عبدالوهاب النصف

تعليمنا «مضروب»

قبل عامين حدثني احد الاصدقاء المقربين عن مشكلة اخاه الذي في الصف الاول الثانوي، حيث مشكلته الاولى في اللغة الانجليزية، حيث لايعلم شيء سوا ال(yes) وال(No)، والثانية انه شهاداته مابعد اختبارات الفتره كانت كالرصيف الملون بين “الابيض والاسود”، فطلب مني الحل فقلت له عليك بدروس الخصوصية المكثفة، والسنه الماضيه تخرج لله الحمد، ولكن الصاعقة التي نزلت على رأسي، هي نسبة التخرج المرتفعه جداً والتي تؤهله ان يدخل التخصص الذي يريده على نفقة الدوله، فسألت صديقي عن السر الذي حول اخاه من راسب الى متفوق وكنت اقول في نفسي “لابد من نقلة فكرية اثرت في اخاه”، وكان جوابه بسيط “نقلناه من المدرسه”، ولم يتغير شيء مع اخاه لم يطور نفسه، لم يأخذ دروس خصوصية، ظلت مشاكله التعليمية في المدرسه القديمه هي ذاتها بالجديده، ولكن الذي تغير انه كان راسب وتحول لمتفوق دون اي مجهود يذكر،سوا انه المسافه الى المدرسة الجديدة ابعد من القديمه.

***

تبنى الامم بالعلم، والحضارات تصنع من العلماء، والاصلاح السياسي الشامل يبدأ بالتعليم وينتهي فيه، جدية اي حكومه تقاس في مدى اهتمامها بالتعليم، فالاسثمار بالبشر، هو اضمن استثمار في وقتنا الحالي، وعوائده المستقبلية كبيرة جداً، والدول “الواعية”، تدرك اهمية هذا النوع من الاستثمار بعيد المدى، الذي يصنع الانسان المنتج.

اعتقد انه التعليم عندنا لا يختلف كثيراً، عن باقي اجهزة الدولة المترهلة، التي ينخر منها الفساد، من كل جنب، والسيطرة عليه تزداد صعوبتها يوماً بعد يوم، ارتفاع النسب في السنوات الاخيرة مؤشر خطير، لاسيما انه مايحدث في بعض المدارس الفجه، التي خّرجت اخ صديقي وغيره الكثيرين بشكل سنوي، ومعهم شهدات التفوق “المضروبة”، فالمتفوقين الذين من المفترض هم وفق مفهوم العداله الاجتماعيه، يجب ان يحضو بأحترام لا كغيرهم من الناس، مع كل اسى من ضمنهم الكثير من حملة الشهادات “مزوره” لحقيقة حاملها، فمجتمع امّي افضل بكثير من مجتمع التعليم فيه بهذه الدرجه من السوء، فالامّي لايدعي المعرفة، بعكس الذي تعلم تعليم سيء، وانخرط في اي مؤسسة او سلك في الدولة، فعلى الدولة ان تعي خطورة سوء التعليم، وتتعامل بحزم مع المدارس، التي تسمح بالعبث بين جدرانها لاسيما الخاصة منها بالاضافة الى المكتبات الكثيره التي تبيع “البراشيم”، كبيع الدفاتر، بشكل علني، ودون خوف او خجل.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *