إبراهيم المليفي

هي محطة «ترانزيت»

ليس بيني وبين كرة القدم وأي شيء مدور ومنفوخ إلا كل خير، فهي ليست عندي سوى «طمباخية»، سواء وصلنا فيها إلى كأس العالم أو هبطنا إلى قاع الترتيب كما هو حاصل الآن، هي رياضة مسلية ومفيدة للجسم لمن يمارسها ومتعة لا تنتهي للمشاهدين والمشاهدات. متابعة قراءة هي محطة «ترانزيت»

إبراهيم المليفي

المرتاحون في الأرض

هم ليسوا الأغنياء بالضرورة ولا أصحاب النفوذ بالمطلق ولا المقتاتون على فتات موائد الكبار في بعض الأوضاع، هم شريحة من عميان القلوب قبل الأبصار، نراهم في الأوقات الخاطئة، ونبحث عنهم وبيدنا أكثر من عصا في الأوقات الصح.

متابعة قراءة المرتاحون في الأرض

إبراهيم المليفي

انتحال صفة «فاهم»

مع فقدان الحياء تصبح الحفلات التنكرية غير ضرورية، فطالما أن الجميع يعرف هوية منتحل الشخصية، وطالما أن المنتحل نفسه يعلق بطاقته الشخصية على صدره، فما الحاجة للقناع والحفلة بأسرها؟
إن الفساد عندما يبدأ ويُترك لا يتوقف بقرار رسمي أو وهم السيطرة عليه كما يحصل مع الفيروسات المخلقة في المختبرات، هو يبدأ بشكل واحد ثم ينتشر مع الهواء متخذاً وجوهاً يصعب الشك فيها، والخراب كامن بداخلها، وما حملة التزييف التي نعيشها بسبب الشهادات الوهمية إلا شكل من أشكال الفساد الذي انتحل وسينتحل صفات الغير من مهن خطيرة تتصل بحياة البشر، كالطبيب والصيدلاني والمهندس ومهن أخلاقية وقيمية تتصل بتحقيق العدالة وصناعة الأجيال كالمعلم والمحامي والقاضي وكاتب الرأي.
متابعة قراءة انتحال صفة «فاهم»

إبراهيم المليفي

حتى تعود لنا خالتي قماشة

يبدأ اليوم سباق الإنهاك الاختياري الذي أوجده المنهكون في زمن قريب كان بالإمكان السيطرة عليه، ولكنه اليوم تحول لعملية إنتاجية ضخمة متعددة الأوجه صنعت لأجل المستهلك، دون أن تكون له قدرة على التأثير الحاسم فيها.
معركة شهر الصيام تبدأ قبل أن يبدأ الشهر الفضيل بالتنافس الترويجي لأعمال تلفزيونية تفوق قدرة المشاهد المتفرغ على متابعة ربعها، وبطوفان من العروض المغرية للسلع والمأكولات التي سيذهب جلها لبطون الحاويات والقطط التي ستفرح معنا بشهر الخيرات، وقبل أن ينتصف رمضان تبدأ دوامة “القرقيعان” التي أفرغت من صميم براءتها لنصنع من الحلويات الملبسة والمكسرات الجافة التي “تقرقع” داخل سلة من القماش الأبيض الرخيص صناديق متفجرة بالتباهي والغلاء، وأيضاً قبل أن يبدأ الثلث الأخير يخرج رمضان من حساب من انشغلوا بلباس العيد والسفر وكيفية مشاهدة الحلقات الأخيرة للركام المتجلط في شرايين البث الفضائي. متابعة قراءة حتى تعود لنا خالتي قماشة

إبراهيم المليفي

المنقلبون

قمة الترف النخبوي أن تجلس بعيدا بلا حركة، ما عدا عضلة اللسان أو “الكيبورد”، وتردد بصوت يتضاعف، وهو يصطدم بجدران الرخام المحيط بمترفي الفهم العام “أين حماة الدستور؟ أين الديمقراطية”، قمة الترف النخبوي أن تتوافر لديك جميع المعلومات وتتعمد تحليلها بصورة تجافي الواقع وتخفي الجواب الحقيقي، وأخيرا قمة الترف النخبوي أن تكون معولا في هدم البناء الديمقراطي، ومناصرا شرسا لأغلب إجراءات التضييق والرقابة على الحريات، ثم تمسك بقطعة من بسكويت الإفطار الفاخر، وتعلن بتأفف أرستقراطي دخيل على من لحق على أكل الجراد أن “الكويت لم تعد كما كانت”!! هؤلاء المنقلبون على كل شعار تبنوه، لا يرون قوافل المغردين وهي تسير بخط الذهاب نحو الزنازين بسبب كلمة أو تفسير أعوج، هؤلاء المنقلبون هم أول من يختلق سيناريوهات ومسارات أي نشاط احتجاجي يعلن عنه، ويطالبون بمنعه قبل أن يحدث، والحجج جاهزة ومطبوعة منذ عام 1962م، وهم أول من يخلع قناع الدستور الذي نعرفه، ويلبس قناع دستور الأمر الواقع عندما تبدأ عجلة سحب الجناسي وإغلاق القنوات وسن التشريعات المفصلة على مقاس المطلوبين تدور.
متابعة قراءة المنقلبون

إبراهيم المليفي

أزمة الخروج من حفرة الطائفية

عندما تتعمد الدولة، أي دولة، حمل كل نشاط وحركة على كاهلها بما فيها الأنشطة القابلة للقسمة كالأعمال التطوعية والمبادرات الشعبية فإنها تخسر كل رصيدها في المصداقية في الداخل والخارج؛ لأن الأنظمة الشمولية في الغالب تكذب.
تخيلوا دولة هلالها أو صليبها الأحمر معين من الحكومة، أو مؤسسات صحافية وإعلامية يملكها القطاع العام، تخيلوا جمعية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان أو العمال تقاد من أعضاء وصلوا إلى مجالس إداراتها بالتعيين ولا علاقة لهم بالمجال الذي نصّبوا فيه، من أين سيأتون بالمصداقية؟ أو لنقل كيف يمكنهم إقناعي بأنهم يعملون باستقلالية عن القرار الرسمي؟
من هنا نلاحظ أن الدولة المهيمنة تتحرك بإيقاع متناغم يبدأ من الرأس، ثم تكبر الموجة باتجاه القاعدة بشكل تدريجي، ولا وزن لما يقال سوى ما يقوله المصدر؛ لأن المفردات متشابهة والجوهر مستنسخ، وحكومات الدول الحرة تختصر الطريق عادة وتأخذ بالموقف المعلن من رأس الدولة المهيمنة أو من صنابيرها المعتمدة عندما يريد الرأس تحسس ردود الأفعال الدولية.
متابعة قراءة أزمة الخروج من حفرة الطائفية

إبراهيم المليفي

نهاية نهج

“قريباً وأنا مليء بالثقة عندما ستتبدل موازين العملية السياسية سنتذكر من قال كلمة، ومن حسبها بالآلة الحاسبة، ومن دفن رأسه بالأحقاد، أخيراً من لديه رأي فليقله الآن، ومن لديه موقف فليعلنه الآن، وليصور -سيلفي- معه لأن من سيحاول ممارسة الكذب لاحقاً سينكشف لا محالة”.
من مقال سابق لي بعنوان “تبخير الخصوم” نشر بتاريخ 16 أكتوبر 2014م.
متابعة قراءة نهاية نهج

إبراهيم المليفي

نعم لحق اختيار نوع التعليم

إذا لم تتطور مفاهيمنا المؤسسة للنظام الديمقراطي ومنظومة الحقوق التي تعزز بناء دولة المساواة والعدالة فلن يكون مصيرنا غير الدوران في حلقة مفرغة من الصراعات السقيمة، وبناء نموذج مشوه لديمقراطية تأكل شعاراتها قبل حقوق أفرادها.
فيما مضى كنا نرى قضية التعليم المشترك بمنظور، واليوم نراها بالمنظور نفسه، ولكن بنظرة أوسع تنطلق من حق الأفراد المطلق في اختيار نوع التعليم لأبنائهم الذي يعلو فوق أي سلطة تريد فرض نوع معين من التعليم يتوافق مع طبيعة تحالفاتها السياسية، وعليه فليس بالضرورة أن تقترن التقدمية بنظام التعليم المشترك، وليس التخلف مقترناً بالفصل بين الذكور والإناث، ولنا في النظم التعليمية المتطورة في الدول المتقدمة خير مثال على ما نقول؛ لأن جامعاتهم فيها ما هو مشترك وفيها ما هو مفصول، وحق اختيار نوع التعليم متروك للآباء وربما للأبناء.
متابعة قراءة نعم لحق اختيار نوع التعليم

إبراهيم المليفي

كلام معارض

ما أجمل التجول في المعارض، خصوصا إذا كان الجيب “مليان”، في المعارض تتجلى أسمى معاني الإنسانية، فكل زبون بغض النظر عن شكله ولونه وجنسيته ودينه يحظى بمعاملة ملكية من لحظة دخوله المعرض حتى يقول عبارة التملص الشهيرة “أشوف وأرد عليكم”، أما إذا بدا أن الزبون ينوي الشراء وبشراهة فلا عجب أن ينزل مدير المعرض من عليائه ويساير الزبون “الدفيع” حتى يلبي كل مطالبه. متابعة قراءة كلام معارض

إبراهيم المليفي

أسوار الذاكرة

الأمكنة والناس، لا أعرف تحديداً أيهما التي تخلق الرابط الوجداني بيني وبين المكان، هناك أمكنة خلت من الناس ما عداي وما زلت أعشقها، وهناك أمكنة اختلط فيها وجود الناس مع المكان كالمدارس والمقاهي فأصبحت كيانا متكاملا عشت فيه لفترة من الزمن، ثم تسرب الناس وبقي المكان شاهداً مؤلماً لأيام حلوة مضت.
ليس بعد كيفان منطقة تنازع محبتي لها، حاولت وفشلت رغم ذكرياتي الجميلة في الشامية والعارضية، ولكن تبقى هناك بقع مكانية خارج كيفان لها معزة خاصة، مثل ديوانية الروضة التي تمثل مرحلة إعلان الاستقلال بعد حصولي على رخصة القيادة، ومراحل ما قبل الغزو وخلاله، ومرحلة بعد التحرير، وهي جميعها لا تزيد على ثلاث سنوات، ثم انفضّ الجمع وذهب كل صديق لحاله. متابعة قراءة أسوار الذاكرة