سامي النصف

تفجير الطائرة وتفجير مصر وهدمها!

منذ بدء الرحلات الجوية في العالم حدث العديد من حوادث تفجير الطائرات دون ان يقاطع احد المطارات التي أقلعت منها الطائرة المنكوبة كما حدث مع مطار شرم الشيخ، ومما يصعب فهمه حقيقة ان كانت الدول الأوروبية وروسيا تعتقد في وجود اختراق أمني في مطار شرم الشيخ ـ لم يكتشف حتى الآن ـ فلماذا أرسلت طائراتها لنفس المطار لإرجاع السائحين؟ وكيف ضمنت عدم زرع قنبلة أخرى؟ ولماذا لم ترسلهم بالباصات للإقلاع من مطار القاهرة؟!

***

لو كنت وزير الطيران المصري لما اكتفيت بإنكار نظرية التفجير الذي لم يغير من الضرر الماحق اللاحق شيئا، بل لأبلغت مسؤولي الدول المعنية بالسائحين انني، وفي انتظار تقرير المحققين بالحادث، سأتجاوب مع مخاوفكم ونظرية الانفجار بما ينفع الطرفين ويحل الإشكال عبر استبدال لكامل الطاقم الأمني والإداري والفني ومزودي الطائرات بالوقود والأغذية وحتى عمال العفش في مطار شرم الشيخ بأطقم جديدة من القاهرة، كما سأتكفل بنفقات من تبعثونهم من مختصين أمنيين وسأنفذ توصياتهم فيما يخص أمن المطار والسياج المحيط، وحتى المنطقة السكنية القريبة بما يمنع محاولة إسقاط الطائرات وهي على ارتفاع منخفض إبان الإقلاع والهبوط مستقبلا.

***

ومن ناحية «نظرية بحتة» يمكن للمتفجرات ألا تكون قد دست من مطار شرم الشيخ بل يمكن لها ان تدس من قبل إرهابيين محترفين في مركز صيانة الطائرة خارج مصر عندما لا تكون هناك قيود على الدخول والخروج منها ومعروف سلفا جدول ومواعيد رحلات الطائرة القادمة، حيث يمكن زرع متفجرات وبرنامج توقيت وضغط متطور يجعلها تنفجر كما حدث بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ بدقائق محددة ولدى الفنيين المختصين عشرات الأماكن بالطائرة التي لا يصل اليها أحد، ويمكن زرع المتفجرات بسهولة بها.

***

وبقصد أو بدونه واضح ان فيما يحدث هدما وتدميرا للاقتصاد المصري، الذي قد تتلوه اضطرابات سياسية وأمنية يقصد منها تحويل أرض الكنانة الى عراق او سورية او ليبيا اخرى، خاصة ان في مصر مشاكل مناطقية ودينية وقبلية وسياسية حادة حالها حال دولنا العربية الأخرى التي صحونا ذات صباح على أوضاعها المتفجرة.

***

اخر محطة:

(1) مما يزيد أوضاع مصر الاقتصادية سوءا ودون مبرر القبض التعسفي على الإعلامي صاحب جريدة المصري اليوم، والوطني الكبير رجل الأعمال الشهير صلاح دياب الذي اشترى أرض مشروعه «نيو جيزة» بالمزاد العلني من الحكومة المصرية عام 2007 ولن يأخذها معه عبر المطار كما لم يُستدعَ للنيابة ويرفض الحضور حتى يداهم منزله فجرا، ولا شك ان إجراء كهذا سيرعب رجال الأعمال المصريين والخليجيين والعرب والأجانب، خاصة ان الاستثمارات لا تقام في الهواء بل تقام على أراض تخصص او تشترى من الدولة، ومن يقول ان ما يشترى اليوم لن يكون.. تهمة غدا؟!

(2) والمحزن هو القبض على ابنه الشاب رجل الأعمال توفيق صلاح دياب بحجة انه زود حراس منازلهم بقطعة سلاح واحدة غير مرخصة، وهل يلوم احد الشاب الخلوق توفيق على ما قام به بعد الانفلات الأمني الذي أصاب مصر؟ وما ذنب الآلاف من العاملين في شركاتهم؟!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *