سامي النصف

التآمر على مصر!

عندما انفلتت الأمور بالمطلق في مصر عقب ثورة 2011/1/25 وإبان حكم الرئيس مرسي، واختفى رجال الأمن من الشوارع وبقي الجيش في ثكناته وبات الناس يحرسون أحياءهم وتحركت ميليشيا حازم أبوإسماعيل للهجوم على وزارة الدفاع بالعباسية وعلى المدينة الإعلامية، كما هاجمت ميليشيا الإخوان ثكنات الحرس الجمهوري ورفعت رايات «القاعدة» في الميادين بصحبة محمد الظواهري، وتزامن ذلك مع هجوم الميليشيات على القنصلية الأميركية في ليبيا المجاورة وقتل الديبلوماسيين الأميركيين، ورغم ذلك كله لم تغلق بعض الدول الغربية سفاراتها كما يحدث هذه الأيام التي تشهد استقرارا تاما للأمن في مصر وهو ما أثبتته أحداث الجمعة 11/28 مما يطرح تساؤلات محقة عن السبب الحقيقي خلف تلك الإجراءات التي تظهر انحيازا سافرا لتوجهات سياسية متشددة لا تروم الخير لمصر وأهلها وتدعي هي والغرب العداء لبعضهم البعض، بينما يظهر الواقع المعيشي عكس ذلك.

****

كما يصعب فهم انحياز جميع الشخصيات والحركات السياسية التي تدعي الليبرالية والإيمان بالدولة المدنية والقريبة كما يعلم الجميع بالغرب أمثال د.محمد البرادعي ود.أيمن نور ود.عمرو حمزاوي وقوى 6 أبريل ومؤسسها أحمد ماهر ووائل غنيم وإسراء محفوظ وإسراء عبدالفتاح وغيرهم من شخصيات، للرئيس محمد مرسي الداعي لمشروع الدولة الدينية!

****

ومثل ذلك الانحياز غير العقلاني للإعلام الغربي ضد عملية الأمن والاستقرار ومحاربة قوى التطرف التي تقودها شخصية وطنية معتدلة مثل الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي وصل للحكم عن طريق انتخابات رئاسية حرة تابعها وراقبها العالم أجمع واكتسحها بجدارة بعكس انتخابات 2012 المشكوك فيها والتي أوصلت د.محمد مرسي للحكم بنسبة ضئيلة جدا تفرض في العادة عدم إعلان النتائج حتى إعادة عملية العد كما جرى في الانتخابات الرئاسية الأميركية بين الرئيس جورج بوش ومنافسه آل غور نظرا لتقارب الأصوات إضافة إلى أخطاء جسيمة لو حدثت في بلد غربي لأعلنت المحكمة الدستورية عن إلغاء نتائج الانتخابات، حيث أعلنت نتائج التصويت بالخارج قبل بدء الانتخابات العامة، وهو ما يؤثر على طريقة التصويت ونتائج الانتخابات.

****

آخر محطة: إعلان بعض السفارات الغربية عن خطورة الأوضاع في سيناء، وهو أمر مهم يؤثر على توافد السياح الغربيين خاصة مع قرب عطل أعياد الميلاد ورأس السنة المهمة، فيه خلط فاضح للأوراق، فشبه جزيرة سيناء فيها محافظة شمال سيناء الملاصقة لغزة والتي تجرى فيها ملاحقة المتشددين والقضاء عليهم، وهي محافظة لا يزورها السائحون أساسا الذين يتجهون إلى شرم الشيخ ودهب وسانت كاترين في أقصى الجنوب، وقد زرت وعائلتي بالسيارة قبل أيام شرم الشيخ والمناطق المحيطة بها وأشهد أنها والطريق الدولي المؤدي إليها من القاهرة أكثر أمنا بمراحل من القيادة في كثير من المدن والطرق الغربية التي يكفي الدخول لمنطقة أو طريق خاطئ فيها لقتلك وعائلتك!

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *