سامي النصف

Dump Donald Trump

أحد الشعارات التي بدأت ترتفع في أميركا هو «أسقطوا دونالد ترامب» (Dump Donald Trump) والجيد أنهم لم يضيفوا كلمة The Dumb أي الغبي أو غير الذكي قبل اسمه، وترامب هو المرشح الذي كتبت مجلة «النيوزويك» الاسبوعية في عددها الأخير تحقيقا مطولا عما فعله في اتلانتيك سيتي التي أنشأها في ولاية نيوجيرسي والتي من المرجح ان يكرر ما عمله فيها من افلاسات ودمار اقتصادي على الولايات المتحدة حال حكمه لها.

***

ترجع المجلة لعام 1991 عندما أعلن فندق وكازينو تاج محل الذي كان بمثابة تاج جوهرة رجل الأعمال دونالد ترامب على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، إفلاسه وضياع ما يقارب المليار دولار على من اشترى السندات CTunk Pond التي اصدرها ترامب، وخلال اعوام 1991 ـ 2009 أعلنت شركات ترامب الكبرى افلاسها أربع مرات متتالية، وبالطبع ضاعت أموال المساهمين والمتعاقدين معها وزادت بالمقابل ايرادات مالك الشركات الذي تبلغ ثروته المالية ما يقارب الـ 5 مليارات دولار ويفخر بأنه استطاع ان يخرج من تلك الشركات والكازينوهات قبل انهيارها ويعتبر ذلك شطارة وحسن تصرف ولربما «فهلوة» منه.

***

وقد التقت المجلة كمثال ببائع أدوات موسيقية يقول انه باع فندق وكازينو ترامب 10 طاولات بيانو ثمنها مائة ألف دولار وبقي مديرو ترامب يماطلون في دفع المبلغ ثم وضعوه بين 3 خيارات أن ينتظر دون تاريخ محدد لتسلم المبلغ كاملا، أو يتسلم على الفور 70 ألف دولار على مضض، أو ينتظر افلاس الشركة ويتسلم فقط 10% من المبلغ، يقول البائع انه تسلم 70% ولن يصوت لترامب قط، ويأسف لما سيحدث لأميركا حال انتخابه.

***

بعد تلك التقارير وبعد مناظرتي المرشحين الجمهوريين، تراجعت شعبية المرشح ترامب وتقدم عليه في أكثر من ولاية المرشح الأسود المتدين بن كارسون وهو طبيب متقاعد والذي منعه تدينه من القبول برئيس مسلم لأميركا، واعتقد شخصيا ان سريع الغضب ترامب لن يستمر طويلا في السباق الرئاسي اذا ما اظهرت الأرقام استمرار تراجعه في الاستفتاءات واستمرار صرفه الأموال من جيبه الخاص على حملته الانتخابية، واستمرار سقطاته بسبب لذاعة لسانه التي لم يسلم منها أحد والتي قد تسعد بعض الناخبين الا انها لن تدفعهم للتصويت له.

***

آخر محطة:

(1) اذا كانت مشكلتنا مع المرشح ترامب خوفنا من يسلب أموالنا كما فعل مع مساهمي تاج محل الاسطوري، فمشكلة أميركا مع المرشح المتدين بن كارسون انه أعلن تطبيق ايمانه المسيحي على الاقتصاد حيث ينتوي تحصيل فقط العشر أي 10% على الأموال كما أوصى بذلك الانجيل بدلا من الضرائب التصاعدية، وقد رأى بعض الخبراء ان ذلك سيفلس أميركا خلال عام حيث ان 42% من دخل الميزانية العامة يأتي من الضرائب التصاعدية التي تصل أحيانا الى ما يقارب الـ 50% من الدخل عند الأغنياء، وان تطبيق نظرية العشر يعني ان الاثرياء سيزدادون ثراء كونهم سيكتفون بدفع 10% بينما سيتضرر الفقراء من إفلاس الدولة وتوقف الخدمات العامة التي يحصلون عليها من تعليم وعناية صحية.

(2) واضح ان الأفضل لأميركا وللعالم ولدولنا الإسلامية والعربية والخليجية وصول السيدة العاقلة والحكيمة وذات الخبرة بالإدارة وشؤون الحكم وقضايا المنطقة هيلاري كلينتون، ونرجو ان توجه المصالح الإسلامية والعربية والخليجية لدعمها، فالبديل لها كوارثي على الجميع.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *