سامي النصف

النازية القديمة والداعشية الجديدة

زرت قبل أسابيع قليلة معسكر «سكسن هاوزن» النازي القائم في ضواحي العاصمة برلين ومعسكرات الاعتقال (Concentration camp) وعددها بالآلاف وتختلف عن معسكرات الموت (Extermination camp) التي لا يزيد عددها عن عشرة.

وقد كانت معسكرات الاعتقال تستخدم لأغراض مختلفة مثل الحصول على حاجيات الحرب وخاصة الجبهة الروسية بأرخص الأسعار، حيث الأيدي العاملة المجانية والمواد الخام المنهوبة من الدول التي غزيت.

***

وكانت لمعسكرات الاعتقال النازية فوائد أخرى لهم، حيث كانت حقل تجارب على البشر بدلا من الفئران، ومن ذلك اكتشاف النازيين مبدئيا ان أرخص طريقة للقتل هي بإطلاق رصاصة واحدة على الضحية خلف الرأس بدلا مما كان معتادا من إيقاف الفرد امام فرقة عسكرية للإعدام، وهو تماما ما طبقه «داعش» في معسكر سبايكر العراقي، وقد لحق ذلك القتل الجماعي النازي للسجناء وهو كذل ما يقوم به «داعش» عبر قتل الضحايا بشكل جماعي بالمتفجرات.

***

وكان النازيون كحال الداعشيين يتركون المجال للحاقدين والمرضى النفسيين من أتباعهم لاختراع وسائل للتعذيب والقتل، كما لم يهتم الاثنان بتأثير تلك الجرائم البشعة على الرأي العام العالمي بل لربما اعتقدوا انه امر يثير الرعب فيسهل مهمتهم، الا ان تلك الجرائم الإبادية تسببت بالنهاية في هزيمة النازيين ودخولهم التاريخ من أسوأ وأبشع صوره، ولن يكون مصير الداعشيين بعيدا عن مصير النازيين الذين جعلوهم قدوة لهم.

***

آخر محطة: (1) يتشابه الداعشيون والنازيون في تصديهم لحرب عدة جيوش في آن واحد وتوسعهم السريع على اراضي الغير قبل ان تتوالى عليهم الهزائم وتضطرهم للانسحاب السريع منها.

(2) يختلف النازيون عن الداعشيين، من حيث ان الأولين سرقوا التماثيل واللوحات الفنية وحافظوا عليها، بينما دمر الداعشيون كل التراث الإنساني الذي وصلوا إليه.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *