مبارك الدويلة

إهدار دم في الكويت..!

الكويت تمتلئ اشاعات هذه الايام.. ولانها دولة صغيرة والحركة فيها محدودة، فان معظم الاشاعات يكون لها اصل ونصيب من الحقيقة!

من هذه الاشاعات التي انتشرت بسرعة النية لاعلان الاحكام العرفية! وحل جمعية الاصلاح، وتجريم الانتماء للاخوان المسلمين، والتضييق على رموز التكتل الشعبي، ومنع التجمعات والمسيرات، وتشديد العقوبات على النشطاء السياسيين، وتقييد حرية الرأي، الا ما ينسجم مع شعار المرحلة «عاش الملك ومات الملك»!

هذا الوضع بدأت الآلة الاعلامية لبعض المتهمين في التحويلات وغسل الاموال والتخاطب مع الصهاينة تنشرها وتسوق لها بشكل ملحوظ، حتى تبعد الانتباه عن تهمتهم اللي ما تشيلها البعارين!

هذا الوضع هو ما كان خصوم الديموقراطية وحرامية المال العام يتمنونه منذ عشرات السنين، لان التيار الاسلامي المعتدل هو الزخم الشعبي والداعم لاي تيار اصلاحي يسعى لمحاربة الفساد، والكابح لجماح التيارات المتطرفة، وهو الرافض لكل وسيلة يمارس من خلالها العنف. لذلك جرى التركيز في السنوات الاخيرة على تشويه صورة هذا التيار الاسلامي المعتدل، واثارة الشبهات حوله في كل شاردة وواردة حتى كادوا يصدقون ما يسمعونه عنهم، مع انهم يعايشونه كل يوم ولم يجدوا منه الا كل ما يطمئن النفس ويؤكد سلامة المسيرة، لكن كما قيل «كثرة الدق يفك اللحام»!

ان نجاح التيار الاسلامي المعتدل هو نجاح للفكر الاسلامي والمفاهيم الاسلامية الصالحة لكل زمان ومكان، وهذا ما يخشاه العلمانيون واصحاب الاهواء الذين يريدون انتشار الفساد بجميع اشكاله لتحقيق مآربهم ومقاصدهم! لذلك لن نستغرب ما نشاهده اليوم من حملة اعلامية ظالمة لتشويه صورة هذا التيار، حتى وصل الامر الى اتهامه بسعيه للحكم، وتسلم السلطة، وهو امر ينافي الواقع الذي يعيشه الناس والحقيقة التي يدركها الكويتيون! فقد قلنا مرارا وتكرارا اننا نؤمن بان للكويت خصوصية في موقعها وتكوين نسيجها الاجتماعي، وان وجود اسرة الحكم امر ضروري للاستقرار الذي لن تنتشر الدعوة الاسلامية الا به، لكن ان يصل الامر الى ان يطالب احد ابناء الاسرة باهدار دم المنتمين الى تيار سياسي، لانه يخالف توجهه ويعرقل تحقيق رغباته، فهذا امر لا يجوز السكوت عنه، ونطالب بايقافه عند حده، احتراما للدستور والاعراف الكويتية التي تؤكد التعايش السلمي لكل مكونات المجتمع واطيافه، ولو ان احدا من غير اسرة الحكم دعا بهذه الدعوة – قتل مخالفيه – لقامت الدنيا ولم تقعد!

***

من المفارقات التي نشاهدها اليوم ان البعض يتهم الحركة الدستورية الاسلامية بانها وراء المسيرات، وانها الرأس المدبر لها، بينما تقرأ لبعض شباب الحراك اتهاما للحركة بانها غير متحمسة للحراك الشعبي، ولذلك ما ان صدر بيان جمعية الاصلاح حتى صبوا جام غضبهم على الحركة، واعتبروا ذلك تأكيدا لشكوكهم السابقة عن الحركة.

الذي يحز في النفس ان بعض هؤلاء اثبتوا ان «مالهم صاحب»، وان كل ما قدمته الحركه وتقدمه لمسيرة العمل الوطني والشعبي تلاشى في اذهانهم مع اول هزة!

اطراف حكومية تقول ان المسيرة لم يكن يتصدرها الا رموز الحركة، واطراف في الحراك، تقول غير ذلك، والحركة ورجالها لا يأبهون لهذا ولا لذاك، فهم يقومون بما يؤمنون به رضي من رضي وغضب من غضب «من اسخط الناس بارضاء الله، رضي الله عنه وارضى له الناس»!

***

غزة تنزف…!

الذي يحز في نفسي ان اقصى ما صرنا نتمناه ان يوافق الاخوة في مصر على فتح معبر رفح..!

لك الله يا غزة..!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *