حوراء معرفي

الدسلكسيا -٣

سبق أن ذكرنا في مقالات سابقة معنى الدسلكسيا ؛ التي تعني عسر القراءة ، حيث أن للقراءة شقين إذا تم اتقانهما تتم عملية القراءة بشكل كامل ، و هما تعرف الكلمة ، و الفهم القرائي ، هل يمكن الاستفادة من فك رموز الكلمة و تحويلها إلى صوت .. دون فهم ما تعنيه الكلمة ؟

بالطبع لا .. تخيل أنك تقود السيارة و نظرت إلى لوحة مكتوب عليها ممنوع الوقوف ، و أنت غير عربي و لكنك تعرف قراءة الحروف العربية ، و لكن كلمة ممنوع غير موجودة في القاموس اللغوي لديك في الذاكرة السمعية و البصرية ، هل ستنفذ ما نصت عليه اللوحة ؟
إن لم تنفذ ذلك فلم تحقق الغاية التي تمت عملية القراءة من أجلها.
هذا يشكل مشكلة لدى ذوي صعوبات التعلم ، وهي صعوبة الفهم القرائي الذي يشكل الهدف النهائي من القراءة ، فمن المهم على المعلم و ولي الأمر بالدرجة الأولى عدم الاكتفاء بالاستماع إلى قراءة التلميذ ، إنما عليهم التحقق من أن ذلك التلميذ يفهم و يعرف ماذا يقرأ و لماذا و محتوى النص .
هناك عدة جوانب ترتبط بصعوبات الفهم القرائي ، منها ما يتعلق بالفهم و الاستيعاب ؛ أي عدم فهم معاني الكلمات و الجمل و القصور في  إدراك تنظيم الفقرة و في تذوق النص ، بالإضافة إلى عدم القدرة على استخلاص الحقائق و الاحتفاظ بها و تذكرها ، و تنظيم الأفكار ،و تفسير الأحداث و تحليلها .
فإذا عرضت على التلميذ فقرة و تمت عملية فك الرموز من خلال القراءة الجهرية أو الصامتة أو حتى الاستماع ، و بعد ذلك عرضت عليه أسئلة حول الفقرة ، و قد تكون الإجابة موجودة في الفقرة ، و قد لا يجيب التلميذ لعدم قدرته على فهم و إدراك معاني الكلمات و الجمل، أو صعوبة في استدعاء و تذكر الحقائق ، أو قصور في تسلسل الذاكرة ، أو صعوبة في فهم الفكرة الرئيسية و تحديد المعلومات ، و هنا تكمن لديه صعوبة في مستوى الفهم الحرفي أو المستوى الواقعي .
كما يمكن أن تكون الإجابة غير موجودة في الفقرة إنما يستلخصها كنتيجة لحدث ورد في الفقرة ، و من خلال ربط الحقائق و المعلومات ، فعدم إجابة التلميذ على هذا النوع من الأسئلة قد يكون بسبب صعوبة الاستدلال ، صعوبة القدرة على التفرقة بين الحقيقة و الخيال ، و صعوبة التوصل إلى الخلاصة ، و هنا تكمن الصعوبة في الجانب التفسيري .
و أخيرا هناك مستوى أعلى في الفهم و هو المستوى النقدي ، و تعني القدرة على تقييم الكاتب و النص و الحكم ما إذا كانت الكتابة مناسبة و هادفة، و مصداقية الموضوع و صحته .
إلى هنا نكون أتممنا ما يتعلق بصعوبات القراءة من خلال ثلاث مقالات ، و كعادتي أنصح المربين بعدم التغافل عن جميع الجوانب المتعلقة بالقراءة التي أسميها مفتاح العلوم ، يجب على ابنك أن يقرأ يفهم يفسر و يطبق ما هو مطلوب بشكل صحيح ليستفيد مما يقدم له .

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *