إبراهيم المليفي

إجابات مختلفة

الحوارات الساخنة في الدواوين والندوات فيما مضى، وفي فضاء “تويتر” حالياً، منها ما هو مكرر وممل، ومنها ما هو جاهز ومعلّب، ولا يحتاج سوى ثوان معدودة حتى تصطف السلطة بجانب الشوربة بجانب الطبق الرئيسي بجانب طبق الحلويات الذي هو سلسلة الشتائم التي يختتم فيها هذا النوع من الحوارات السقيمة.

من خلال التجربة هناك أسئلة قصيرة مثل أسئلة الفلسفة يحتاج جوابها إلى عشر صفحات (فلوسكاب) يلقيها أحدهم بغرض إحراج الطرف الآخر، مستغلاً قصر الوقت وضحالة معلومات الجمهور المستمع، وجاهزية بعض الأجواء المشحونة لضرب أحد السياسيين، أو تحطيم شخص مجتهد لا يحب الترويج والتهويل للأعمال التي يقوم بها للمصلحة العامة. متابعة قراءة إجابات مختلفة

إبراهيم المليفي

الموت الصارخ

كلما قرأت اسم أحد المتوفين الذين اختاروا ثرى الكويت ليكون مسكنهم النهائي ترتسم في مخيلتي أيامهم الأولى في أوطانهم الأصلية، وكيف انتهت بهم الأقدار للاستقرار في مكانهم بعيدا وربما بعيدا جداً، من هؤلاء من ارتبط بالكويت عبر الزواج من أحد أبنائها أو بناتها أو عمل فيها وأسس فيها حياة كاملة لا يمكن نقلها، ومنهم من ولد في الكويت وارتبط فيها بروحه وعقله، وقرر العيش فيها حتى النهاية، وأخيراً وليس آخراً هناك من دفن بالكويت مضطرا بسبب حرب اشتعلت في وطنه أو ظروف أمنية صعبة تمنع وصول جثمانه إلى مسقط رأسه. متابعة قراءة الموت الصارخ

إبراهيم المليفي

كلمة تسقط وزيراً

السياسة، كميدان عمل تحول إلى صناعة ثقيلة في الدول المتقدمة في الممارسة الديمقراطية، لا مجال فيها للتجريب أو المغامرة، خصوصاً فيما يتعلق بالتعامل مع الرأي العام أو القضاء؛ لأن الخطأ الواحد كفيل بسقوط حكومة كاملة، ومن يسقط في فخ التعالي أو الكذب أو التحايل على قانون الضرائب مثلاً يخرج فوراً من العملية السياسية، ولو كان شارل ديغول أو ونستون تشرشل. متابعة قراءة كلمة تسقط وزيراً

إبراهيم المليفي

فخ اليمن

ما كان ممنوعاً ومجرّماً خلال الأسبوعين الماضيين لأي رأي لا يؤيد بشدة حرب عاصفة الحزم في اليمن، سيجد في تقديري ابتداءً من اليوم، أي بعد مرور أسبوعين منذ بداية العمليات العسكرية، منفذاً نحو التحرك بحرية أكبر مما مضى، وهو رأي أو آراء ليست بالضرورة ضد الحرب، لكنها تتناول زوايا غير منظورة وتحذيرات من عواقب لم تكن بالحسبان.

أول هذه الآراء وأسخنها هو خيار التدخل البري في الأراضي اليمنية لحسم المعركة على الأرض والتعجيل بعودة الحياة الطبيعية، لقد تمت مناقشة مخاطر هذا الخيار استنادا إلى التاريخ وإلى الجغرافيا المتجمدة في مكانها منذ آلاف السنين، ولكن بقي رأي مخفيٌّ وهو احتمال تحول موقف اليمنيين وتعاملهم مع قوات التحالف على أنها قوات احتلال حتى لو كانت بدعوة صريحة من الرئيس الشرعي عبد ربه هادي منصور، هذا الرأي مخيف وربما متداول في مراكز اتخاذ القرار العسكري، ولكن القرار السياسي قد يقود العملية لفخ من الممكن تجنبه بتسليح القوات الموالية للشرعية وقلب مواقف القوات النظامية كي يقوموا بتحقيق الهدف على يد أهل البلد. متابعة قراءة فخ اليمن

إبراهيم المليفي

سوق الكتاب… ربيع ثقافي

سوق للكتاب في الكويت، أول من نبهني إلى هذه الفكرة هو الناشر السابق الأستاذ أحمد الديين عندما كنت أتحدث معه في قضايا أزمة القراءة، وكساد سوق الكتب، ودور مشروع سوق الكتاب في إنعاش عالم الكتاب والنشر، وتنشيط الحركة الثقافية بشكل عام.

فكرة سوق الكتاب تتلخص في بناء سوق متخصص لبيع سلعة محددة هي الكتاب، وكل ما يتصل به من مستلزمات، وكما توجد أسواق متخصصة لبيع اللحم والسمك والسلاح والدهن والجت والفقع (الكمأة) والقماش والعملات… إلخ يمكن خلق سوق للكتب تباع فيه السلعة الأساسية وهي الكتاب، وإلى جانبها الأقلام والقرطاسية والخرائط وبقية أفراد العائلة (المكتبية)، ومعها مقاه ومواقع تصلح لحفلات توقيع الكتب، وعقد الأمسيات الشعرية والغنائية وغيرها من الأنشطة المصاحبة.
ولو نظرنا إلى سوق الكتاب من زوايا أخرى لوجدنا أنه معرض دائم للكتاب مفتوح طوال أيام السنة، وليس فقط خلال فترة معرض الكتاب، وهو ما سيجعل دور النشر العربية المتميزة تحرص إما على فتح فرع لها في نقطة البيع الساخنة الجديدة وهي سوق الكتاب، أو توكيل دار نشر محلية لبيع منشوراتها نيابة عنها، وهو ما سيعزز من فرص الحياة والصمود لدور النشر الكويتية خصوصا الجديدة منها.

إن هذه الفكرة لا تتوقف عند هذا الحد، فلقد سبق لنا أن تحدثنا كثيرا عن أهمية دعم الدولة لمنابع الثقافة الجادة، وهذه الفكرة تحديدا تمثل أحد أبرز أشكال الدعم الرسمي المحمود الذي يخلق بيئة مشبعة بالإيجابية، وهنا نسأل ما الذي ستخسره الدولة عندما تخصص موقعا مناسبا شبيها بإكسبو الشارقة، أو أي موقع جاهز يصلح أن يكون مثله، وتبني فيه عشرات المحال، وتدعو أصحاب دور النشر والمكتبات الكويتية للتأجير فيه بمبالغ رمزية؟ ما الذي سنخسره لو دعونا في مرحلة لاحقة أفضل دور النشر العربية والأجنبية لكي تفتتح فرعاً لها في سوق الكتاب؟

إن الكويت بما تمتلكه من رصيد ومكانة ثقافية على الصعيد العربي قادرة على أن تكون “مركزاً ثقافياً” عربيا يشار إليه بالبنان إن تمكنت من توطين صناعة الكتاب لديها، نشرا وطباعة وتوزيعا، وهذا الأمر قد يبدو بعيد المنال، ولكننا لو استثمرنا رصيد منجزاتنا الثقافية المتراكمة في معارض الكتب والمؤسسات والمعاهد الرسمية والأهلية وسلسلة الإصدارات الثقافية والفكرية والفنية المتميزة– مع استبعاد مقص الرقيب من المشهد– لوجدنا أننا لا نحتاج أكثر من الخطوة الأولى حتى نحقق ربيعا ثقافيا ناجحا، نحن أحوج ما نكون إليه في مرحلة الجفاف الثقافي الذي نعيشه منذ فترة.

في الختام أتمنى تحقيق هذه الفكرة بنجاح في الكويت قبل أن أجدها قائمة بلمح البصر في إحدى الدول المجاورة.

إبراهيم المليفي

اتحاد طلبة ثانوية جامعة الكويت

في أوائل شهر فبراير الماضي دعيت من الإخوة في لجنة الجهراء والفروانية في التيار التقدمي للحديث في حلقة نقاشية عما يسمى اقتراح قانون تنظيم اتحادات الطلبة، ويومها قلت كل ما لدي شرحاً وتفصيلاً في أبعاد وآثار التشريعات “الانتقامية” التي قد تصلح أن تكون مقالاً يثير انتباه أصحاب القرار وسخط الرأي العام، لكنها بالتأكيد لا تصلح أن تكون قانوناً ينظم حياة الناس والمجتمع.
متابعة قراءة اتحاد طلبة ثانوية جامعة الكويت

إبراهيم المليفي

«ولدكم عوركم»

كيف لمن هو عاجز عن إخماد صياح أهل بيته أن يُخرس أصوات سكان الحي؟ ذلك في الأوضاع العادية، ولكن ماذا عن سلطة وأجنحة وحكومة ومسؤوليات إدارة وبيت مال متخم بالدراهم والثقوب، وعالم خارجي لحوح وجغرافيا سياسية ضاغطة تتطلب الاستقرار الداخلي لمواجهة ما يهب علينا من رياح عاتية، وأخيراً وهو الأهم شعب جبل على الحرية والتذمر؟!
“ولدكم عوركم” وما شأننا نحن؟ وما ذنبنا كي تهدر الحقوق الدستورية المكفولة للمواطنين بالتعبير عن رأيهم المخالف للرأي الرسمي؟ وما علاقتنا بــ”ولدكم” الذي خرج عن مساركم؟ فلا هو الذي كان حجة في الحفاظ على الدستور والقانون وهو في عز “دولته” كي نستظل بظله، ولا هو القريب من همنا نحن البسطاء كعادة من سكنوا خارج دائرة الأضواء. متابعة قراءة «ولدكم عوركم»

إبراهيم المليفي

«العميقة» تبتلع «الظاهرية»

شعارات الإصلاح والتنمية ومكافحة الفساد ونهاية عهد مجالس الصوت العالي، تهاوت في لحظة عندما صدق من صدق أن الدولة الظاهرية قادرة على مجابهة الدولة العميقة المتخفية تحت قشرة المؤسسات الوهمية والتماثيل الخشبية لشجعان التمثيل الشعبي.
وزير وقبله مسؤول كبير معروف بمناصرة السياسات الحكومية اقترفا جريمة تحويل الشعارات إلى قرارات نافذة على الأرض، فكانت النتيجة غرق “المحمل” ونجاة جميع الركاب ما عدا “النوخذة” الذي أخذ يغوص نحو الأسفل ببطء شديد متبصرا بأم عينه عالم الأسفل الحقيقي، عالم الدولة العميقة الذي بلع “المحمل” بما حمل، ثم لفظه فوق السطح ليأتيه بالخيرات في الرحلة القادمة. متابعة قراءة «العميقة» تبتلع «الظاهرية»

إبراهيم المليفي

أسمنها قبل أهزلها

في مجال الإبداع ليست هناك أسماء كبيرة وأخرى صغيرة، ما يوجد هو أسماء معروفة بجودة إنتاجها وأسماء مشهورة في مجالها، لذلك لدينا قامة كبيرة مثل إسماعيل فهد إسماعيل، وطاقة شابة مثل سعود السنعوسي، وهنا يكون الإقبال على جديد إصداراتهم أمراً مضموناً ومفهوماً مادامت كل ثمرة جديدة أطيب من سابقاتها. عندما أسمع عن رواية قيد الإصدار للأستاذة ليلى العثمان أحرص على حجز نسختي منها قبل النفاد، لأن ليلى “علامة ثقافية مضمونة” تكفل لي بقلمها دخولاً مؤكداً إلى عالم جديد من الدهشة والإبهار، جملة وحكاية، وأسلوباً ونهاية، وعندما أشعر بركود فكري وتجلط في حواس النقد أسارع إلى مراجعة ما تكتبه القاصة والناقدة باسمة العنزي كي أعرف أين أقف وكيف أنظر.
هناك سلسلة من الأسماء “المعروفة” والجديدة التي فرضت نفسها فوق صهوة “الخيل الإلكتروني”، وهناك العديد من الفضاءات غير الرسمية كملتقى الأديب طالب الرفاعي وملتقى الثلاثاء وملتقى ضفاف، تلك التي خلقت كي تحلق فيها طيور الإبداع بعيداً عن قيود الحسابات السياسية وارتعاشات الحفاظ على “الكرسي”، جميعها بنظري منارات رفعة وعوامل بناء في وطن يندفع نحو هاوية التطرف والغلو بقيادة جوقة من الموظفين الإداريين قلبوا اتجاهات خريطة التنوير ليسيروا في الاتجاه المعاكس. متابعة قراءة أسمنها قبل أهزلها