محمد الوشيحي

أسرار وكواليس الاتفاق النووي

كي يطمئن بعض الخليجيين الغاضبين على أميركا ودول الاتحاد الأوروبي بسبب تقاربها الأخير مع إيران، والتقاء مصالحها معها، بعد الاتفاق النووي، الذي اتضح فيه أن أميركا تسعى خلف أهدافها الخاصة، ولا يعنيها مصالح حلفائها العرب، كما توهم بعض الخليجيين المتشائمين… أجد نفسي مضطراً إلى كشف ما دار في كواليس الاتفاق، بعيداً عن أعين الراصدين، وقريباً من أعين مصادري الخاصة، المنتشرة في تلك الأروقة.
والمصادر الخاصة نعمة، وموهبة في الوقت نفسه، وسبق لأحد الزملاء، من الكتّاب الكويتيين، أن أطلق أقماره الصناعية التجسسية، فوق إسرائيل، ليرصد اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة، ويكشف لنا، بالتفصيل الذي لم يخلُ حتى من طريقة جلوس الوزراء الإسرائيليين في الدور الرابع تحت الأرض، أو السابع تحت الأرض، لا أتذكر… كل ما دار في الاجتماع، بما في ذلك القهقهات، خصوصاً عندما فك إيهود باراك ربطة عنقه وهو يتململ على كرسيه.
وهنا، وللمرة الثانية، أتطوع، ككاتب كويتي، بنقل بعض ما دار خلف الكواليس في المفاوضات النووية، نقلاً عن مصادري التي كانت جالسة خلف كواليس المفاوضات… ففي أحد الاجتماعات، دخل المفاوض الأميركي وهو يحمل خريطة الخليج العربي، وأشار إلى القسم الغربي منها، وهو يرفع سبابته في وجه المفاوض الإيراني: “اسمع أيها الإيراني، هذه الدول وشعوبها أعز علينا من أنفسنا، ولن نقبل تهديد أمنها، ولا يهمنا في هذه الحياة الدنيا إلا سعادة أهلها، ويميناً بالله، إن شاهدت صاروخاً في أرضك، موجهاً إلى هذه الدول، لأجعلنك تتمنى أن لم تلدك أمك”، فأطلق المفاوض الإيراني زفرتين، ووضع يديه على رأسه، وأسند جبهته إلى الطاولة، وتمتم لمساعده: “أعطني ربطة عنق بسرعة”، فاستعار مساعده ربطة عنق من أحد موظفي الاستقبال، فارتداها المفاوض الإيراني، ثم قام بتوسيعها من على رقبته وهو يتنهد، ثم غمغم بغضب: “لا أدري ما سر عشق الأميركان للعرب ودفاعهم عن مصالحهم، لا أفهم ذلك، لا أفهمه”، ثم بدأ بالبكاء.
في تلك اللحظة، وقعت عينا أحد المفاوضين الأوروبيين على عيني أحد أعضاء الوفد الإيراني، فتبادلا نظرات التحدي، فلاعبَ الأوروبي حاجبيه، فهزهز الإيراني كتفيه، ونهض ليمسك بذراع المفاوض الأوروبي، ظناً منه أنه سيرقص معه الدبكة الإيرانية، ويلطف الأجواء، فأفلت الأوروبي يده من الإيراني بقوة، وضرب على الطاولة قبل أن ينهض واقفاً، ويتحدث بصوت خفيض بطيء مليء بالتهديد والوعيد: “اسمع أيها الإيراني، أنت لا تعرف قدر الخليجيين عندنا، وأخشى أن تلعب بالنار فـ(تحرق صابيعك) كما قال راغب علامة، فخذ مني هذه النصيحة، وقل لخلاياك النائمة في الخليج: (الذيب في القليب)، كما يقول الخليجيون، كي لا تجرب غضبنا”.
فاستأذن المفاوض الإيراني المجتمعين، وذهب إلى كالوس يختبئ خلفه أحد مصادري، وأرسل رسالة نصية إلى قيادته في طهران: “امسكوا الأرض، واكسبوا ود الخليجيين العرب، فما أراه أمامي هنا لا يطمئن”، فجاءه الرد من طهران: “حيل الله أقوى”.
وتم التوقيع على الوثيقة من قبل جميع الأطراف.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *