غادة الرفاتي

لا للحرب …. نعم للسلام

استقيظت مبكرا على صوت تغريد عصفور الكاريدنال الاحمر كلون الورد الجوري واقفا على غصن شجرة توت برية امام نافذه غرفة نومي مبشرا بيوم جديد  كله أمل ونشاط.
وكعادتي في كل صباح أعددت فنجان قهوتي الامريكية وحملت معي قطعة خبز لاطعمها لسرب من البط يعيش في بحيرة صغيرة بالقرب من بيتي ،ياله من يوم جميل مشرق باشعة شمسه الذهبية الدافئة التي أضافت بسمة ساحرةعلى مياه البحيرة وأضافت الفرح الى قلبي فجعلتني أراقص اوارق الشجر وهي تتمايل مع نسيم ا لصباح ثم توجهت الى سيارتي واثناء القيادة أدرت المذياع لسماع أخبار بلادنا العربية، وفجأة انقلب يومي المشرق بسمائه الصافية وشمسه الدافئة وتغريدات العصافير ليتحول الى يوم سمائه دخان ورماد وطلقات رصاص وصراخ اطفال تسمعها مع صوت مذيع الاخبار وهو ينقل اخبار فلسطين والعراق ،سوريا واليمن لتنتهي بآخر التطورات المؤلمة تفجيرٌمسجد ٍفي يوم الجمعة على يد شاب مسلم غُسِل فكره بفتاوى شيخ باطلة يُخوّن كل طائفة فيُحرّض أحد أتباعه الاغبياء ليكون شهيدا في الجنة ويظفر بسبعين من حور العين فيقتل أخوانه من نفس الملة وفي صلاتهم يتوجهون الى نفس القبلة.
وبدأت أسأل نفسي لماذا يا ربي شعوبنا العربية  منذ الولادة وحتى الممات  في قتال وعدم استقرار هل كتب علينا الحروب والفتن لنعيش بين القبور في متاهات الزمن ومشاعر الخوف والقلق والالم، هل كتب علينا ان نعيش طيلة عمرنا بين حروب طاحنة وانقلابات خائبة وثورات كاذبة خائنة لتسيل دماء الابرياء في الطرقات من ضحايا مدنيين لا حول لهم ولا قوة  الا يستحق أطفالنا فلذات أكبادنا العيش بسلام كبقية أطفال العالم ، الا يستحقوا أن نزرع لهم السنابل بدلا من القنابل وان نبني لهم مستقبل زاهر بدلا من مستقبل قاتل، الا يستحقوا أن نقف في وجه طوفان الملل والمذاهب لنكون سدا منيعا كسد ذو القرنين في وجه كل من يدعو للارهاب لنحميهم ونحمي أوطاننا من كل فكر مسموم هدام يزرعه المتطرفون الارهابيون خلافا لكل مباديء الاديان .  لقد آن الاوان لوقف  فصول القتل والدمار ونقول معا لا للحرب والارهاب ونعم للحب والسلام في كل مكان .

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

غادة الرفاتي

إعلامية وكاتبة بصحيفة المستقبل الامريكية – شيكاغو

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *