إبراهيم المليفي

لمَ الاستقالة؟

لِمَ الاستقالة وما السبب؟ لمَ الاستقالة والبعد عن كرسي المعالي؟ ماذا؟ لا أسمعك جيداً، هل قلت كلمة حياء؟ أضحكتني، وهل في وجه مَن يحاسبني اليوم ذرة حياء؟! عندما أتى وقت الحساب اصطف أهل الحياء و”السنع” أهل المبادئ ومحاربو البدع في خندقي يدافعون ويلمعون نيابة عني ماسورة بندقيتي.
هل من حريص أو مدافع عن دفتر الحرية صمد أمام دفتر دراهمي؟ أو هل من زاهد أو عابد يريد اليوم رأسي لم يلهج داعياً باسمي بعد انقضاء حاجته؟ لمَ الاستقالة ولأجل من؟ فلكل خسارة تعويض، ولكل قلم أنبوبة حبر تُملأ عسلاً، ولكل حنجرة صادحة مرهم يلين حبالها.

لمَ الاستقالة وأشهر ثوار الستينيات تحولوا إلى دروع بشرية؟! يصدون عني، يطلون أخطائي بماء وجوههم، يصبغون خيباتي بشرائح جلودهم، لمَ الاستقالة؟ وكبار القوم يمسحون “بشواربهم ” غبار حذائي، يهشمون بعصاهم أصوات نقاد أفعالي.
لقد مهدنا وأنتم أكملتم الفراغ، وكلٌّ أخذ نصيبه وزيادة، فهل بعد كل هذا يأتينا من تنازل عن درعه وسيفه ليحاسبنا؟ يا لكم من أشقياء، اقبلوا ما نعطيكم واشكروا وأكثروا من الثناء، فليس بعد تسليم الرقاب غير ضرب الرقاب.

في الختام، لماذا الاستقالة؟
وجوابي: بالفعل لمِ الاستقالة طالما الدنيا “سهود ومهود”؟!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

إبراهيم المليفي

كاتب ومحرر في مجلة العربي الثقافية منذ 1999 وصاحب زاوية الأغلبية الصامتة بجريدة الجريدة منذ 2010

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *