عبدالوهاب النصف

التعايش هو الحلف الاقوى

دين واحد، رب واحد، كتاب واحد، لغة واحدة، عقيدة واحدة، عدو واحد، متفقون على رسول الله، هل تجد في عصرنا الحديث أو العصور السابقة حليفين تنسجم بينهما القواسم المشتركة بهذا الشكل؟ وهل بين حلف إسرائيل وأميركا الذي يوصف بالأعمق على مستوى العالم قواسم مشتركة متناغمة ومتسقة بهذه الكيفية؟

مليار وستمئة مليون مسلم حول العالم، لو سألت أكبر المتطرفين من الشيعة: هل تريد أن تقتل السنّة أم تشيعهم؟ حتماً جوابه أن يتبعوا المذهب الشيعي، ولو أعدت السؤال على أكبر متطرفي السنّة، فسيكون رده حتماً أن يتبعوا المذهب السني، ومن هنا دعونا نتوقف ونبدأ.

الإسلام عقيدتنا، ومحمد بن عبدالله رسولنا، أتم الرسالة، ونشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، كلنا نتفق أن الإسلام لم ينتشر بالسيف بل بأخلاق محمد صلى الله عليه وسلم: الصادق، الصدوق، الأمين، متمم مكارم الأخلاق، فهي السبب الأول لوصول هذا الدين إلى هذه المكانة، ووصول المسلمين إلى هذا العدد.

إذاً الإسلام نُشِر بأخلاق محمد، ثم من بعد ذلك بأخلاق أتباعه، فمن أراد الخير لدينه ووطنه ومذهبه فإن عليه أن يقنع الآخر بما يحمل، من سماحة أخلاق، وقول لين، ويظهر الرحمة التي في معتقده للآخر، لا في نقاشات عقيمة، ولا بسيف الكراهية الذي يمزق الدين والأوطان.

أخيراً، من يقرأ لي يعلم أنني معارض لنظرية المؤامرة لكنني لا أنكرها، ولي أسبابي التي شرحتها سابقاً، لكن هناك مسؤولية أخلاقية تقع على عاتقي، ورسالة يجب أن تصل إلى الجيل القادم والحالي، ولكل متطرف بجهل، وهي ما قاله بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل، قد يلخص الكثير: “قوتنا ليست في سلاحنا النووي، قوتنا في تفتيت الدول العربية، العراق، سورية، مصر، إلى دويلات متناحرة على أسس دينية، وطائفية، ونجاحنا في هذا الأمر، لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على جهل الطرف الآخر”.

***

عزيزي المتطرف سواء كنت سنياً أم شيعياً، هذا ما لدي، فهل لديك أقوال أخرى؟

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *