مبارك الدويلة

لو كان مرسي فعلها..!

العنف الذي مارسته القوات الخاصة مساء الاحد لم يكن طبيعيا او معتادا، فقد تم استعمال غازات غريبة لم نتعود عليها في المسيرات السابقة، وكانت نفسية بعض رجال الامن عدائية وربما مشحونة بشكل غير مسبوق، وتعاملوا مع المسيرة السلمية باستفزاز وقوة مفرطة لم يكن لها ما يبررها!

اقول هذا الكلام، وانا متأكد من ان الحكمة كانت غائبة في تلك الليلة، وتفسيري لأسلوب التعامل العنيف انها تراكمات سنوات سابقة، وعقدة الخوف من ان يعيد التاريخ نفسه، حيث ان الفشل في الادارة قد يؤدي الى الجلوس في البيت، وما اثقل الجلوس في البيت! ذلك ان اخوانا في الجهاز الامني ــ غفر الله لهم ــ لو تركوا المسيرة تمر بهدوء ومن دون استفزازات، ولو عملوا كما تعمل الشرطة في المدن المتحضرة من حماية للمسيرات السلمية وتنظيم للسير، لو فعلوا ذلك لوصلت المسيرة بهدوء الى قصر العدل، وقال كم واحد كلمته وقدموا مطالبهم بورقة الى ضابط الشرطة المتواجد، وانصرفوا من حيث أتوا، ولا من شاف ولا من دري! لكن يبدو ان هناك من لا يريد للسفينة ان تركد وترسو على البر!

طبعا هذا الرأي عن المسيرة السلمية التي حدثت يوم الاحد الماضي، ولا اتكلم عن مسيرات اخرى تتعرض للممتلكات العامة وتحرق هنا وتكسر وتخرب هناك، فما يحدث في المناطق السكنية، مع انه غير مبرر ولا نقره، فان التعامل العنيف الذي بدأت به القوات الخاصة واستعمال الرصاص المطاطي كانا سببا لتأزيم الوضع ووقوع هذه المخالفات التي انكرها الجميع!

ارجع وأقول ان هناك من يرغب ان يشاهد الكويت تُدار بالقبضة الامنية، وان نكون في نفس الطابور الذي يصطف فيه بعض الاشقاء الخليجيين، الذين اتحفونا بتغريداتهم التي تنم عن رغبة برؤية الكويت تُحكم بنفس الاسلوب القمعي لكل رأي حر، فنكون سواء في تقييد الحريات!

***

نبارك للإخوة المصريين الحكم الجديد..!

كنا ننوي الانتظار ستة اشهر او سنة حتى نحكم على العهد الجديد وانجازاته، بعد رفع شعار «وبكره تشوفو مصر»! لكن القرارات الرئاسية الجديدة في اول شهر رئاسة كشفت طبيعة المرحلة القادمة وصعوبة ايامها وقسوة لياليها!

ايام الرئيس المنتخب مرسي كانت وسائل الاعلام الحرة تؤجج المشاعر ضد الرئيس بسبب ازدحام في الشارع، او انقطاع متعمد للكهرباء! واليوم الاعلام الحر مقيد بالسلاسل، والاعلام الموجه «خجلان من حاله». واول القرارات رفع الدعم عن السلع التموينية، الذي لم يكن يستفيد منه الا الفقراء من الشعب، ثم زيادة اسعار الوقود! ويكون جواب الديوان ان الرئيس يتبرع بنصف راتبه للعمل الخيري!

أتمنى من الاحرار في مصر ــ ان كان لا يزال بعض منهم خارج السجون ــ ان يقف ويوجه سؤالا: أين صرفتم اموال الخليج المعلنة وغير المعلنة؟!

هذا اول الغيث، ولسه بكره حتشوفوا مصر..!

***

بعض أدعياء الثقافة في مجتمعنا الصغير مازالوا يسوقون لافكار ماركس! ونقول لهم صح النوم، نحن في 2014. وجماعة ماركس واتباعه تعوذوا منه وتبرأوا من افكاره.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *