غادة الرفاتي

وما زلنا نعيش الامل

مرت سنة وطويت صفحاتها بمآسيها واحزانها، لقد كانت سنة مليئة بالاحداث الدامية والدموية في كثير من مناطق الشرق الاوسط، من تفجير مساجد في الكويت وفي بلاد الحرمين، ومن غرق المهاجرين السورين الغير شرعيين قبالة سواحل اوروبية بحثا عن حياة آمنة هروبا من الحرب والقتل، الى الحرب الاهلية في اليمن التعيس بعد أن كنا نسميه باليمن السعيد، ولن ننسى كذلك جرحنا الدامي من سنين في فلسطين وغزة قلب العروبة ومهد الديانات الذي ما زال ينبض رغم الالم والظلم والاحتلال والاعتداءات الصهيونية باحثا عن حريته وعن حمامة السلام.
سنة مليئة بأحداث العنف والقسوة والقتل وقطع الرقاب ومع هذا كله لم نفقد الامل بمستقبل افضل وعام جديد مقبل خالى من الحروب والنزاعات وما زلنا بانتظار بشارات الخير التي نتشوق لسماعها مع اشراقة شمس كل يوم جديد لتضع حد ونهاية لكل صرخة الم ودمعة من طفل برئ ُيتّم او أصبح مشرّد بلا مأوى او بكاء وحسرة أم مات فلذة كبدها.
شعوبنا العربية مثل بقية شعوب العالم تحب الفرح وتطرب على الاغاني الجميلة وتختلق الفرص والمناسبات السعيدة لتزرع الفرح في قلوبها وقلوب الناس من حولها وتزيّن منازلها بزينة العيد، فما زال في القلب متسع للفرح رغم الحزن والالم والقتل والتشرد .
والحمدلله إننا قبل أن نودع الشهر الاخير من عام 2015 شاهدنا الكثير من المناسبات والاحتفالات السعيدة مثل
العيد الوطني الاماراتي في الثاني من ديسمير والعيد الوطني البحريني في 16 من ديسمبر والعيد الوطني القطري في 18 من ديسمبر
وافتتاح ستاد جابر بالكويت في 18 ديمسبر ولعل حريق فندق دبي ليلة رأس السنة أوصلت رسالة زادتنا امل باستقبال العام الجديد ببهجة وسعادة مع قدرة رجال أمن دبي ورجال الاطفاء اخماد هذا الحريق الضخم في ساعات قليلة جداً دون اصابات بالغة تذكر لتبث هذه الرسالة أن الاوضاع السياسية المشتعلة والاقتصاد المتأرجح على حافة الهاوية في أوطاننا سوف تنطفيء نيرانه بسواعد المخلصين والمحبين للسلام في أوطاننا.
وكأن هذه المناسبات الوطنية السعيدة تريد أن توصل لنا رسالة بأن الشمس سوف تشرق من جديد وان هذه الافراح ما هي الا فاتحة خير لبداية عام جديد سماءه الامان وأرضه الاستقرار فلندعو الله جميعا بقلب مخلص محب للسلام لوقف نزيف الدم والعنف لنمليء سماء أوطاننا تغاريد عصافير مع سحابات الخير والمطر ولنزرع أرضه وردا ورياحين ومحبة وأُلفة، فما زال هناك أمل لتعود بلادنا جميلة آمنة ويعم الخير في كل بيت اللهم أمين.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

غادة الرفاتي

إعلامية وكاتبة بصحيفة المستقبل الامريكية – شيكاغو

One thought on “وما زلنا نعيش الامل”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *