إبراهيم المليفي

هي محطة «ترانزيت»

ليس بيني وبين كرة القدم وأي شيء مدور ومنفوخ إلا كل خير، فهي ليست عندي سوى «طمباخية»، سواء وصلنا فيها إلى كأس العالم أو هبطنا إلى قاع الترتيب كما هو حاصل الآن، هي رياضة مسلية ومفيدة للجسم لمن يمارسها ومتعة لا تنتهي للمشاهدين والمشاهدات.
لو كانت «الطمباخية» الكويتية مهمة وحيوية لدى جمهورها لما رأينا هذا الانغماس في متابعة «دوريات» العالم، والإهمال الواضح للدوري المحلي المصحوب بالسخرية وعقد المقارنات بقصد الاستهزاء به، لو كانت «الطمباخية» الكويتية تحرق قلوب عشاقها لوجدناهم يواصلون العمل لما بعد مرحلة الغضب اللحظي عقب كل خسارة لمحاسبة من لعب «بحسبتهم»، إما بالتسجيل في أنديتهم والتصويت لأهل «الكار»، وإما بالاستجابة المقنعة مع الدعوات المتواصلة للاحتجاج السلمي أمام مقر اتحاد كرة القدم، بما يوازي حجم الإخفاق وحجم الجمهور الذي يزعم أفراده كل مرة أن «السيل بلغ الزبى»، والسيل المدمر على حال جريانه لا يوقفه بنيان مرصوص ولا يغير مساره قرار مدروس.
إذاً هي كذلك كرة القدم لدى جمهورها ليست أكثر من «طمباخية» وصنف يمكن استبداله بضغطة زر على الدوري الإسباني أو الإنكليزي أو الإيطالي، وهي كذلك بدليل أن الحكومة بأكملها غير مهتمة أو معنية بتطبيق القوانين المتعلقة بها، فهي لا شيء في نظر المسؤولين حتى من ناحية استثمارها سياسيا لإشغال الشباب عن متابعة الشأن العام كما تفعل الدول المغلقة.
هل تعلمون حقيقة كرة القدم أو الرياضة بشكل عام في نظر السياسيين و»سلطة السلطة» من زاوية العمل المنظم كالاتحادات والأندية لا الممارسة الخاصة؟ هي عند السياسيين مجرد محطة «ترانزيت»، ورداء للتخفي عن أهم القضايا، وقائمة من استعملوا تلك المحطة طويلة، أما سلطة السلطة فلم تجد في الرياضة غير وسيلة لإبعاد المشاغبين ومن لا عمل لهم من «عيالهم» كي يجربوا حظهم في قطاع لا حساب فيه ولا عقاب ولا إحساس بعد.
هل عرفتم الآن لماذا كلامكم ومناشداتكم «مضروبين بالطوفة»؛ لأن الجماعة فعلوا «الصح» وفق حساباتهم الخاصة على حساب الرياضة، سواء صعدت إلى كأس العالم أم وصلت إلى قاع الترتيب.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

إبراهيم المليفي

كاتب ومحرر في مجلة العربي الثقافية منذ 1999 وصاحب زاوية الأغلبية الصامتة بجريدة الجريدة منذ 2010

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *