مبارك الدويلة

من هو الإرهابي..؟!

حدد جورج بوش – بعد أحداث سبتمبر 2001 – مفهوم الإرهابي بأنه كل من يعتدي على مصالح الولايات المتحدة! وجاء المجتمع الأوروبي ليعلن أن الإرهابي هو كل من يعتدي على مصالح دول الاتحاد الأوروبي، ثم جاء العرب ليحددوا، أيضاً، مفهومهم للإرهاب بأنه كل من يتعدى على مصالح الولايات المتحدة وأوروبا..!

لذلك، عندما يتم الاعتداء على دولة عربية أو إسلامية بطيارة من دون طيار وتحرق وتدمر وتقتل العشرات من النساء والأطفال، لا نسمع تنديداً من دولنا العربية لهذه العربدة الغربية! ولكن عندما يتم الاعتداء من شخص منحرف فكرياً على أحد الغربيين نسارع بالتنديد والاستنكار!

اليوم أميركا والغرب يوزعان ألقاب الإرهاب على من يشاؤون، فحرب إسرائيل الدموية على قطاع غزة وقتل المئات من النساء والأطفال يعتبر وفقاً للمعيار الأميركي دفاعاً عن النفس، بينما إطلاق صواريخ القسّام على الأراضي المحتلة نوع من الجرائم التي تستلزم أن يصدر قرار باعتبار كتائب القسّام منظمة إرهابية!

بشار الأسد يقتل مئات الألوف بالبراميل المتفجرة، ويشرد الملايين من نساء شعبه وأطفاله لا يسمى إرهابياً، ولا تتحرك له مقاتلات التحالف، ولا ترصد لإسقاطه مئات الملايين من الدولارات، لأن الغرب يعتبر نظام الأسد صماماً لأمن إسرائيل، بينما مقاتلون هواة قتلوا ثلاثة أو أربعة أو أقل أو أكثر من الغربيين تتحرك لأجلهم جميع مؤسسات الأمم المتحدة!

معرة النعمان.. مدينة سورية، حزّ في نفوس أهاليها هذا الواقع المؤلم، فخرجوا في تظاهرة تحت شعار «جمعة المدنيون لا ينقصهم قتلة دوليون» في إشارة إلى قصف قوات التحالف للمدنيين السوريين.

البرلمان البريطاني وافق على المشاركة في الحملة الدولية العسكرية ضد «داعش»، لأنه تنظيم يقوم بأعمال إرهابية، بينما كان قد رفض التنديد بالنظام السوري عندما استعمل الكيماوي ضد شعبه!

عشرات الأمثلة من حولنا تؤكد الانتقائية في إطلاق هذا الوصف على المنظمات والأحزاب والدول، والمعيار الوحيد مدى تهديدها لمصالح الغرب ومصالح حلفائه، وأهمهم إسرائيل! وللحديث في هذا المجال بقية بإذن الله.

***

العبارة غير الملائمة التي ذكرها أحد أعضاء البرلمان الكويتي عن البحرين، والتي هدد بها وجود أسرة الحكم وبشّر بزوالهم، لا يمكن أن تمر مرور الكرام قياساً على ما تم التعامل به مع أمثلة سابقة! فعندما تكلم إعلامي مصري على دولة خليجية قامت الدنيا ولم تقعد، وطالب هذا المذكور حكومة الكويت بالتنديد والاستنكار، الغريب أن صاحبنا هذا، أيضاً، طالب الحكومة اليوم بالتنديد والاستنكار، ولكن ضد المسؤول البحريني الذي اعترض على كلامه المسيء لدولة البحرين (مع شينه قوات عينه)!

اعتقد حان الوقت لوضع حد لهذا الشخص بعد أن كثرت سقطاته، فها هو اليوم يقترح تشكيل لجان شعبية وتسليحها وتدريبها! تخيلوا معي – فقط تخيلوا – لو أن طارق السويدان كان صاحب هذا الاقتراح! (يا زلازل يا براكين)!

***

نائب آخر يستنكر تحويل جنسية مواطن كويتي من سابعة إلى أولى! ويوجه إلى وزير الداخلية سؤالاً برلمانياً بذلك!

فقط استبدل عزيزي القارئ اسم المواطن باسم النائب! ماذا سيكون الجواب؟

«على نفسها جنت براغش»!

***

وليد الرويح.. في ذمة الله

كم من معاق عاش حياة كريمة بسببك يا أبا خالد، وكم من أمل زرعته في نفوس المحطمين وهم يشاهدونك تدير أكبر مؤسسة مالية وأنت على الكرسي المتحرك، لله درك ما أروعك، عليك رحمة الله ولك مغفرته!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *