عبدالوهاب النصف

فاجعة «القديح».. نهاية البداية

اقبل الارهابي الشاب القشعمي لتفجير نفسه، في مسجد الامام علي بن ابي طالب رحمه الله، مما ادى لاستشهاد ٢٢ سعودي، وإصابة العشرات، وفي السنة الماضية انفجار «الدالوة» وايضاً كان المستهدفين فيه شيعة، وسقط شهداء وجرحى، بالإضافة الى استهداف رجال امن، وكان اخر الشهداء العسكري ماجد الغامدي، ومؤخراً اعلنت وزارة الداخلية السعودية عن قبضها لخلية ارهابية تستهدف رجال الامن والشيعة.

الحقيقة انه، انتشار الفتنة الطائفية، يتناسب طردياً مع انتشار داعش والمليشيات الشيعية، التي تبرر وجودها بالمنطقة لحماية اهل السنة، وتأتيها ردة الفعل من المليشيات الاخرى بدور المتصدي للتطرف السني، وبتالي تبدأ الدولة الفاشلة تتشكل، وتأخذ حيزها، وتسود فيها لغة السلاح، ويصبح صوت العقل الغائب، ومفهوم المواطنه مدحور و طريق الدولة -حتماً- الى الهلاك والبوار، وهذا مايريد نقله الدواعش للملكة، لنقل تجاربهم السابقة في سوريا والعراق.

***

استوقفتني كلمة العاهل السعودي الملك سلمان، التي اكد فيها وعي الدولة، لهذا المخطط، وتحذيره للمتعاطفين من الخطباء او غيرهم من دعاة الشحن الطائفي، حيث مصيرهم من مصير مرتكبي الجرائم، فلا يوجد انسان افتك ممن يسلبك ويقتلك، ويعتقد انه يتقرب الى الله بفعله، ولا يوجد ابشع ممن غرر بالشباب الزاهر ليحولهم الى وحوشاً، تقتلع الورود، باسم نصرة الدين!

فاجعة القديح اتت بأوامر عليا، تهدف لإسقاط اعمدة المملكة، وبدأ المعركة الطائفية، التي من خلالها تسمح لهم الفرصة للانتشار الميداني، معولين على الجهل، ولكن سرعان ماخاب سعيهم في المملكة، ردود الفعل وسرعة وحدة الصف، نزلت كصاعقة على رؤوسهم، وزلزال يهز اراضيهم، الوعي كان السلاح البتار للمتربصين لأمن المملكة، منظر المتبرعين بالدم للجرحى، والحشود المشيعة لجثمان الشهداء، اكد لي أن البداية حكم عليها بالفشل.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *