علي محمود خاجه

«شوية واقع»

نختلف في وضع حلول الإصلاح بل نختلف في الأولويات أيضا، ولكن يزعجني فعلا أن أجد شبابا مخلصين يحلمون فعلا بتحسين الأوضاع دون مصلحة خاصة أو مجد شخصي، أقول بأنه يزعجني فعلا أن أجدهم يتخبطون في تحركات لا صلة لها لا بالسياسة ولا بالواقع أبدا.
فمنذ التحرك من أجل إبعاد رئيس الوزراء السابق عن سدة الرئاسة إلى اليوم والمطالبات مبهمة غير واضحة، ولا توضح كيف ستسهم في تحقيق الإصلاح، وهو ما أعتقد أنه سبب ما يحدث اليوم من ضبابية في مشهد التحركات المعارضة.
وإن الحراك الذي طالب بإقرار حق المرأة السياسي، على سبيل المثال لا الحصر، كان هدفه المعلن توسيع المشاركة الشعبية ومنح أكثر من 50% من المجتمع حقهم في صنع القرار، هكذا كان الهدف واضحا ومحددا ومباشرا.
والأمر نفسه في الحراك الذي طالب بتقليص عدد الدوائر الانتخابية والذي كان هدفه المعلن والواضح أيضاً توسيع الدائرة الانتخابية، وبالتالي تمثيل أكثر واقعية للناخبين.
هذا الهدف الواضح المعلن هو ما لا نراه اليوم، بل حتى إن وجد الهدف في بعض الشعارات المرفوعة فإن شكله غير محدد، ومثال على ذلك الحكومة المنتخبة التي يطالب بها البعض دون تحديد كيف سيكون شكلها وطريقة اختيارها.
أما العلة الثانية فتكمن في آلية الوصول إلى الهدف وهي أيضا مجهولة، فالمطالبون بالتغيير من المقاطعين، أيا كانت مطالبهم، لا يريدون خوض الانتخابات البرلمانية إلا بعد العودة إلى نظام الأربعة أصوات، وهو أمر مستبعد جدا إن لم يكن مستحيلا أصلا، ولا يريدون أيضا أن يكونوا جماعات ضغط تتواصل مع المشرعين الحاليين بحكم أن مقاطعتهم لا تمتد إلى الانتخابات فقط بل إلى من فاز بالانتخابات أيضا، بمعنى أنهم يريدون أن يطالبوا وهم مقاطعون، بل معادون أيضا للوسائل التي تمكنهم من تحقيق مطالبهم، ولا أفهم كيف سيتحقق هذا الأمر.
المجموعة نفسها لا تسعى إلى قلب نظام الحكم، وفي الوقت نفسه لا ترغب في استخدام الأدوات الدستورية المتاحة لها سواء عبر المشاركة في الانتخابات البرلمانية أو على الأقل في تكوين جماعات الضغط السياسي، ومع هذا يريدون أن تتحقق مطالبهم غير واضحة المحتوى أساسا!!
وكل من يرفض هذا الأسلوب الأعمى يعتبر خائناً وجباناً بالنسبة إلى كثير منهم، وكل من يظل يطبق هذا الأسلوب سيواجه بالفشل الحتمي، ويحاول أن يلقي باللائمة على أي كيان أو شخص، فتزداد النزاعات فيما بينهم إلى أن ينتهي حلمهم الذي لم يحاولوا تحقيقه فعليا.
لن تتحقق أهدافكم وأنتم في عزلة ولا تريدون التواصل مع أحد، ولن تتحقق أهدافكم وأنتم تكابرون وتصرون على أسلوب لم يثمر ولن يثمر، ولن يتمكن أي فريق كرة مهما ضم من نجوم من أن ينتصر دونما خطة سليمة ورؤية واقعية للتعاطي مع المباريات.

خارج نطاق التغطية:

المشكلة ليست في تسليم الأسلحة، بل في أن العديد من المشرعين والقياديين في المؤسسات التنفيذية في الدولة يملكون أسلحة غير مرخصة أصلاً!!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

علي محمود خاجه

email: [email protected]
twitter: @alikhajah

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *