محمد الوشيحي

تويتر والمصالحة والاختراق

هي حرب إعلامية، ميدانها تويتر، والسلاح الأقوى فيها هو اختراق الحسابات، ثم التغريد بلسان المخترَقة حساباتهم، عن المصالحة والمسامحة والمطارحة وما شابه. وأتشرف بأن حسابي هو أول حساب تم اختراقه لهذا الغرض. ليش أتشرف؟ لأن هذا دليل على أنهم لم يستطيعوا “إقناعي” أو “إقناعنا”، أقصد سعود العصفور وأنا، بأي طريقة من الطرق، لترويج قناعاتهم، فاضطروا إلى الاختراق والتزوير. ومازال الحساب مخترَقاً حتى اللحظة. وسبق أن كتبت عن هذا قبل أيام، عندما تمت استعادة حسابي، قبل أن يتمكن الهاكر من اختراقه مرة أخرى (تمت استعادته مرة أخرى).
أكثر من صديق أبلغني أن “الجماعة” أو “الربع” استعانوا بمجموعة من “الهاكرز الهنود”، للتجسس على المعارضين لسياسات السلطة، واختراق حساباتهم في مواقع التواصل، وتزوير قناعاتهم. وما أكد المعلومة هو ما توصل إليه أحد الأصدقاء المتمكنين تكنولوجياً، عندما وجد الرمز المستخدم مكتوباً باللغة الهندية.
ما علينا… سأطرح هنا بعض الملاحظات: الملاحظة الأولى هي الاستماتة الغريبة في الدعوة إلى المصالحة، مع خلطها ببعض المطالبات التي نطرحها دوماً، لإيهام المتابعين بأن الحساب غير مخترق. والاستماتة في الدعوة إلى المصالحة، لا شك تخفي وراءها شيئاً كبيراً يتم التحضير له. والملاحظة الثانية هي أن “الربع” الذين كلفوا على أنفسهم واستعانوا بالمحترفين الهنود، لم ينتبهوا إلى جزئية مهمة، وهي أن الذي تولى التغريد عبر حسابي فاشل في قواعد النحو إلى درجة البكاء، وإلا فكيف يكتب “بعيداً عن المتكسبون والمندسون”؟ وهو خطأ، بغض النظر عن بقية الأخطاء الإملائية والنحوية، يوجب إحالة أوراق من ارتكبه إلى المفتي، بعد أن تغافل هذا المزور الغبي عن حرف الجر “عن”، ولم يعترف بوجوده، وهو حرف يجر الأسماء الظاهرة والمضمرة، لا الظاهرة فقط، ويجر حاملة طائرات، ويجر الغبي من أذنه اليسرى، ويصرخ في وجهه: “بما أنك صرفت الأموال الطائلة على الهاكرز، لماذا لا تتقن عملك وتراجع كتاباتك لغوياً؟، هل تعتقد أن كل القراء جهلة مثلك، ولن ينتبهوا إلى وجود حرف “عن” لتصبح الجملة “بعيداً عن المتكسبين والمندسين؟».
والملاحظة الثالثة، تكمن في الثغرة التي تم من خلالها الاختراق، حيث، وبحسب كلام سعود العصفور، تم الاختراق عبر “إيميل ياهو”، وياهو هذا، برأيي أنا هذه المرة، مثل جامعة الدول العربية، لا يمكن التعويل عليه.
أما الملاحظة الرابعة، فهي أنهم باختراقهم لحساباتنا في تويتر، دفعونا إلى استخدام برنامج “سناب شات”، وهو برنامج لو تمكنوا من اختراقه، فلن يتمكنوا من تزوير الوجه والصوت، ولن يتمكنوا من استخدام حسابات وهمية لتشويه سمعة الآخرين، وإيهام البسطاء أنهم أكثرية… ولعلها خيرة.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *