سعيد محمد سعيد

لجان التظلم المظلومة؟

 

هل لجان التظلم في الجهات الحكومية والقطاع الخاص «مظلومة»؟ لاشك في أن السؤال يحمل شيئاً من الغرابة، لكنه مستوحى من كلام موظف بحريني سرد فيها قصته مع لجنة التظلم التي استقبلت شكواه، ثم شكت منها، ثم اشتكت من أنها تنظر فيها، ثم جأرت بشكواها من أنها مظلومة لأنها لا تستطيع مساعدته!

بالطبع، لا يمكن أن نظلم لجان التظلم كلها في الجهات الحكومية والشركات، فبعضها يعمل بكل صدق وأمانة ونزاهة لمنع انتهاك حقوق موظف أو موظفة، وهي قليلة، فيما هناك لجان تجد نفسها «معوقة» خصوصاً إذا كان من انتهك حقوق الموظف «هامور» لا يضع للقوانين والأنظمة أي اعتبار.

وحتى نكون أكثر دقة ومعرفة بآلية لجان التظلم في الحكومة وفق المادة (45) من اللائحة التنفيذية لقانون الخدمة المدنية الصادر بالمرسوم بقانون رقم (48) لسنة 2010، فإنها نصّت على أن تنشأ في كل جهة حكومية بقرار من السلطة المختصة لجنة دائمة للتظلمات تتكون من رئيس لا يقل مستوى وظيفته عن مدير وأربعة أعضاء على الأقل تختص بالنظر في التظلمات المقدمة من الموظفين غير شاغلي الوظائف العليا ومن في حكمهم من القرارات الإدارية التي تمس حقاً من حقوقهم الوظيفية وفقاً لعدد من الضوابط، حيث يشترط أن يكون رئيس وأعضاء اللجنة من الموظفين المشهود لهم بالنزاهة والكفاءة والسيرة الحسنة.

هناك تفاصيل كثيرة مهمة في المادة حول قرارات الأغلبية وحماية الموظفين الخاضعين لرئاسة أحد أعضاء اللجنة ومدة تظلم الموظف من قرار خلال خمسة عشر يوماً، وإخطار الموظف بقرار السلطة المختصة، و»في جميع الأحوال يكون للموظف المتظلم الحق في اللجوء إلى ديوان الخدمة المدنية أو إلى القضاء للطعن في القرارات النهائية التي تمس حقاً من حقوقه الوظيفية»، لكن هل تعلمون ما هي المشكلة التي تجعل موظفاً/ موظفةً تعرض للظلم من أن يمر في كل تلك الدوامة ويضرب (رأسه في الطوفه)؟ المشكلة هي الخوف من عواقب هذا الإجراء الذي ربما جعلهما في ترقب انتقام المسئول؟

قد يكون هذا الشعور خاطئاً، وقد يكون صحيحاً، إلا أنه في كل الحالات، لا يمكن قبول وصف لجان التظلم «المظلومة» التي لا حول لها ولا قوة في حماية الموظفين، وربما يعود السبب في كل ذلك إلى نقص توعية الموظفين بحقوقهم وضمان حمايتهم، ولا ننكر أن من أكثر الأحاديث التي تسبب الكآبة للإنسان تلك المرتبطة بالشكوى من الظلم أياً كان شكله وموضعه وقصته! وما أكثرها عدداً وأشدها ضراوة بين الموظفين البحرينيين، في القطاعين الحكومي والخاص على حد سواء، وهو الأمر الذي يترتب عليه من دون شك، سوء الإنتاجية.

كثيرة هي الشكاوى التي ترد إلى الصحافة من موظفين وموظفات وعمال تعرضوا لأسوأ أشكال التنكيل بسبب سوء تفاهم مع مسئوليهم أو لسبب خلاف بسيط – وطبيعي – وقع في وقت ما. ولا ندري ما الغاية من لجان التظلم التي تشكلت في معظم الوزارات والتي تتلقى خطابات واعتراضات الناس ثم تركنها في الأدراج أو تتعامل معها بأسلوب يزيد شقة الخلاف بدلاً من تصحيح الوضع، مع التقدير للجان المخلصة التي تعمل وفق الأنظمة لحماية الموظفين.

من الضروري الاهتمام بتثقيف الموظفين والموظفات وكذلك العمال في مجال قوانين العمل وأنظمته ولوائحه، وهذه نقطة مفصلية، إذ يتعرض البعض منهم لسلب الحقوق ولا يستطيع تحريك ساكن خوفاً من سطوة المسئول المباشر وانتقامه! ويحدث كثيراً أن يتقدم موظف ما بشكوى أو رسالة للمطالبة بحقه فيقع في شر أعماله ويواجه سوء العاقبة فتظلم الدنيا في وجهه ليتوجه إلى عمله مهموماً ويعود إلى زوجته وأطفاله مهموماً، وقلبه مليء بالخوف من المستقبل!

إن المشكلة تزداد صعوبةً حين تتعامل مع مسئول يعتقد أن إدارته أو قسمه أو المنشأة المسئول عنها هي ملكٌ شخصيٌ له يتحكم فيها كيفما يشاء، ويصدر القرارات بحسب هواه ويقر ما يشاء من أنظمة حتى وإن خالفت قوانين العمل!

مثل هؤلاء المسئولين ليسوا أهلاً لحمل الأمانة، لكننا في حاجة لتعامل صارم من جانب الجهات المختصة مع أي مسئول لا يحترم حقوق الموظفين، ويتلذذ بإظهار ساديته المريضة عليهم… فلا ينبغي تحطيم كفاءات وطنية بسبب شخص مهووس بالتنكيل بالناس.

جمال خاشقجي

«لويا جيركا» لليمن

«صفعة سعودية لإيران». هكذا وصف البعض خروج الرئيس اليمني الشرعي – وحبذا لو نكرر الشرعي كلما جاء ذكره – عبد ربه منصور هادي من معتقله في القصر الرئاسي بصنعاء إلى عدن من دون أن يشعر بهربه حابسوه الحوثيون.

لا أعتقد أن السعودية ترغب في تبادل الصفعات مع إيران، وتعلم أن معركة اليمن لم تحسم بعد، لكنها بالتأكيد سعيدة لتحول مجريات الأحداث هناك وتوقف الأخبار السيئة التي توالت منذ أن خرج الحوثيون، منتصف العام الماضي، من معاقلهم في صعدة إلى عمران ومنها إلى صنعاء، ثم سعوا للانتشار في بقية اليمن وإخضاعه لهم. ما يجعل الخبر الجيد أفضل، إن وصول هادي إلى عدن ترافق مع توقف تمدد الحوثيين وكأنما بلغوا أقصى مدى لهم، فبدا للمراقب أن مشروعهم توقف، بل ربما انعكس مساره، ولكن الوقت مبكر لإعلان ذلك والجزم به. متابعة قراءة «لويا جيركا» لليمن

سامي النصف

ليلة بكى فيها الكويتيون!

تحتفل الكويت هذه الأيام بعيدي الاستقلال في 25/2 والتحرير في 26/2، وهناك تساؤل دائم من الأصدقاء العرب والأجانب عن سبب الاحتفال بيومين وطنيين، خاصة ان اغلب الدول الأوروبية والآسيوية وحتى العربية قد احتلت وتحررت أكثر من مرة إلا أنهم يختارون تاريخاً معيناً ليومهم الوطني قد لا يكون حتى مرتبطا بيوم التحرير كحال احتفال فرنسا بيوم سقوط سجن الباستيل لا بيوم تحررها من الاحتلال النازي. متابعة قراءة ليلة بكى فيها الكويتيون!

أ.د. محمد إبراهيم السقا

أموال جائعة

منذ الربع الأخير من القرن الماضي وأسواق المال في العالم تتعرض لظاهرة العولمة، حيث أصبحت أسواق المال في معظم دول العالم سوقا واحدة، تتدفق فيها أموال المستثمرين من دول العالم المختلفة، وذلك نتيجة لتحرير تلك الأسواق وإرخاء النظم والقواعد الحاكمة لعملها، بحيث أصبحت أسواق معظم دول العالم مفتوحة للمستثمرين من جميع أنحاء العالم، وقد ساعدت زيادة المدخرات الناجمة عن ارتفاع مستويات الدخول على ذلك.
متابعة قراءة أموال جائعة

عادل عبدالله المطيري

مجلس اليوحة وفنون العسعوسي وبدر الثقافة

دائما ما يؤكد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وبجهود موظفيه أصبح «مرآة عاكسة» للوجه الحضاري والثقافي للكويت.

تلك هي الحقيقة التي لا يمكن ان يجحدها جاحد، فالكويت استحقت لقب عاصمة الثقافة العربية عام 2001 ومازالت تستحقه، ففي الكويت لا يمكن ان يمر أسبوع دون حدث ثقافي مميز، يرعاه المثقفون في القطاعات الأهلية أو في القطاعات التابعة للمجلس الوطني أو بالتعاون بينهما.

مواسم الثقافة في الكويت عديدة ولعل من أبرزها مهرجان القرين الثقافي ذا الشهرة العالمية والمكانة الثقافية المرموقة، وهو ليس الوحيد بين المهرجانات التي ينظمها المجلس الوطني فهناك العديد منها، وعلى سبيل المثال لا الحصر ـ مهرجان الموسيقى الدولي ـ ومهرجان الكويت المسرحي، ناهيك عن رعاية المجلس الوطني للعديد من ورش العمل الثقافية.

كما ان المجلس الوطني لم يغفل دوره في رعاية الموهوبين من الناشئة والشباب والأطفال فقد خصص لهم أيضا فعاليات عديدة منها المهرجان الثقافي للأطفال والناشئة، ومهرجان أجيال المستقبل، والمهرجان العربي لمسرح الطفل، وبذلك لعب المجلس الوطني وبامتياز دور الحاضنة الثقافية للمبدعين من الشباب من خلال الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية سالفة الذكر، والتي ساهمت بدعم ورعاية الموهوبين بكل مجالات الثقافة والآداب والفنون.

كما اهتم المجلس الوطني بإنشاء قنوات اتصال حضاري مع العالم للاطلاع على ثقافات الأمم والشعوب الأخرى، عبر مشروع «أسابيع ثقافية» وبالتعاون مع العديد من سفارات الدول في الكويت، حيث يخصص مهرجان أسبوعي لاحدى تلك الدول تعرض فيه فنونها وتراثها وآدابها المختلفة، ومما لا شك فيه ان لتلك الأسابيع الثقافية مردودا ثقافيا، كما لها أبعاد ديبلوماسية حيث تقوم على تقوية الروابط والعلاقات بين الكويت وتلك الدول.

افتخرت العرب قديما بـ«عكاظ» كحدث ثقافي، رغم انه حدث موسمي يقام مرة في كل عام، وحري بالكويتيين والعرب ان يفتخروا بمواسم الثقافة الدائمة على طول السنة والتي يرعاها أبناء الكويت المخلصون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وعلى رأسهم م.علي اليوحة الذي استطاع بمهنيته العالية ان يبعد الصراعات السياسية والاجتماعية عن أعمال المجلس، وكذلك رجل الفنون محمد العسعوسي الذي يرعى الفن والفنانين بكل حيادية، وبلا شك للدكتور بدر الدويش رجل الثقافة أو كما يحلو للمثقفين تلقيبه بـ«بدر الثقافة الكويتية» دور حيوي في المشهد الثقافي الكويتي، فلا يمكن ان تحضر حدثا ثقافيا كبيرا أو صغيرا إلا وتشاهد الدويش متواجدا أو محاضرا فيه، فهو ذو نشاط متقد وهمة عالية، وليست غريبة عليه فهو من أسرة الدوشان بيت إمارة قبلية ومن أعرق البيوتات السياسية الكويتية.

ختاما: شكرا من القلب لكل مثقفي الكويت الذين عملوا واخلصوا في عملهم، من منتسبي القطاعات الأهلية والحكومية، فربما تراجعنا في الرياضة والسياسة ولكننا حتما مازلنا رواد الثقافة خليجيا وعربيا.

محمد الوشيحي

لسنا هؤلاء

أحياناً، وما أكثر هذه الـ «الأحيان»، أتمنى لو أنني أتسلق حتى أصل إلى قمة برج خليفة، أو برج المملكة، أو حتى برج الدلو، المهم أن أصل إلى نقطة عالية جداً، يستطيع أهل مشارق الأرض ومغاربها رؤيتي وسماعي، لأحدثهم عما يجول ويصول في خاطري.

متابعة قراءة لسنا هؤلاء

د. شفيق ناظم الغبرا

الهويات الدينيّة تبحث عن تحقيق ذاتها بواسطة العنف

وخليجي، فهل هذا يمنع انفجاراً شبيهاً بذلك الذي أدى الى سقوط الموصل؟ كيف ستدير القوات التي ستعيد السيطرة على الموصل، منطقة تشعر تجاهها بالخوف، على أسس مذهبية قبل أن تكون سياسية؟ الحرب على الإرهاب التي تتم دعوة كل الدول إليها، لم تقترب بعد من التعامل مع الأسباب الكامنة وراء العنف. فما هو قائم في العراق حالة حرب أهلية، وما التدخل العسكري في حروب أهلية، إلا وسيلة لتعميقها وإطالة أمدها وجعلها أكثر دموية. وهذا ما لا يجب التورّط فيه في العراق وسورية ولا في ليبيا وسيناء واليمن وغيرها. من دون إصلاحات وحوارات جادة وتسويات وتصورات جديدة، سيؤدي العنف مقابل العنف الى مزيد من العنف.

متابعة قراءة الهويات الدينيّة تبحث عن تحقيق ذاتها بواسطة العنف

شملان العيسى

سياسة التعسف الحكومي

أكد مدير عام بلدية الكويت المهندس أحمد الصبيح ان قرار اغلاق المطاعم والمقاهي بعد منتصف الليل «قرار نهائي» سيتم تطبيقه في أقرب فرصة ممكنة ولا عودة عنه، كاشفاً ان الهدف من تطبيق القرار أمني للمحافظة على سلامة المواطنين بالدرجة الأولى ومن أجل المصلحة العليا.

متابعة قراءة سياسة التعسف الحكومي

علي محمود خاجه

خلاص عاد

غير معقول هذا التخبط لدى ما يسمى "الحراك"، وغير مقبول ألا يكون هناك من يمتلك قليلاً من الرشد من قادة الحراك المزعوم لتقويم الأساليب والطرق لتحقيق أهداف ما يسمى "الحراك" إن وجدت الأهداف فعلاً.
فقبل يومين، أُطلِقت دعوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى 100 ألف متظاهر كويتي، وطبعاً كالعادة دون تحديد مطالب واضحة، وحتى وإن تم تحديدها عشوائياً، فالمسألة جاءت دون تحديد آليات للوصول إلى المطالب أصلاً، فقط الوصول إلى 100 ألف متظاهر، وبعدها "يحلها ألف حلّال".
لا أعلم من أين أبدأ مناقشة هذا التخبط الذي جعل الناس، وإن كانوا مؤمنين بضرورة الإصلاح السياسي، ينفضّون من حول ما يسمى الحراك، فأن تتكرر مجدداً مسألة الأعداد كمعيار للنجاح، وأن تكون الأعداد هي عنوان الدعوة رغم أن التركيز على الأعداد هو ما ساهم في تلاشي الحراك أصلاً، وحتى لو خرج تجاوباً مع هذه الدعوة اليوم عشرة آلاف أو عشرون أو ثلاثون أو أربعون أو خمسون ألف متظاهر، وهو ما أستبعد جداً أن يحدث، فإن هذا سيعد فشلاً بحكم أن كل تلك الأعداد الضخمة لم ترقَ لتشكل أكثر من 50 في المئة من الرقم الذي يطمح إليه الداعون، وبالتالي فإن أي عدد يقل عن 50 في المئة سيعتبره الجميع فشلاً ويقلل من أثر المتظاهرين أصلاً.
ثم إن سلمنا جدلاً بأن الداعين تمكنوا من جذب هذا العدد، وهو ما يمثل 8 في المئة من الكويتيين تقريباً بكبارهم وأطفالهم، فما هو المطلوب منهم؟ الدعوة إلى حكومة منتخبة مثلاً أم العودة إلى الأصوات الأربعة أم إعادة مجلس فبراير 2012 أم إسقاط جميع التهم أم فصل الدين عن الدولة أم أي مطلب آخر؟ ومن سيحدد تلك المطالب أصلاً؟ هل هم الداعون أم المتظاهرون؟ ومن سيحدد ترتيبها حسب الأولويات الأهم فالأقل أهمية وغير ذلك من أمور؟!
وإن سلمنا أيضاً بأنه تم الوصول إلى 100 ألف متظاهر بمطالب واضحة ومحددة كالحكومة المنتخبة مثلاً، فما آلية تحقيق الحكومة المنتخبة المطلوبة؟ هل ستكون حكومة مشكَّلة من نواب مجلس الأمة المنتخبين أم ستجرى انتخابات حكومية على غرار الانتخابات البرلمانية، أم ستقر الأحزاب السياسية على أن يشكل الحزب ذو النسبة الأعلى الحكومة؟
ولنسلم كذلك بأنه تم جمع 100 ألف متظاهر بمطلب واضح، وهو الحكومة المنتخبة وآلية واضحة، وهي أحزاب سياسية يشكل فيها الحزب الفائز حكومته وهو ما سيحتاج إلى تعديل دستوري، وهذا ما يعني أن الأمر سيتطلب قبول رئيس الدولة ومجلس الأمة الحالي ذلك، فكيف سيتحقق ذلك في ظل ظروف سياسية كالتي نعيشها في الكويت اليوم؟!
تكرار الفعل نفسه وتوقع نتائج مختلفة هو ما يقوم به ما يسمى "الحراك" اليوم، والمصيبة أنه لا قيادة ولا إرشاد حقيقي من شأنه أن يطور أو يغير أسلوب العمل إلى الأفضل، فكل ما يقوله المتداعون بـ "تويتر" صواب، وإن كان فاشلاً، وكل من يرفض خائن أو "متمصلح" ولذلك لن ينصلح الحال.

خارج نطاق التغطية

54 عاماً من الاستقلال، ومازلنا بمصدر دخل واحد لا نتحكم في سعره، كل عام والكويت بخير.