إبراهيم المليفي

«أيقاظاً علينا»

«احتجز شخصان من غير محددي الجنسية داخل مخفر الرقة، ووجهت لكل منهما قضية تبادل اعتداء بالضرب داخل قصر العدل… وكانت مشاجرة وقعت بين الشخصين البدون في محكمة الأحمدي وقد ادعى أحدهما أن الآخر أتلف وثائق رسمية استخرجها بشق الأنفس».
(الأنباء 27 مارس 2008م)

«وفي ‬التفاصيل، ‬أن رجال الأمن في ‬قصر العدل تدخلوا لفض المشاجرة الدامية التي ‬وقعت بين أسرتين كويتية وعراقية… ‬وأثناء انتظار دورهم للدخول على القاضي ‬تبادلت النساء النظرات، ومن ثم تطور الأمر إلى مشادات كلامية، ‬وسرعان ما ‬تحولت الى مشاجرة علت فيها الصيحات والصراخ والتماسك بالأيدي، ‬وأبلغ ‬المراجعون ‬غرفة الأمن وحضر عدد من رجال الأمن الموجودين في ‬القصر، وقاموا بفك المشاجرة، ‬وأحالوا العائلتين إلى مخفر الصالحية، ‬وسجلت بحقهم قضية تبادل بالضرب».‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
(الشاهد 12 نوفمبر 2009م)

«شهد قصر العدل مشاجرة بين مواطن وطليقته، وذلك بسبب الخلاف على حضانة الأولاد… وقد تدخل رجال الأمن وحالوا بينهما… وفضوا الشجار».
(الراي 14 يونيو 2011م)

شهدت مواقف قصر العدل صباح أمس مشاجرة دامية بين محاميين شهيرين، وأسفرت عن إصابة الثاني بجرح قطعي في الحاجب الأيسر وفي الرأس، إضافة إلى سحجات متفرقة بالجسد… وتمكن رجال الأمن من فض المشاجرة والسيطرة على الموقف، ولم تسجل قضية بالواقعة بعد تدخل الوسطاء للحيلولة دون تفاقم الحدث».
(الأنباء 19 أبريل 2012م)

«غرفة العمليات تلقت بلاغا عن شجار حامي الوطيس بين شخصين يحملان الجنسية المصرية من جراء التنافس على موقف سيارة أمام قصر العدل، فهرع إلى المكان رجلا دورية واقتاداهما للتحقيق في مخفر شرق… فسجل الأمنيون بحقهما قضية تبادل اعتداء وتشاجر».
(الراي 5 مارس 2013م)

«نشب عراك بين دول داخل دولة على أروقة محراب العدل والمساواة انتهى بذهاب كل طرف لحاله»
(يوتيوب الثلاثاء 21 سبتمبر 2015م)

***

العنصر المشترك بين الأخبار المنشورة أعلاه ما عدا الخبر الأخير، هو رجال الأمن وممارسة الدولة لوظيفتها الأزلية في حفظ الأمن والنظام، وإشعار كل إنسان يعيش على هذه الأرض بأن الناس سواسية في الحقوق والواجبات، أقول كل إنسان وهي صفة يشترك فيها البدون والكويتي والمصري والعراقي حتى آخر الجدول.
لقد فرض علينا في كل صراع وأزمة أن ننحاز لطرف ضد طرف، ليس على قاعدة «رأس يناصر رأس» ولكن «قزم يدبج لرأس»، وهناك من اختاروا دون أن يفرض عليهم لعب ذلك الدور المهين الحاط بالكرامة الإنسانية طمعا في شيء أو أشياء قد لا يكون بحاجة لها أو هو قادر على تحقيقها لو اجتهد وصبر، ولكن ما العمل مع من يرون في «التلزق» بتاجر «برستيج» أو لعق حذاء شيخ «عملا وطنيا»؟
في أحداث قصر العدل يوم الثلاثاء 21 سبتمبر 2015م نقول وضميرنا مرتاح، لسنا معنيين سوى بيقظة القانون الذي طبق على البدون والأسرتين الكويتية والعراقية والمواطن وطليقته والمحاميين المصريين في الساعة نفسها، داخل قصر العدل وخارجه، وغير ذلك لا يوجد، فلكل رأس من الرؤوس التي تطاحنت وزن ودرع وسيف ومنسف ولسان ومال وعزوة تغنيه عن صوتي الذي لن يصل إلى أبعد من صوته ويدي التي لن تضرب أقوى من يده.
في الختام، ليس لنا بعد عدالة السماء غير عدالة الأرض، فإذا ما شعرنا أن كفة الميزان اختلت وجمدت على حالها، عاد البشر لسيرتهم الأولى المتوحشة، القوي يأكل الضعيف والثعلب يمتهن الخداع طمعا في العيش، فهل ذلك هو المستقبل الذي يريده البعض لنا؟ ما نراه شيء مخيف والله الحافظ وعيدكم مبارك.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

إبراهيم المليفي

كاتب ومحرر في مجلة العربي الثقافية منذ 1999 وصاحب زاوية الأغلبية الصامتة بجريدة الجريدة منذ 2010

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *