عبداللطيف الدعيج

لا تلومونا إن داسوا على عصعصنا

كلنا مع المثل القائل «ان اهل مكة ادرى بشعابها». وانه ليس من الحكمة لاحد ان يدس انفه في شؤون الاخرين. بالطبع هناك حالات انسانية، واحيانا سياسية، استثنائية تدعو الى الاهتمام والى اثارة الانتباه لها. لكن في الغالب نحن مع الاهتمام بشؤوننا الداخلية، خصوصا انها تكفي وتزيد، وان ليس من الحكمة اضاعة الوقت او الجهد او تعريض السلامة لامور هي في الاصل خارجة عن ارادتنا ومحيطنا.
بعد هذا التأكيد الضروري، فإننا لا نملك الا التأكيد ايضا بان من حقنا ان نتناول شؤون الآخرين وشجونهم، ان استدعت اوضاعنا الداخلية ذلك او تمدد البعض، ودس هو وليس نحن، انفه في شؤوننا المحلية. او مثل ما كتبنا قبل شهور، عندما يدوس البعض على «عصعصنا» فمن الطبيعي ان نتألم ومن حقنا ان نصرخ.

بعض دول المنطقة تسعى الى الاتحاد معنا او تطبيق القوانين والاتفاقات الموحدة علينا. من حقنا هنا ان ننتقد هذه القوانين، ومن حقنا ان ننتقد الاتفاقيات، وبالذات الاتفاقية الامنية التي تسعى دول الخليج الى فرضها على شعوبها، والتي نعتقد نحن، ونحن الشعوب وليس الانظمة، في الغالب على حق، انها تتعارض مع مصالحنا، وتهدد الجزء اليسير من الحرية التي ننعم بها. لسنا معنيين بشؤون الاخرين، لكن عندما تصبح امورنا الداخلية وحقوقنا السياسية كمواطنين كويتيين شأنا «خليجيا» او عاما، فان من حقنا ان نبدي رأينا ونعرض وجهة نظرنا في من يسعى الى جعلها كذلك.
ان لدينا نظاما ديموقراطيا يبيح لنا عرض وجهة نظرنا الفردية او العامة في الشؤون والشجون التي تنظم حياتنا. وليس ذنبنا ان سعى البعض الى ربط اوضاعنا باوضاعه، او حول شؤوننا الخاصة كمواطنين كويتيين الى شأن عام هو محل اهتمام وعناية من هم غير كويتيين.
نقدر حرص السلطات المسؤولة على الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع الجميع. ونعتقد مثلها ان ذلك ضروري في ظل هذا الوضع الاقليمي الملتهب. حيث الازمات والتحديات تتطلب تعاون الجميع واتفاقهم. لكن مثل ما يقول المصريون «انت سيب وانا سيب»، فليس من المعقول ان يأخذ البعض بخناقنا وان نطالب بألا نصرخ.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *