محمد الوشيحي

كل عام… لسنا بخير

منذ متى ونحن نتبادل التهنئة المعلبة الكاذبة “كل عام وأنتم بخير”؟ لسنا بخير، ولم نكن بخير، كعرب، طوال ألف سنة وأكثر. فالقوى الكبرى كانت وما زالت تتقاذفنا فيما بينها ككرة السلة، وسلطاتنا العربية تدوس على زرعنا، ولا تستشيرنا، ولا تلتفت إلينا، ولا حتى تشمت عطستنا.

لسنا بخير بعد أن تجرأ الإرهابيون ففجروا أنفسهم بالقرب من مقدساتنا. لسنا بخير لأن خيبتنا ستطول وتطول، كما تشير كل المؤشرات. لسنا بخير لأن أطماع الآخرين بنا لا تبدو لها نهاية، وغفلتنا لا تبدو لها نهاية، وصراعاتنا فيما بيننا لا تبدو لها نهاية.

لسنا بخير لأن شباننا لم يُهيَّؤوا للتحديات، كما هو حال شبان الصهاينة، لسنا بخير ومسؤولونا لا يهمهم رضا المواطن ولا غضبه، فلا هو الذي عيّنهم ولا له سلطة محاسبتهم. لسنا بخير ونحن ننافق مسؤولينا، ونتسابق لتقديسهم وتأليههم وتمجيدهم، طمعاً في أرض أو مزرعة أو فيلا أو غيرها مقابل كرامتنا ونهضتنا. لسنا بخير ما دمنا “مع الواقف” و”ضد الطايح”. لسنا بخير…

لسنا بخير، ولا ندري متى سنكون بخير… وكل عام وأنتم تحرصون على أن تكونوا بخير.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *