سامي النصف

«داعش» ونظرية القتل للقتل!

هناك طغاة عبر التاريخ مارسوا القتل بأشد أنواعه، ومن هؤلاء من تدثر باسم الدين وآخرهم عبدالله المؤمن صدام حسين الذي رفع شعار «الله أكبر» على علم العراق بناء على طلب بعض الجماعات المؤدلجة كي يمنحهم الذريعة لدعم احتلاله الظالم لدولة الكويت التي دعمتهم وآزرتهم، وكي يبرر صدام حربه بأنها خدمة للدين. جميع هؤلاء الطغاة لم يقولوا إن هدفهم «القتل للقتل»، كما كانوا يحاولون إخفاء وإنكار جرائمهم بعكس تنظيم داعش الذي ينحر ويصور.. وينشر قتله للأبرياء!


***

أظهر التلفزيون الألماني وثائق تظهر ان تنظيم داعش لا يملك مشروع دولة، بل مشروع «قتل للقتل»، كما اظهر تلفزيون «الزانتان» الليبي وثائق سقطت بيد قوات الجيش بعد جلاء التنظيمات الداعشية والمتشددة من بعض المدن، ان الامر الوحيد الذي قام به الداعشيون والمتشددون هو فقط وضع كشوفات للإعدام والاغتيال وتنفيذها، وجميع الضحايا هم بالطبع ليبيون مسلمون.. سنة!

***

ويظهر فيلم وثائقي على اليوتيوب مصدره «داعش» الاثبات الأهم لنظرية «القتل للقتل»، فالفيلم يصور جماعة من «داعش» في سيارة تم تظليل زجاجها كي لا يعرف من بداخلها تسير على الطريق الدولي الذي يربط العراق بسورية والذي يمر بالمناطق السنية غرب العراق وشرق سورية، ومن ثم فأغلب السيارات العابرة قائدوها وركابها من السنة الذين يدعي «داعش» كذبا وزورا انه يدافع عنهم (عبر قتلهم وتدمير مناطقهم وتحريض الآخرين عليهم)!

***

تقوم جماعة داعش- وهي مسلحة بالرشاشات سريعة الطلقات- بفتح النار عشوائيا على أي سيارة تمر بقربها وقتل سائقها وجميع ركابها دون حتى التحقق من هويات الركاب، ومسجل السيارة يصدح بالأناشيد الإسلامية، وتتمادى جماعة داعش في القتل عبر التوقف امام سيارة قتل سائقها وركابها فانحرفت عن الطريق عبر إطلاق النار العشوائي على الجثث، ثم يستمر القتل المصور عبر اطلاق النار من السيارة على المشاة دون سؤالهم عن اسمائهم أو هوياتهم، فأي حقد وأي اسلام وأي دين هذا؟!

***

آخر محطة: (1) «داعش» يحتاج الى الأسلحة والمركبات وقطع غيارها، كما يحتاج شهريا الى عشرات ملايين الدولارات لدفع رواتب عشرات الآلاف من جنوده، لذا فهناك- قطعا- دولة أو دول إقليمية تقف خلفه، والسؤال: لماذا لا تعلن تلك الدول عن تبنيها لـ «داعش» وافتخارها بعملها ان كانت تؤمن بصحة ما تفعله؟ وإن كانت لا تؤمن بصحة عمل «داعش» ونظريته «القتل للقتل»، فلماذا تساند «داعش»؟!

(2) استطاع نظام البعث ان يربي مجاميع من الوحوش الآدمية تعذب وتقتل وتقطع الجثث، وتلك الذئاب لم ترتحل للمريخ، بل هي موجودة بالآلاف في تنظيم داعش الحضن الدافئ للبعثيين بكل توجهاتهم!

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *