عبدالله غازي المضف

زيارة صديقي عبدالله بوفتين..إلى «النجف»!

عاد قبل يومين صديقي عبدالله بوفتين من زيارة مدتها أسبوع الى «النجف» العراقي لأداء شعائره الدينية، كانت زيارته الأولى إلى هناك ولم يكن خافيا علينا ذلك الغموض الذي غلف صوته أثناء سرده للتفاصيل: كنت شغوفا للغاية لسماع حيثيات المعيشة هناك، حياتهم، أطفالهم، نفسياتهم، هل يبالغ الاعلام في وصفهم؟ لماذا أراني اشكر ربي الآن على نعمة الكويت أكثر من أي وقت مضى؟ لعل اكثر ما لفت انتباهي في حديث «بوفتين» ذلك الجدار العازل الذي يفصل بين بيوت عائلات «السنة» و«الشيعة» في النجف: لماذا يفصلهم؟ حتى لا تزداد أعداد التوابيت وأنهار الدماء بين الطائفتين! حيث إنه من الممكن جدا أن يمرق أحدهم عن طريق الخطأ إلى منطقة الطائفة الاخرى فتخترق رأسه رصاصة عابثة: فمان الله! هكذا وبكل سهولة فينتهي كل شيء! إنه ثأر الدم أيها السيدات والسادة الذي بدأ منذ ان سقطت أول قطرة دم في عهد العراق الحديث ولن ينتهي أبدا.. كنت أسمع حديث «بوفتين» عن عشرات التوابيت التي رآها في كل صلاة كان يؤديها في مساجد النجف فيصيح الامام: إنهم ضحايا داعش!! وأكاد أن اسمعهم في مساجد الطائفة الأخرى وهم يصيحون على توابيتهم: إنهم ضحايا ملالي إيران.. هذا الجحيم الطائفي ما الذي سيطفئه وهو يسرد لنا منظر المليشيات والدبابات والعساكر الذين افترشوا أصقاع «النجف» وجميع أراضي العراق.. نار الطائفية الملعونة تدحرجت من لبنان وسوريا والبحرين وبعض دول الخليج ثم انفجرت في العراق على بُعد كيلومترات قليلة عن الكويت!

في خضم حديثنا عن تلك المآسي الطائفية لم اتذكر حينها سوى انسانا واحدا: الشيخ صباح الاحمد.. أبو الكويت وصمام أمانها الذي حفظها -بعد الله سبحانه وتعالى- بحكمته وابتسامته وقلبه الكبير في وقت كان الشعب غارقا في قضايا اعتقدها نهاية الدنيا.. ولم نكن ندري أن الجحيم كان يتربصنا من كل حدب وصوب: قالها سمو الأمير «أعينوني» فلم يعنه الكثيرون فتصدى بنفسه للفتنة دون أن تسقط قطرة دم واحدة!!
كان «بوفتين» على وشك ان يودع «النجف» قبل أن يلتقيه رجل عراقي برفقة مجموعة من الخليجيين: فراح يدعو ذلك «العراقي» أن يحفظ لبنان من الفتنة، وأن ينصر المظلومين في سوريا، وأن يعود الاستقرار إلى البحرين، ويحفظ المستضعفين في السعودية.. وأن يديم نعمة الأمن والأمان على الكويت والكويتيين!
اللهم احفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.. اللهم آمين.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *