عبداللطيف الدعيج

ليس عندنا مرشحون!

ما الفرق بين المرشح والناخب؟! الاثنان عاقلان راشدان، مع احتمال ان يكون الناخب اقل من ثلاثين سنة، مع ضرورة ان يكون المرشح في سن الثلاثين حسب قانون الانتخاب. الاثنان كويتيان بالتأسيس او بالولادة بعد تصحيح قانون الجنسية. الاثنان مسجلان في احد الجداول الانتخابية مع شرط خلو من السوابق بالنسبة إلى المرشح. الزبدة ليس هناك فرق حقيقي بين المرشح والناخب اللهم الا ان فاتتني اشياء. في إمكان كل مرشح ان يكون ناخباً، وفي امكان كل كويتي ان يكون مرشحاً. لكن مع هذا.. الاول يحمل صفة مرشح والثاني صفة ناخب.
الفرق بينهما كما هو مفترض ان المرشح، فرد كويتي لديه تصور واضح ومحدد للوضع العام وبرامج وخطط للتعامل مع هذا الوضع، او على الاقل هو يعتقد ذلك. لهذا رشح نفسه من اجل وضع هذا التصور موضع التنفيذ. بينما الناخب يتطلع الى من يعتقد انه اكفأ منه او افضل في سبر واقعه وتحديد الافضل له، كي يفوضه بالانابة عنه لاختيار المسارات الافضل لممارسة شؤونه وظروف معيشته اليومية.. فهل لدى مرشحي هذه الايام هذا التصور الواضح والمحدد للواقع ولكيفية التعامل معه؟!
اسألوهم قبل ان تنتخبوهم.. فالاجابة هنا، اجابة المرشح، هي التي تحدد الفرق الذي ذكرناه بين المرشح والناخب. اذا كان من يُسأل لديه وعي بما يحيط بالناس وفهم لظروف معيشتهم وطرق واساليب لمواجهة ما يتعايشون معه من تحديات فهو «مرشح» على العين والراس. اما اذا كان كل ما عنده ليس إلا «سوف» اعمل كذا وأتقدم بكذا، دون تحديد دقيق لكيفية تحقيق ما «سوف يفعله». اي انه لا يعرف كوعه من بوعه.. فهو بكل تأكيد اقل مواصفات من ان يصبح قيادياً يشرِّعُ للناس ويفصِّلُ لهم. والافضل بقاؤه ناخبا يصوت لمن يعتقد انه كفؤ بحق لتولي ما يدعي تحقيقه.
لو سألتموني لأجبت بانه ليس لدينا مرشحون على الاطلاق. ولو فضلتم انتم التدقق جيدا في مرشحي هذه الايام – بل، كما قلنا من قبل، مرشحي كل الانتخابات – فانكم لن تجدوا احدا من المدعين يستحق وصف او لقب مرشح. ليس لدى اي من مرشحينا تصور حقيقي لواقعنا وفهم لمعضلاته. ومن ليس لديه هذا التصور والفهم فانه لا يملك حلولاً ولا علاجاً لأزماتنا ومشكلاتنا المزمنة. ومن لا يملك هذا.. فهو لا يملك أيضا صفات المرشح.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *