مبارك الدويلة

إقصاء الحزبي

انتشرت في الخليج في السنوات الاخيرة ظاهرة «لا.. لا.. هذا من الاخوان استبعدوه!»، فصار الشخص يتقدم للوظيفة ويستبعد منها، لانه يحمل فكر الاخوان، وصار الموظف يتقدم للبعثة ويُحرم منها، لانه محسوب على الاخوان، ويتم منع الترقية عن آخر لوجود علاقة له بالاخوان، وهكذا انتشرت ظاهرة الاقصاء، فقط لان الشخص من الاخوان! والسؤال: من قال ان هذا من الاخوان؟! هل لديكم تقارير من الجهاز الامني يحدد طاقية المواطنين؟ أم ان فلاناً يحافظ على الصلاة في المسجد اذاً هو من الاخوان؟ وعلان لا يتلفظ بالالفاظ البذيئة ويتحلى بقدر من الخلق فحسبتموه من هذه الجماعة؟ أم يا ترى أخوه من رموز الاخوان فتم استبعاده؟ ثم ما الضرر من تعيين شخص من هذه الجماعة في المنصب الذي يستحقه وبكفاءته؟! هل لانه حزبي؟ نصف الكويتيين مصنفون سياسياً! فلماذا لا يتم اقصاء كل هؤلاء؟ هل لان «الاخونجي»، كما يسمونهم، يقرّب جماعته ويقصي الآخرين؟ هذا موجود عند المناطقيين والفئويين أكثر وبشكل أوضح، وليس عند الاخوان؟! هل لأنه منتمٍ الى جماعة ارهابية؟ كلنا عيال قريّة ويعرف بعضنا بعضاً، فلم يؤثر عن المنتمين الى هذه الجماعة والمحسوبين عليها إلا كل خير، بل هم من المميزين بالوسطية والاعتدال، لدرجة ان اخوانهم السلفيين يعتبون عليهم احيانا بالتساهل في بعض الامور! هل المحسوبون على هذا التيار في الخليج ولاؤهم للمرشد العام في مصر، كما يدعي زبيل الفجل وفنان المعابيج؟ لم يحدث ان اتخذ اهل الخليج موقفاً يضر بمصالح بلدانهم، أو يثبت انتماءهم للخارج! كثيرة هي الاتهامات، واكثر منها الافتراءات على هذه الجماعة، حتى أصبحنا نبحث عن اخونجي بعد كل حادثة لنعلق عليه الجرس!
كتبت هذا الموضوع بعد ان قرأت ما كتبه أخي وزميلي بدر البحر في زاويته قبل يومين، ومطالبته باستبعاد مرشحي الاخوان والسلف من منصب عمادة كلية الشريعة! وتساؤلي للزميل: أليس المرشحون كويتيين؟ أليسوا كفاءات علمية على ضوئها تم ترشيحهم؟ هل لديهم تاريخ من اقصاء الآخرين أو تحزيب الكلية؟ هل تأكدت من انتماء كل واحد والتزامه الحزبي؟ اذاً حتى كلية الشريعة تريدون استبعادهم منها، ماذا تركتم لهم؟ ها هو العقيلي انحرم من وكالة التخطيط بسبب توجهه الفكري، وها هو القشعان تم ارجاعه من الملحقية بسبب مظنة انتمائه لهم، وها هو سليمان الحربش تتم المطالبة بانهاء انتدابه ملحقاً صحياً بسبب قربه من جمعان الحربش! وها هي عشرات الكفاءات تُحرم من حقوقها الوظيفية بسبب توجهاتها السياسية! أيُعقل هذا في بلد مثل الكويت كانت تتفاخر بين شقيقاتها في الخليج بدستورها وهامش الحرية فيها؟!
حسافة عليك يا كويت..!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *