤل المستمر عن مسببات الرياح، ومن أين يأتي المطر وسبب تكون السحاب، هذا غير آلاف الظواهر الأخرى التي طالما حيرت البشرية لآلاف السنين ليأتي السؤال وراء الآخر ليبدد الغموض عنها إلى الأبد. وبسبب «ثقة» بعض رجال الدين في دولنا، والذين نسميهم مجازا بـ «العلماء»، باستغناء الإنسان المسلم عن القراءة، وما يمتاز به من ضعف ذاكرة، او لقلة اهتمامه بإبراز هفوات بعض رجال الدين، فقد تمادى هؤلاء في إطلاق التصريحات وعكسها من دون خجل أو وجل من أن ينكشف امرهم، فهم يعلمون بأن غالبية العرب لا يقرأون، وإن فعلوا فلن يعلق بذاكرتهم الشيء الكثير، وإن تذكروا تناقضا ما في أمر أو فتوى لهم فإنهم غالبا سيغضون النظر ولن يكلفوا انفسهم الاعتراض، بل يتركوا الأمور تمر من دون احتجاج أو حتى تعليق. وعلى هذا اعتمد الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس علماء المسلمين، في غالبية تصريحاته وفتاواه، فقد رفض مؤخرا قيام قوى التحالف بقيادة الولايات المتحدة بضرب داعش، بحجة أنه لا يجوز للمسلم تأييد قيام قوى الكفر بقتل المسلمين. وهنا اعتمد على ضعف ذاكرة من يتبعونه في هواه، فقال سبق ان قال، إنه يؤيد قيام الطائرات الفرنسية والبريطانية والإيطالية بضرب قوات القذافي، على الرغم من أن قوات القذافي كانت أيضا من المسلمين! فكيف يجوز الأمر وعكسه عند مثل هؤلاء؟ ويحضرني قول الشيخ محمد الغزالي: التدين المغشوش أشد وأكثر إثما من الإلحاد الصارخ. أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com