منى العياف

أميرنا الغالي.. وذوو القلوب العمياء!!

اليوم.. تهل علينا الذكرى التاسعة لتولي حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم في التاسع والعشرين من يناير الجاري، وهي مناسبة تستحق التنويه والاهتمام، ننظر فيها باجلال لرمز الوطن، متمنين لسموه موفور الصحة والعافية.
عندما نتأمل مسيرته المظفرة نجد ان سموه أخذ على عاتقه الالتزام الدائم بكل مواد الدستور، واحترام أحكام المحكمة الدستورية، ويحسب لسموه أنه مارس كل سلطاته تحت هذه الرقابة، وأنه قاد الكويت في لحظات عصيبة وحاول باجتهاده وبقراراته المباشرة ان ينقل الكويت من منظور دولة نامية الى دولة تكون للكويت فيها كلمة، في مجال تحقيق السلم والأمن الدوليين، فتوجت مسيرته بتسميته قائداً للانسانية، وهكذا فان سموه يصعد بنا الى العلياء.. ولكن؟
٭٭٭
أذكر انني كتبت مقالاً قبل عام تقريباً عنوانه (كرة النار تتدحرج وتنذر بالحريق؟!) وناشدت سموه فيه كمواطنة وكأم تشعر بالحسرة على ضياع مكتسبات الماضي وتعيش الحاضر بمرارة وتخاف على ما هو قادم في المستقبل، اليوم وبكل أسف ازداد الشعور بالاحباط لدى الشعب الكويتي، فمع حلول بدايات هذا العام وجدنا أنفسنا في أصعب حال.. أصبحنا فريسة الهواجس والظنون، وأصبح الغضب يملأ نفوسنا وقلوبنا.. ولم يعد لدينا قدرة على التحمل.. ولا على التفاؤل ولا على الثقة بشيء فكل ما حولنا اليوم.. فاسد!!
سمو الأمير.. دعني أعد مناشدتك كأم وكمواطنة لم يبق لها بعد الله الا عدلك ورجاحة حكمتك.. دعني أقل لسموك نحن لم يعد لنا ملجأ أو ملاذ الا أنت، فنحن نستمد منك ومن سماحتك ومن عدلك كل شجاعة، فالهموم أصبحت كالجبال بسبب فساد أصحاب المصالح، وحكم عديمي الكفاءة ومن ليس لهم ضمير ولا يحترمون قانوناً!
٭٭٭
نحن اليوم مهددون في حرياتنا التي كانت تاجنا وعطرنا المميز بين الآخرين.. كلمتنا الحرة.. رأينا المستقل الذي سلب منا بفضل حكومة هي مع الأسف لم ولن تحقق أحلامك التي طالما وعدوا سموك بتحقيقها.. لقد جعلوا من «حرية الكلمة» سبّة أو تهمة تلصق بكل صاحب رأي أو موقف!!
فماذا نفعل؟ لم نكن نجد غير الكلمة، كانت وحدها القادرة على ان تعبر عن همومنا وأحلامنا.. والآن حتى هذه الكلمة سلبت منا، وبماذا؟ قالوا لنا بالقانون، ونحن نعرف ان هناك من يلوي عنق القانون ويسيء تفسيره وتطبيقه خاصة عندما يطبقه أناس غير جديرين بمواقعهم، لا نشعر بانهم أمناء على البلد أو أنهم يحرصون على سمعتها وصورتها داخلياً وخارجياً!!
فمتى نتخلص من هذا الخطر الداهم وهذا المسار العقيم الذي تسير فيه الحكومة، متى الخلاص من هكذا ادارة لهذا البلد الصغير، فقد نهبت الثروات دون رقيب أو حسيب؟!
٭٭٭
مجتمعنا يتمزق يا صاحب السمو.. البلد تئن.. البلد تتقاذفه الآن ألسنة اللهب وتتدحرج عليه كرات النار.. وأخشى ان القادم أسوأ!!
ناشدتك الله يا صاحب السمو.. بكل ما في قلوبنا من اخلاص، ان تنظر لنا في الساعات المقبلة، فهناك من يسعون بكل قوة ان يعزلونا عنك، ويباعدون بيننا وبينكم، ولكي تتجنب البلد مصيراً نثق انك لا ترضاه لنا.. لا ترضى لنا الضياع والألم.. كل عام وأنت بخير حفظك الله وحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.
٭٭٭
الراشد والأجواء المسمومة..

هكذا أصبحنا نعيش في أجواء التوجس والغضب والخوف! نعم.. هذه هي الأجواء التي جعلونا نعيش فيها اليوم.. عامدين متعمدين.. كل تصرف طبيعي وعادي يؤول ويفسر ويظهر له ألف وجه.. وألف حاقد.. وحاسد.. وضعيف!
أقول هذا بمناسبة ما يتسرب من أخبار على مدى الأسبوعين الماضيين بأن سمو الأمير سيلتقى ابنه علي الراشد رئيس مجلس الأمة السابق؟!
منذ ان تسرب الخبر وهناك حالة ضيق وغضب واستنفار، «وسن سجاجين» ضد «الراشد»، وكأن نفراً بيننا نصبوا أنفسهم يحددون من يلتقي أبو الجميع ومن لا يلتقي!!
٭٭٭
فتحت النار وألقيت السهام من كل حدب وصوب، وانطلقت الشائعات ونسجت القصص حول الراشد حتى ان احدى الصحف سطرت افتتاحية كاملة، حاولت فيها الحط من قدر «الراشد» بسبب ورود اسمه بين من طلبوا التشرف بلقاء سمو الأمير؟
أهكذا هي الأجواء المسمومة التي نعيشها اليوم؟!
هل الآن أصبح هناك مانع من ان يلتقي الأب أبناءه؟ هذا (أب الجميع) فكيف بقلوبكم أصبحت عمياء الى هذا الحد؟ لماذا انتفض هؤلاء بهذه الطريقة؟ ألا يفترض ان لقاء «الراشد» بصاحب السمو هو لقاء الابن مع أبيه؟ ما المشكلة في مثل هذا اللقاء؟ ولماذا هذا الخوف المستعر؟ وما الضرر الذي سيصيبكم لو تم مثل هذا اللقاء؟
٭٭٭
وهل أصبح هؤلاء النفر يعتقدون أنهم يملكون تصاريح الدخول الى قصر صاحب السمو الذي هو أب الجميع؟!
نقول لهولاء جميع الصحف ذات الصبغة الواحدة تشهد لكم بأنكم اصلاحيون وأصحاب انجازات وتؤكد انه لا يمكن لأحد ان يشوه صورتكم، فلماذا اذا الخوف من هكذا مقابلة لو تمت؟!
هل هناك ما تخشونه وتخافون افتضاح أمره؟!
وهل لقاء الأب الوالد مع أبنائه أصبح مقتصراً على أبناء (الغرفة) فقط مثلاً؟! أو على من يقع اختياركم عليه من وجهاء البلد؟! وهل أصبح لقاء صاحب السمو بأبنائه «عرفاً» وتقليداً خاصاً بمجموعة معينة تحدد من قبل رئيس السنن اللاحميدة مثلاً؟!
وهل تعتقدون ان الأخ «بوفيصل» لأنه مضى في مسار مغاير واستقال كأنه أصبح بعيداً عن النظام وعن أبوية أمير البلاد وولي عهده؟
هيهات أيها السادة.. لا نظن ما تظنون أبداً، فقد كان يلتقي بسمو الأمير بروتوكولياً كل أحد، عندما كان رئيساً، فما الشيء غير الاستثنائي اليوم الذي يجعلكم تعتبرون لقاء «الراشد» مناسبة لاهالة التراب عليه وتسنون عليه «سجاجينكم» بهذه الطريقة؟! ما الذي تخافون منه بالضبط؟!
٭٭٭
كلمة أخيرة..
ما زلت أنتظر اجابة عن سؤالي الذي طرحته في مقال سابق، سؤال يتحدث عن نفسه من عنوانه.. سؤال كبير عنوانه حرمة المال العام.. وهذا دوماً مطلب كل أهل الكويت، فالمال مالهم ومال أولادهم ولا يجوز العبث به أو اهداره لتحقيق أجندة خاصة، لاحد أياً كان!!
تساءلت في السابق عن السبب وراء طلب رئيس مجلس السنن اللاحميدة اعتماداً تكميلياً بمبلغ (20 مليون دينار) للصرف على قناة «المجلس»!! وكان مثار الغرابة هنا هو ضخامة طلب الاعتماد، وفوق هذا وذاك فان الميزانية ستنتهي يوم 2015/3/31، أي بعد شهرين فقط، فكيف ذلك وعلى أي أساس؟!
ومما يؤسف له ان هذا الطلب تمت الموافقة عليه، مع انه مبلغ يكفي لانشاء (6) قنوات على أقل تقدير، بتكلفة سنوية شاملة؟!
هذا السؤال المحير لايزال قائماً ومطروحاً بشدة.. ولم يجب عنه أحد بوضوح وشفافية مع ان هذا مال عام يستباح؟!
نريد ان نعرف في ماذا سيتم صرف المبلغ؟ انها (20) مليون دينار!!
ومنا الى هيئة مكافحة الفساد المعنية بذلك، أم انه لا يجوز الاقتراب من رئيس المجلس لأنه صار فوق الجميع؟!
.. والعبرة لمن يتعظ!!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *