عبدالرضا قمبر

العقلية الخليجية .. ونجاح الإيرانيين

التمثيل الخليجي في كامب ديفيد متذبذب وغير مرضي للولايات المتحدة وهي رسالة خليجية للأمريكان بعدم الرضا على الإتفاق الأخير مع إيران حول برنامجها النووي ، وإن المليارات التي أعطت للأمريكان في السابق حول التسليح الخليجي لم يكن سوى ترضية وورقة ضغط على الأمريكيين لعدم قبول التسوية والرضوخ للنووي الإيراني .

الدعوة للإتحاد الأوروبي بقيادة فرنسا وحضور الرئيس الفرنسي للرياض لتوقيع الإتفاقية العسكرية بالمليارات الخليجية لشراء أسلحة فرنسية ، هي رسالة واضحة وشديدة اللهجة للولايات المتحدة أن دول الخليج بإستطاعتها تغير مصالحها متى ما شاءت دون الرضوخ للأمريكان والإيرانيين .

هناك مسألة معقدة جدا من ناحية التسليح الخليجي والنووي الإيراني ، وهو أن مهما تسلحت دول الخليج فلن يكون بإستطاعتها مواجهة الدولة النووية ، وهذه المسألة تقلق القادة الخليجيين وقد تأخرنا فيها كثيرا ، وارتضينا بمعاهدة السلام مع الشيطان الأمريكي الذي يعلم جيدا أن لا صديق دائم ولا عدو دائم لديها ، وتجمعهم فقط المصالح على حساب الآخرين .

كان علينا نحن في الخليج أن نتطور في فكرنا ونأخذ من الجارة في الشرق هذا المفاعل عن طريق معرفة ما يفكرون به وبما ينفقون أموالهم عليه ، لا أن نتسلح بأسلحة بالمليارات دون القدرة على مواجهة هذه القنبلة التي لن تستطيع المليارات وكل الأسلحة المتطورة بمواجهتها .

الإسرائليين قبل 50 عاماً لم ينفقوا المليارات على أسلحة غبية لا تجدي نفعا لهم ، بل اختصروا الطريق إلى القنبلة النووية لردع العرب من مواجهتها ، ومن ثم الرضوخ والقبول بالسلام الكاذب معها .

الإنفاق المستمر على القصور الفارهه والسيارات المصفحة والعسكره والإفداوية ، كان في عصر الجاهلية ، أما الدول المتقدمة في العالم الحديث إقتصرت طريقها بصنع هذا البلاء والطاغوت القاتل بما يسمى القنبلة النووية ، لمعرفتهم أن هذا العصر هو عصر القوة والهيمنة ، وليس عصر الطائرات والمدافع البلاستيكية .

إن لم نرسخ كل طاقاتنا وشبابنا وعلمائنا وأموالنا أيضاً وبالسرعة الممكنة لعمل مفاعل نووي خليجي متحد ، لن يكون لنا بقاء على هذه الأرض أمام المحور الثلاثي النووي من حولنا وهو إيران وإسرائيل وباكستان ، فنحن لسنا سوى دميه ضعيفة يتكالب عليها الكبار لنزف أموالها لشراء الأسلحة الورقية وبناء القصور الفانية .. وشراء الذمم والولاءات الخنيعه .

والله المستعان ..

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *