حسن الهداد

الكويت.. أهمّ من الجميع

لا شك أن الأحداث السياسية الأخيرة في البلاد بحاجة إلى عقلاء من أهل الكويت لمعالجتها بحكمة، تقي البلد من شرور الانقسامات الخطيرة التي تحمل عنوان التحدي من عدة اطراف.
في ظل هذه الشرباكة التي بحاجة إلى تحليل واقعي، على الفور تذكرت تنبؤات المتنبئ الفرنسي «نوستر اداموس» الذي كانت له تنبؤات دقيقة حدثت لاسيما بشأن احداث أوروبا قديما، واليوم في الكويت كثرت التنبؤات وخرج لنا مئات من «اداموس» ليغرقوا البلاد بالتحاليل السياسية عما سيحدث قريبا، والتي أكدوا بأنها تتمثل في قرارات مصيرية بشأن حماية المال العام، ومعاقبة كل من تطاول على المال العام.

المهم أن الكلام كثير والتنبؤات في هذا الشأن أكثر، سواء صدقت تلك التنبؤات أم فشلت، الأمر لا يهمني ويبقى بالنسبة لي مجرد وكالة «يقولون» وما يهمني هو الحل الجذري الذي يخرجنا من أزمتنا التي باتت تلد أزمات أكبر وأخطر، بسبب تراكمات وتخبطات وفوضى، الكل كان شريكا بها، والحكومة اليوم تتحمل الجزء الأكبر من هذه المسؤولية.

كلنا نعلم بأن اعداء الاستقرار لا يعدون مؤامراتهم إلا في حالة انقسام البيت الكويتي حتى تسهل مهمتهم وتسير خطتهم من دون ادنى عراقيل، فضلا عن البعض ممن يستغل تلك الظروف لتضخيم ثروته بوسائل غير مشروعة، وهذا أيضا يعد خطرا على المال العام.

خطورة المرحلة.. فعلا تتطلب من وجهاء الكويت وعقلائها التحرك السريع لإطلاق مبادرة تكمن في المصالحة الوطنية بشرط أن يتخللها حوار المصارحة والمكاشفة بعيدا عن أضواء وفلاشات الاعلام لتفويت الفرصة على كل فوضوي ومتمصلح قبل فوات الأوان.. نعم أكررها قبل فوات الأوان.

الخلاف السياسي.. للاسف عقيم ولم يعد صالحا للتفرج والتشفي، وهو بحاجة إلى عين واقعية في هذه المرحلة تفرض علينا التحرك من خلال تضافر الجهود الوطنية نحو الدفع باتجاه المصالحة الوطنية قبل أن تشتد النار علينا جميعا بسبب تفرجنا غير المبرر.

هنا.. لابد أن نخاطب العقلاء مرة ونكرر هذا الخطاب عدة مرات حتى نحقق تدخلهم الضروري من أجل الكويت، والسعي نحو المصالحة الوطنية التي باتت أمرا ضروريا ملحا في هذه المرحلة لطي صفحة الخلاف والتناحر والغضب السياسي المبني على التحديات البعيدة عن مبادئ واصول الاصلاح.

فصاحب السمو الأمير «حفظه الله ورعاه» صاحب قلب كبير يحمل هموم الجميع، ويرى كل أهل الكويت بنظرة الأب الحنون على أبنائه، فمن هنا يجب أن يبدأ العقلاء لمساندة سموه تجاه وأد الفتنة التي مازلنا نغوص في أعماقها، وقد نغرق بوحلها جميعا مادمنا بمدرج المتفرجين ننتظر مشهد النهاية الذي البعض يجهل مخاطره.

أخيرا أقول.. لا نريد تنبؤات ولا تحاليل ولا فزعات بقدر ما نريد تحركا جادا نحو دفع سفينة الكويت إلى بر الأمان.. لماذا أقول هذا الكلام؟ لأنني أشعر بحجم الأزمة ومخاطرها.. لطالما اللاعبون في ساحتها يحملون سيوف التحدي والمصالح وليس سيوف الدفاع عن الكويت.. للأسف.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

حسن الهداد

كاتب صحفي حاصل على درجة الماجستير بالاعلام والعلاقات العامة
twitter: @kuw_sky

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *