محمد الوشيحي

سحقاً لأمك الفاضلة

حوار دار بيني وبين أوروبي… بدأته أنا:

• ما هي وظيفة وزير الإعلام عندكم في دول أوروبا؟
• ما هي وزارة الإعلام أولاً، كي أعرف وظيفة وزيرها؟
• هي وزارة تدير تلفزيون الدولة، الذي أصبح بقدرة قادر “تلفزيون الحكومة”، وتراقب وسائل الإعلام المحلية، والمسرح، والمسلسلات التلفزيونية، وتمنع النصوص المخالفة لعاداتنا وتقاليدنا وديننا قبل عرضها، وتحاسب أحياناً، وتحيل إلى النيابة أحايين أخرى، ووو…
• يا للهول (الترجمة مخففة بالماء المقطر)، ولماذا تسكتون عنه؟
• إذا اعترضنا، فقد نجد أنفسنا في خانة الخونة، وهي الكلمة المرادفة للمعارضة، وسنصبح نحن المدفوعين من أعداء الوطن لزعزعة الاستقرار، وقد تُسحب جنسياتنا ويتشتت أطفالنا ونساؤنا في أصقاع الأرض، وقد نبيع الحليب المغشوش في الشوارع.
• ولماذا تُسحب جنسياتكم؟ (قالها وحاجباه يلامسان منبت شعر رأسه) هل انضممتم إلى جيوش معادية؟ هل شكلتم شبكات تجسس ثبت جرمها بحكم محكمة، أو بررتم لشبكات التجسس أفعالها؟
• لا تضحك… مٓن دافع عن شبكة التجسس وبرر فعلتها هو الآن من المقربين، وهو في مأمن، ويعيش أزهى أيام ربيعه، بل هو الذي يطالب اليوم بسحب جنسياتنا (قلتها قبل أن أبكي).
• طيب، وهذا الذي برر للمتجسسين، الذي يطالب بسحب جنسياتكم…
• لحظة (قاطعته كي لا يسألني عن جنسية هذا الشخص الذي برر للمتجسسين وطالب بسحب جنسيات المعارضين، أو يسألني عن تاريخه ومواقفه وتصريحاته، أو يسألني عن دور إيران، فندخل في متاهة لا آخر لها)… لنعد إلى موضوعنا عن وزارة الإعلام ووزيرها… هل تعلم أن وزارة الإعلام عندنا أحالت أهرامات الفن الكويتي إلى النيابة لأسباب واهية؟
• هل الأهرامات التي تتحدث عنها تنتمي إلى المعارضة أيضاً؟
• لا أبداً، بل هي قريبة جداً من السلطة، ولا تتطرق إلى ما يغضب السلطة، ولم تعترض على خنق الحريات في عهد هذا الوزير الذي سجل أرقاماً قياسية في الإحالة إلى النيابة، وفي غلق الوسائل الإعلامية والبرامج المعارضة.
• وهل تخلت المعارضة عن أهل الفن؟
• لا طبعاً. دعمتهم، واحتجت على سوء التعامل معهم.
• ولماذا انتهج الوزير طريق الإغلاق والإحالات إلى النيابة؟
• لأنه لا يجيد التنمية ولا يتقن التخطيط والتطوير، وكي يثبت وجوده، وكي لا يجلس عاطلاً عن العمل، اختار هذا الطريق، طريق القمع والمنع، والآن تتصدر صوره الصفحات الأولى للصحف، وسيرته على كل لسان. وبفضله تدهورت سمعة الكويت في مجال الحريات، وتراجع ترتيبها.
• هل سمع وزيركم هذا عن التكنولوجيا والإنترنت واليوتيوب وغيرها؟ وهل يعرف تأثيرها؟ وهل تأثر بتراجع ترتيب دولتكم في تصنيف الحريات.
• لا أدري، بخصوص الشق الأول من سؤالك. أما عن تأثره بترتيب الكويت فأظنه سعيداً بـ”إنجازه”، بدليل أنه مستمر في الطريق ذاته.
• أنتم في حالة يرثي لها الجالس على قبر أبيه. يبدو أنكم تعيشون في كوكب آخر.
• صدقت، لكنك بدلاً من أن تجيب عن سؤالي، صرت أنت الذي يسأل… سحقاً لأمك الفاضلة.
هذا الحوار متخٓيٓل. يحتمل الكذب ولا يحتمل الصدق. ووزير إعلامنا هو الأفضل على مستوى كوكب الأرض الذي نعيش فيه رغماً عن أنف هذا الأوروبي الوقح، الهيلقي الملعون الخيّر، الذي يحقد على الكويت.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *